أخي الكريم : بن دحم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
لنكن صريحين معا ولنطرح جانب المجاملات بعيدا واظنك ستوافق على هذا إن كنت منصفا وهذا حدسي بك أولا لنبلور كلامك ولنسلط عليه الضوء ولنتسم بالموضوعية بعيدا عن الحماس .
لاأرى في رئاسة تعليم البنات مايجعلني أبكي عليها .. فهي قطاع مترهل أصابه الوهن وقضت عليه الواسطة ..
يبدو أنك تفتقر الكثير من تاريخ الرئاسة ومنجزاتها ولا تلق الضوء إلا على المساويءوهذا ظلم كبير لماذا لاتبكي عليها أليس لك أخت فيها سواءً كانت طالبة أو معلمة أو موظفة ولنفرض أن جوابك بالنفي فهي اختك المسلمة قبل كل أخوة بغض النظر عن القرابة فهل الغيرة لاتدعوك إلى البكاء إن كان في القلب إسلام وإيمان.
قولك بانها قطاع مترهل كلامك فيه شيء من الصواب لكن هذا لايسوغ أن تحل وتصفى وتنظم إلى وزارة المعرف فهل من المعقوول أن ينظم القوي نسبيا إلى الضعيف الذي لايستطيع إدارة نفسه فكيف مع غيره.
الواسطة وماأدراك مالواسطة الواسطة لم تقض على رئاسة تعليم البنات فقط بل قضت حتى على أكبر المؤسسات الحكومية مثل المجلات التعليمية والوظيفية والمهنية لذا فهي ليست هي العنصر الوحيد الذي قضى على الرئاسة وإنما من قضى عليها هم من تشربوا الحضارة الغربية وارادوا أن يجعلوها واقعا يعايشونه وهم منذ سنوات يحاولون ويحاولون فتفشل خططهم ولكن بعد أن صعدوا على أكتاف الأخيار ودسوا لهم الدسائس وصلوا إلى مكانة كبيرة وهي صناعة القرار بل وفرضة على المجتمع بأي وسيلة كانت لكن بعدا لهم.
وكون المشرف عليه رجل قضاء أو غير ذلك لافرق عندي سوى في الانجازات ..
لافرق عندك؟؟؟هل تريد ان يقود دفه التعليم رجل لايهمه عرضه يعني أن المسألة مسألة إدارية المسألة أخطر من ماتتصورلنفرض أن المشكلة في الوزير هل يكون ذلك داعيا إلى حل بناء كامل وفض عقد متلألأ من اللمعان وإن كان يشوبه الغبار بين الحين والآخر لكن يبقى على مسماه وهو أنه عقد ثمين لايتغير.
لاأعتقد أن غازي القصيبي كان يوماً في سلك القضاء !!! ومع ذلك فليس في ذاكرتي وذاكرة غيري سواه من ملأ مركزه بكل أمانة واقتدار ..
القضاء ليس شريطةً للنجاح ولكن بذل الأسباب واجب ومن رشح للقضاء وأستؤمن عليه فهو لبناتنا أحفظ وأستر.
هل ذاكرتك تحتكر إناسا لا يمكن ذكر غيرهم حتى وإن كان أجدر وأمهر ممن في ذاكرتك -أم أن القضية إعجاب زائد.
لنكن واقعيين وبل وصريحين صحيح أن غازي القصيبي تفوق وبجدارة وإنه إنسان إداري ناجح وليس أنا من يحكم عليه بل من عايشوه لكن ليكن في إعتبارك أن غازي وامثاله لم يكونوا في ذلك الوقت صناع قرار بل وبالرغم مما يتحكمون به من مكانة مرموقة لكن تبقى المرجعية الأولى وهي الشريعة الإسلامية التي هي فوق كل إعتبار وقرار فكل قرار لابد أن يراجع من قبل العلماء المخلصين في ذلك الوقت وكانت الدولة تأخذ رأيهم بل كان العلماء هم بطانة الحكام.
على أن هذا لايعني أن وزارة المعارف جيدة ... بل قد تتجاوز الرئاسة بالمستوى المتردي .
نعم كلامك صحيح إذا فمسألة دمج الهيئتين الحوكميتين قرار ليس في صالح الطرفين بل هو على النقيض من ذلك أي انه في الجانب السلبي لهما وخاصة في جانب الرئاسة فهي المتضرر الأول.
وأخشى ما أخشاه أن نفسر كل عمل بأنه من صنع ما أسميتهم العلمانيين .. وهو وصف فضفاض أره يطلق على كل من يخالفنا آراءنا ولو كانت بسيطة ...
انا لاعلم لماذا نحن بهذه البساطة والسذاجة من التفكير بحيث أن نبرأ جانب العلمانيين خاصة في هذه الأمور والتي هي هدفهم الأول هل ننتظر حتى نصع لنستيقظ ونستدرك ماحدث ودبر ،لا لسنا بهذا الغباء حتى نهون الأمر ونجعله يمر مر السحاب فاليوم إن تنازلنا عن شيء يسير فغدا سوف نجبر على التنازل عن شيء كثير.
وصفك بان هذا الأمر بسيط ولايستحق...المناقشة والطرح يوضح مدى السطحية التي تفكر بها -واسمح لي- فلقد غيرت وسائل الإعلام لاسيما الصحف خاصة جريدو الوثن والمدينة المفاهيم الثابتة والراسخة وأنحنت بها إلى منحى لا تحمد عقباه لن يدفع ثمنه إلا نحن وبعد أن يقع الفأس بالرأس.
واعتقد أن الزمن القادم سوف يوضح لك مدى التجاوزات والتي تقفز جدار التوقعات بل وربما تتعداه بمراحل. وخير مثال القرارات التي تعرض مبدئيا مثل دمج الصفوف الأول وإدخال الرياضة إلى البنات والموسيقى ..إلخ
وبعد هذا الكلام الذي أعتذر فيه لك عن إطالتي وحدتي عليك لكن لتثق ثقةً كاملة أني لم أكتب هذه الأسطر إلا لأبين الحقيقة للجميع وللعقلاء فقط.
وجزى الله خيرا كل من أعان على نشر الخير ،