السلام عليكم / عزيزي معاهدات أعتذر عن هذا (التأخر ) .
عزيزي لقد أحسست أن قلمك ارتشف من الدواة حتى الثمالة ولم يعيى ولم يمرض وما أوقفه إلا نهاية الحبر ، وإلا أعرف أن موضوعك أطول من أن تحصيه كتابة كاتب أو مقالة قائل ، أعرف هذه المعاناة التي لم تكن لتكتب هذا الموضوع إلا بعد مُقاساتها والإحساس بأوارها وشدتها على النفس .
( معاهدات ) لقد قلت أن تلك الأزمنة أكثر التصاقا بالمنطقية وأكثر ارتساما للقبول ذلك يا أخي أنما ( كان ) وكان تدل على المضي والعادات تتبدل والأخلاق لا تتبدل بل تُبدل ويؤثر بها لقد كانت وياليت من هم يضحون هذه الأيام أن يطلعوا اطلاعا على تلك الأزمنة .. ولكن ليت تفيد التمني وما كل ما يتمنى المرء يدركه .
لقد ذكرت أنه أضحى (من يطلق بسمة للفرح .. للربيع .. للجمال، موضع تهمة !.. ) عزيزي إنه الإحساس بالنقص والكمال معا ( كلام فلسفي ) ذلك أنه من يقل هذا الكلام يجد في داخله الحقد وفقدان لخزينة فن التعامل والنظرة المستقبلية الثاقبة لا النظرة الإقليمية . ومن يُرى أنه يمسح دمعة اليتم ويربت على كتف هموم الحب يمارس الاستهتار بالوجود ، ويصب عليه جام الغضب الأعمى المأجور بقيادة القائد ( إبليس ) وبمعاونة الكولونيل ( الهوى المخمور ) ، قل لي أي شيء يُنتظر من هؤلاء .. لقد فعلنا ما يلبس الإنسانية تاج المرفعة ومع هذا لم يعجبهم لماذا ؟! لأنهم لم يعفوا ما هي الإنسانية ولم يذوقوا حلاوتها بل هم محرومون منها بسبب اتباعهم للهوى المخمور وحقدهم .!!!
لقد كتبت أنه أضحى الزمن بعناصره عنواناً لكل شيء صحيح (هذا بنظرهم .. فقط !!) . وأنا أقول أنه أصبح ، وأضحى ، وأمسى ، وظل ، وبات ، إنه في مخيلتهم ، وكما قلت لك هذا هو الشعور بالنقص ولقد أتيحت لهم الفرصة فأصبحوا دكتاتوريون حتى على تفكيرنا حتى على هواجسنا حتى على ما تمليه علينا ضمائرنا .. إنه كما قال ( مايك ألان ) : الدكتاتوريون الذين لا يلاحظون إلا مفارق الضمائر هم من يجب أن يحصلوا على أوسمة ( الدوق ) للكلاب !!؟. أ.هـ
وكما قيل في المثل الروسي ( إن الكلب يلاحظ ضمير صاحبه إن كان ضميرا نبيها وحكيما كان الكلب أحكم وإن كان العكس فالكلب في هذه الحالة لا يصلح أن يكون إلا للكلب ( أي لصاحبه وصاحبه كلب ) !!؟.
ولقد قلت ( إنه الواقع الذي يحيل الخطوة إلى إعثار .. إعثار قد لا يكون هناك مجال بعده للنهوض والانطلاق !.) وأنا أقول إنه إعثار يقصد من بداية تنفيذه عدم النهوض وقطع الأمل بالنهوض والتفكير به .
لقد قلت جملة أعجز أن أعلق عليها ولكن أدعها للقراءة والتمعن .. وأرجو أن تسمح لي أن أضعها توقيعا لي .. إنها هذه : ( لكن .. ثمة صبر نطلقه ونحتضنه ..
ثمة أمل نتحمل إثره كل معاناة وكل حزن .. من أجل الوصول إلى الإشراق والمغيب الجميلين .. وهذه المعادلة الصعبة السهلة الممتعة !!. ) .
أشكرك كثيرا كثيرا على هذه الكلمات والحكم الرائعة .. وتقبل تحياتي
( عصي الدمع )