عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-02, 02:04 am   رقم المشاركة : 7
أباالخــــــيل
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : أباالخــــــيل غير متواجد حالياً

انظر معي إلى الدور الذي لعبته البرمجة الثقافية ليس أقلها تجميدطاقات المجتمع،وتكبيل أفراده.... وكيف أن أوروبا لم تستطع النهوض إلا بعد إعادتهاالاعتبارللنزعةالفردية .!!!!!!!!!




لذلك يقول الفيلسوف الشاعر محمد إقبال: ".. يا غافلاً عن نفسك أخرج النغمة التي في قرارة فطرتك أخءلها من نغمات غيرك.." إن الأفراد ينساقون بالبرمجة التلقائية التي امتصتها عقولهم من المجتمع وتقولبت بها نفوسهم حتى صاروا عاجزين عن الانتباه بأن المحتويات التي امتلأت بها عقولهم ليست نتاج التأمل والبحث والاستقصاء وإنما هي برمجة ثقافية نشأوا عليها قبل نضوج وعيهم كما نشأوا ايضاً على الاغتباط والتباهي بما هم عليه وتتضاعف المعضلة حين تكون الثقافة مغلقة لأنها تتحصّن بهذا الاغتباط والافتخار عن أي احتمال للمراجعة ورفض أي تساؤل مما يغلق الدائرة ويستبقيهم داخلها إنها اشكالية معقدة تشل المجتمعات وتجمّد طاقتها وتكبّل الفرد وتسلبه أخصّ خصائصه لذلك فإن أوروبا لم تستطع أن تنهض هذه النهضة الدنيوية العارمة حتى أعادت الاعتبار الكامل للنزعة الفردية واستثمرت ما في الأفراد من اختلاف وتنوع وثراء وقد عبّر عن هذا التحول الجذري الفيلسوف الألماني كانط حين أطلق صيحته الشهيرة منادياً كل فرد بقوله: ".. اجرؤ على استخدام فهمك الخاص.." وهو بذلك يلخّص فلسفة الأنوار التي انتشلت أوروبا من الاستسلام الأبله للأسلاف والآباء ودفعتها إلى البحث في الآفاق والأنفس ففلسفة الأنوار حين أعادت الاعتبار للنزعة الفردية فتحت للناس آفاق التنوّع والتعدُّد وشجعَّتهم على جرأة التفكير المستقل وهيأت العقول لقبول الاختلاف الذي يؤدي إلى ثراء الفكر والعلم والحياة لقد أدركت أوروبا بعد طول غياب للنزعة الفردية خلال العصور الوسطى بأن هذه النزعة هي التي تحقق التكامل بين قدرات الناس وتوسع آفاق الفكر الإنساني وتقلّل من التماثل والتكرار..







التوقيع


أيها ذا الشاكي وما بك داءٌ * كن جميلاً تر الوجود جميلا