( 3 )
وتبحر بقاربك .. ولا تدري إلى أين يأخذك الموج ولا إلى أين يبدأ بك الصباح ، فترمي بنظراتك إلى ظلمة البحر وتبدأ الأحاديث الشاعرية تغزو قلبك لتهذي بنبرةٍ مسكينةٍ متأملةٍ : أيوجد تحت هذه الأمواج عالم آخر هو جزء من تلك الحياة ؟! ، أتحته مساكن وممرّات وأطلال ؟! ، هل تعبر أشرطة الذكريات في عقول سكانه ليبكون على فراقٍ مُرٍ وسنين انتهت ؟! ، أيفرح أهل البحر كما نفرح ويضحكون كما نضحك ؟! ، بل هل يبكون كبكائنا ويدمعون كمدامعنا ؟! .. ولو سقطت منهم أيستطيعون التفريق بينها وبين البحر ؟! .. أم يا ترى كل هذا البحر هو مدامعهم التي سالت وانهمرت ؟! ..