[align=center]
مداخل بريدة.. لا تليق بها..
عبد الرحمن بن سعد السماري
كتبت عن مدينة بريدة.. تلك المدينة العملاقة.. التي تتربَّع في القصيم كواحدة من أكبر مدن المملكة وأكثرها نشاطاً وكثافة سكانية.. كما تُعد.. من أعرق مدن المملكة وأكثرها أصالة.. ولها تاريخها الطويل المعروف.
** بريدة.. مدينة الزراعة والصناعة والثقافة والفكر وكل المناشط.
** ومدينة الكليات والمعاهد والأبحاث والدراسات.. ومدينة التجارة.. وهي أيضاً.. مدينة العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء.. ومدينة الْحِرَف التاريخية.
** هذه المدينة العملاقة.. لا يشينها شيء بحجم سوء مداخلها.. إذ يلاحظ.. أن المدن تحرص على تحسين وتجميل مداخلها.. إذ إنه عنوانها الحقيقي.. لكن بريدة.. تحتفظ بمداخل لا تليق بمكانتها..
** المدن.. كل المدن تقريباً.. تُزيّن مداخلها بالأشجار والورود والزهور والمناظر الجمالية.. والنوافير والإنارة والأرصفة الجميلة والمساحات الخضراء والحدائق وكل صنوف الزينة والتَّزيُن.. كما تشاهد.. أن أجمل شوارع المدن عادةً.. هي شوارع المداخل..
** أما بريدة.. فهي غير ذلك.. فمداخلها.. (حُوسِه ودُوسِه) مداخل لا ينقصها.. إلاَّ بسطات لبيع الحمام والدجاج البلدي.. وتريلات لبيع التِّبن والأعلاف.. وأحواش لبيع الأغنام والخلفات.. لتكتمل (الرَّصَّهْ) كما يقول العوام.
** يستقبلك من الجنوب.. الورش ومحلات الصيانة وغيار الزيوت والخردات والقراشيع ومطاعم المندي والرّز البخاري.. وتلك (الحوسه).. وأشياء لا تليق ببريدة وأهالي بريدة..
** أما شمالاً وغرباً.. فأنت تحتاج إلى دليلة يقول لك (تَرفَّق.. تراك دخلت بريدة)!!
** أما مدخلها الشرقي.. فأوله مليء (بالغيول) التي تجمع البعوض والحشرات والروائح الكريهة وسائر الحشرات المؤذية الضارة.. ثم يتبعها شجر الأثل.. الذي يملأ القرى قبل خمسين أو مائة سنة.. وآخره - الجهة الغربية - لا ينقصه.. إلا (تليفريك) ينقل الناس من دوار الإمارة حتى قبيل المطار.. ليبعد الناس عن منظر هذا الشارع وأخطاره ومشاكله.. و(هَوْياته) وطلعاته.. وتقاطعاته الخطيرة..
** في هذا المدخل - طريق الملك فهد - يستقبلك الأثل والْحَلْفا والغيُول.. ولوحات تقول (يسمح بِكَبْ المخلفات هنا..؟!!) فهذا الشارع العملاق الذي يخترق المدينة.. وضعه لا يسر أبداً..
** مدينة بريدة.. التي يقطنها قرابة.. أو ربما مليون شخص.. هي هكذا.. تستقبلك في مداخلها أشياء لا تليق ببريدة وأهالي بريدة.
** في مداخل بريدة.. لا تشاهد حتى نخلة واحدة في مدينة النخيل.. التي تمد الخليج العربي كله بما يحتاج من التمور.. وتصدِّر للعالم كله..
** هذا الشارع الحيوي المهم - طريق الملك فهد - الذي يعد شرياناً في المدينة.. نسمع منذ سنوات.. أنه سيرصد له ميزانية لتحسينه وتجميله .. وإقامة جسور وأنفاق فيه.. وتعديل وضعه.. غير أننا.. لم نر شيئاً من ذلك..
** نحن نتمنى الاهتمام بهذا الطريق الحيوي المهم.. والاهتمام بكل شوارع المدينة ومرافقها وأحيائها..
** نريد أن يكون هناك لفتة لمشاريع هذه المدينة الكبرى.. التي أصبحت واحدة من أضخم مدن المملكة وتستحق الاهتمام والمشاريع الكبيرة.
** إننا عندما نكتب عن هذه المدينة.. وعن بعض أحوالها.. وعندما نطالب بالمزيد من العناية بها.. والمزيد من المشاريع الحيوية لها.. لا نتهم أحداً من المسئولين بالتقصير.. حتى لا يساء فهمنا.. بل نحن نضم صوتنا إلى صوت أهالي بريدة ومسئوليها بالمطالبة بما هو ممكن تحقيقه لها من مشاريع..
** رجاؤنا هنا.. ومناشدتنا هنا.. ليست موجهة لمسئولي بريدة أنفسهم وعلى رأسهم وفي مقدِّمتهم سمو أميرها المحبوب.. فهم لم يقصِّروا.. ولكن هو نداء للمسئول عن المشاريع في الوزارات المعنية.. لعل بريدة يكون لها نصيب يليق باحتياجاتها ومتطلباتها كمدينة كبرى.. وكعاصمة لمنطقة القصيم.
** إنني أكتب هنا.. من واقع حبي لهذه المدينة.. وحبي لأهلها كلهم.. ومن واقع غيرتي وحرصي على كل مدن بلادي بدون استثناء.
[/align]