وفعلا تم استدعاء إحدى المطلقات واسمها زوينة للحضور للقسم للتحقيق معها حول ما تعرفه عن المجني عليه ، بدأت زوينة حديثها بالبكاء على طليقها السابق ثم بدأت بذكر ما تعرفه عن أسعد ( أسعد هو الشخص الذي جعلني أحس بأني امرأة محترمة .. لقد تزوجت سابقا قبل أن أتزوج بأسعد وخرجت من تلك التجربة كارهة الرجال كارهة الزواج ، إلا أن أسعد استطاع إقناعي بضرورة المحاولة ، وزرع في روح الأمل من جديد بعد أن كنت قد يئست من الحياة ، لم يكن يريد أن يتزوجني ولكنه فعل ذلك ليبث فيّ الأمل وليثبت أن ليس كل الرجال كما تصورت ، لم أنتبه لذلك إلا بعد فترة علمني فيها أن أحاول ولا أيئس ، ولكن يا للخسارة لم تكتمل فرحتي كثيرا حيث ضاع حلمي حين عرفت أنه متزوج أكثر من امرأة حينها بدأت الغيرة تتولد بداخلي، وبدأت أجن وأقلق عليه إن تأخر عني وفي كثير من الأحيان أحاول أن أمنعه من الذهاب لباقي الزوجات ، أردته أن يكون لي فقط ولكنني كنت بذلك أقيده وأمنع حريته وبدون أن أدري أخذ يبتعد عني حتى فقدته نهائيا لقد طلقني ورفض أن يردني ، حينها أيقنت أنني أنا السبب فيما حدث ، لقد ندمت ولكن تعلمت درسا لن أنساه ما حييت )
وبعد أن أنهت زوينة حديثها كان الضابط مندهشا مما قالت حيث أن هذه هي المرة الأولى التي تذكر فيها محاسن المجني عليه من إحدى النساء اللواتي ارتبط بهن ، أيعقل أن يكون حديث زوينة هو الصحيح ؟ أراد الضابط التأكد من ذلك بتوجيه عدة أسئلة إليها منها : لماذا كان يعاملك هكذا على عكس باقي زوجاته يعاملهن بقسوة ؟
.. أجابت زوينة : (هذا السؤال الذي لم أتمكن من الإجابة عليه حتى الآن حيث ظهر فجأة بعد أن طلقت وكأنه كان يعلم بذلك وبدأت علاقته معي تكبر وتتوسع إلى أن تم الزواج ولكنه كان إنسانا غامضا بدرجة كبيرة وأعتقد أن لديه عقدة نفسية من النساء ) سأل الضابط عن قصد زوينة بعقدة نفسية فأجابت : ( عقدة نفسية كعدم التزامه بعلاقة واحدة حيث أنه يتزوج النساء لغرض معين ما أن ينتهي من هذا الغرض حتى يطلقها هذا ما أعتقده ولكن ما هو الغرض الذي جعله يتزوجني .. إنني لا أعرف وأتمنى أن أعرف) .
انتهت زوينة بذلك من الإدلاء بأقوالها ، ولكنها تركت الضابط ومساعده في حيرة كبيرة فما قالته – عن العقدة النفسية - يمكن أن يكون صحيحا فكل واحدة تزوجها لغرض معين ، ولكن ليس هذا هو الأمر المهم فالقضية قضية قتل وليست قضية طلاق وزواج ولابد للوصول للجاني وإتمام التحقيق للأخر وذلك باستدعـاء المشتبه بهـا "رقم 5 " في القضية وهي شيخة إحدى زوجات المجني عليه سابقا .
لم تكن شيخة تدري ما هي القضية بالتحديد لذلك سألت الضابط عن سبب حضورها للتحقيق فأخبرها الضابط بالقضية .. لم تصدق شيخة ما سمعت فوقعت على الأرض فاقدة الوعي ، انتظر الضابط دقائق حتى استعادت شيخة وعيها حينها بدأ بتوجيه الأسئلة إليها ، فذكرت له الأتي : ( تريدني أن أعود لتلك الذكريات الجميلة ..إلى أحلى أيام عمري إلى ذاك الحب الذي جمعني بأسعد .. من الصعب أن أذكر كل شيء لأنني مهما ذكرت لن أوفيه حقه .. أسعد هو الشخص الذي أعطاني الحب والأمان الذي بحثت عنه .. صحيح أنه طلقني لكنها كانت لعبة قذرة دبرتها سميرة لتفرق بيننا ، لقد كانت كل لحظة عشت فيها معه عبارة عن حلم جميل للغاية ولكنني استفقت من هذا الحلم وتزوجت من شخص آخر ولكم تمنيت العودة لتلك الأيام لتلك اللحظات ولكن لا ينفع الندم الآن ولكنني أتهم سميرة بأنها هي من قتلته كما قتلت حبنا بأنها هي من دبرت موته كما دبرت تلك الحيلة .. لقد أوهمت أسعد بأنني أخونه لذلك طلقني ولم يصدقني رغم أنني لم أكذب عليه لقد ضربني حين حاولت أن أدافع عن نفسي .. لقد سحرته ليطلقني .. أنها هي سأقتلها يجب أن تدفع الثمن غاليا..)
وما أن أنهت حديثها حتى سقطت على الأرض مجددا وعلى ما يبدو أنها أصيبت بانهيار عصبي شديد بسماعها هذا الخبر ، وبذلك تم نقلها إلى لمستشفى .. وبهذا أصبحت القضية الآن أكثر تعقيدا عما قبل فالخيوط مشتبكة والإبرة في كومة قش وهذا ما يبدو من خلال التحقيق مع زوجات المجني عليه ولكن يبقى التحقيق مستمرا ليتم استدعاء إحدى النساء اللواتي ارتبط بهن المجني عليه وهي أول امرأة تزوجها حسب المعلومات التي تم جمعها .
حضرت موزة وبدأت تدلي بأقوالها للضابط وذكرت له الأتي ( أسعد ابن عمي وزوجي سابقا كان صريحا معي منذ أول ليلة حيث أخبرني بأنه لا يحبني ولكنه أجبر على الزوج مني لأن والده كان يريد ذلك لذلك طلب مني أن أسامحه ولكن مع مرور أيام من الزواج أحسست بتحسن وتغير منه وفعلا انكسر الحاجز الذي كان يسد بيننا ولم أكن ادري بأن السبب في ذلك هو زواجه الذي كان يخفيه عني وحين انكشف الأمر خيرّه والده بين أن يطلق زوجته الثانية – شيخة – أو العيش معه في المنزل ، فاختار شيخة وطلقني بعدها انقطعت علاقتي به حتى أنني سمعت بخبر وفاته مصادفة).
انتهت موزة من حديثها ويبدو أن الضابط كان مقتنعا بما قالته موزة لذلك لم يسألها سوى بعض الأسئلة، كان الوقت متأخرا ولكن كان على الضابط أن ينتظر تقرير الطبيب الشرعي وخبير البصمات على السكين التي قتل بها المجني عليه، وما هي إلا لحظات حتى جاء تقرير الطبيب الشرعي حيث أوضح التقرير أن المجني عليه كان مخمور وأن والبصمات الموجودة في السكين هي نفس بصمات المجني عليه أما عن الأوراق التي وجد نصفها محترق فهي أوراق طلاق وشهادة ميلاد ، لقد كان التقرير محيرا فكيف جاءت بصمات المجني عليه على السكين هل من الممكن أن يكون قد انتحر ، ولكن لماذا ؟ هذا ما تردد على لسان مساعد الضابط ولكنه طلب من مساعده أن لا يتعجل الأمور لأنه حسب اعتقاده أن القاتل قد يكون افتعل ذلك كنوع من التمويه، ولكن ليس هنالك وقت للتفكير فالوقت متأخر إلا أن الضابط فضل قبل ذهابه اطلاق سراح أميرة لعدم كفاية الأدلة .
وفي صباح اليوم التالي كان الضابط ومساعده في مكتبهما يتناقشان حول القضية ، فجأة طرق الحارس الباب واستأذن الضابط ثم أخبره بأن هنالك فتاة تريد مقابلته تقول أن لديه ما يفيد التحقيق في القضية ، فأمر الضابط بإدخال الفتاة ، وبعد أن دخلت الفتاة أخبرت الضابط بقصتها العجيبة : ( اسمي حنان ، قصتي قد تكون عجيبة بالنسبة لكما ولكن أرجو أن تسمعني وتصدقني …)
المساعد : قبل أن تقولي قصتك ماذا تكونين بالنسبة للمجني عليه؟
حنان : المجني عليه يا حضرة الضابط هو أبي الذي اعتقدت أنه ميت قبل أن يموت فلقد يتمت منذ عشرون عاما تقريبا لم أراه حتى في الصور فقط قيل لي أنه مات وصدقت ذلك لم أكن أعلم بأنه حي يرزق .
الضابط : هل أنت ابنة أسعد فعلا؟ ولكن ممن من زوجاته ؟
حنان : نعم أنا ابنته التي لم يفكر يوما بالسؤال عني ، أمي المسكينة التي أهملها ورماها ماتت ولم يسأل عنها .
الضابط : ماتت ! كيف لقد كانت هنا البارحة ؟