[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]Miss Autumn
لا أعلم كيف أسيطر على مشاعري لأصدقك القول فيما أراه جواباً شافياً يعبر عن نظرتي الحقيقية الغير متأثرة كما زعمت من قبل ، لا أعلم كيف ألجم غضبي من الواقع المر الذي يخضعنا قسرا لنكون تحت رحمته التي يراها رحمه ونراها من البطش والطغيان على عواطفنا وملكاتنا المنقادة بالإكراه .. إنني يا آنستي أمام سؤال ضخم يكبر ويتكبر في اسمه وذاته حتى لو ابتعدنا عنه ومهما تضاءل أمامنا إنه كالجبل البعيد يطاردنا ،وهو في مقياس الشباك لا يمثل حجم حجر صغير ! يا آنستي إن الأغلال ليست على كل حال حديد ومفاتيح وأصوات سجانين يتجشمون وهم مقبلين إلينا بكرابيجهم وسياطهم التي لا تفرق بين أعصاب الكائن الحي ولحوم الأموات ! الأغلال الملفوفة بأعناقنا يمسك بزمامها أشخاص ضاربين بالتاريخ القديم لم نراهم يوما ولا نعرف سحنتهم ولا هيئاتهم ، إنهم أبطال رغم أنوفنا وويل لنا إن فهمنا غير ذلك ، إننا مجبرين على التحلي بأخلاقهم وبأمجادهم وعلى قدر المستطاع ، يجب أن نمارس القوة والجبروت لنكون بعيون أمهاتنا أبطال كالحجاج أو لنملأ القلوب بالرعب كصدام حسين ليتحرك الناس أمامنا كالفئران مذعورين لا يعلمون أي طريق يسلكون ؟! يجب أن نصارع لنكون أقوياء بالقدر الذي يرضاه غيرنا لا بقدر ما يرضينا نحن ! ثم ما الذي يرضينا ونحن لم نفهم بعد حقيقة المنطق والحجة والعقل ؟! وكيف نختار ولم يستشيرنا أحد من أولئك الذين دونوا التراث وأساطيره ؟! إنهم يا آنستي لا يريدوننا أن نفهم شيء على حقيقته ،ما بالك بأن نتحدث عن حقيقتنا التي قد تتناقض مع أجوبتهم وهم يجيبون نيابة عنا دون الرجوع إلينا! ربما يكون الصمت كما أسلفتِ حل نسبي ووقتي ولكن لا نملك أن نصمت كل وقت وكل حين ، فنحن نعبر عن أنفسنا في كل شيء في أكلنا وشربنا وطلباتنا ومقتنياتنا ، كلها تقول ها أنتم هذي تصرفاتكم التي تخبر عن ثقافتكم وأذواقكم ، حتى أبصارنا قد نديرها لأمر لا يلتفت إليه أحد ونصرفها عن مواضع تثير الدهشة لكثير من الناس! إن الصمت عن التعبير هروب وتتويج لمخالفك على أنه أنتصر ، ومصيبة عظيمة أن يتوج بالنصر من لا يرضيه ما تقول ومن لا يود أن يراك تجادله وتكشف مواقع عجزة وعجز فكرته ، أيضاً مصيبة أخرى أن نحسب الاختلاف كحسبة الحرب والنزاع فنفرض رابح وخاسر أو مهزوم ومنتصر ! أن تعرض عن الحديث فقط لأنك تخشى المواجه فأنت تقول في صمتك حديثاً داخلي تشتم فيه نفسك وتعنفها أشد العنف ..
أشكرك والحديث لا ينتهي ويطول ولكن في الحلق غصة كالعلقم وأود بصقها وهي تتشبث بموقفها مني وتلح علي أن أبلعها (وهي قيد كذلك!)[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]