قــــــراءهــ .... واستيعــــــابــ تلك السيدة العجوز المسكينه تعاني ويلات الانتظار و ويلات المرض الخبيث انهك قواها تساقط شعرها تساقطت اسنانها لم تعد تطمع في شيء من الدنيا تنتظر النهاية ولكنها لم تاتي تنتظر السؤال عنها ولم يسائل عنها احد ورغم ذالك تنتظر كل يوم ساعات طوال امام التلفون تنتظر سماع كلمة من احد ابنائها المتناثرين في ارجاء الوطن احتارت معها اكبر بناتها وهي تشاهدها تذبل امامها وقامت الابنه الكبرى بالاتصال خلسة كل يوم باحد اخوانها ليكلم امه ويخرجها عن حزنها بكلمات بسيطه وضحكات مصطنعه ولكنها كانت كالمهدئات بالنسبة لها تنتظر الاجازات ليجتمع ابنائها حولها ليغمروها بالسعاده وحين تاتي الاجازه يحضر فلان ويغيب اكثر من فلان ويبقى قلبها متعلق خلف ذاك الذي لم يحضر اخيرا حاصرها المرض الخبيث واخذ يهدم كل شيء فيها حتى وصلت الى النهاية وحين ايقنت انه الموت قد حضر فتحت عينيها لتجد كل ابنائها حولها كلا منهم يقول لها ماذا تريدين ضحكت وقالت عشت عمري اتمنى جمعتكم ولكنكم لم تجتمعوا تمنيت ان اراكم امامي جميعا واحضنكم في حضني وحين اجتمعتم لن يترك لي الموت فرصه بان اجتمع معمكم جاء دوري لافترق عنكم وسقطت دمعه واحده على خد انهكه الجفاف والحزن وطول الانتظار ثم رفعت اصبع السبابه ونطقت الشهادة وانتقلت من عذاب الدنيا وعذاب الانتظار وهي مبتسمه وخلفت لابنائها الحزن والحسره على مافرطوا فيه اتجاهها انتهــــــى..... .