مبصرنا الطيب ، إذا كانت قياساتك مبنية على الفلسفة ، فإليك معلومة وخذها عني وغُلـَّها ثم ضعها في صُرة يمانية ، وأدفنها في مكان معلوم ماريته تحت غيمة سوداء . والمعلومة تقول : الصدق كذبة ذكية فالصادق حين يقول الحقيقة ، يقولها ليس لك وليس لذاتها بل لشيء في نفسه ، لغاية يرجوها لهدف منشود ، ولأن الهدف المنشود سيعود نفعه عليك وعليه ستصدقه وتصدق ما جاء به ، ومن ثم يصبح حديثه حديث صدق ، كان له وجه آخر مخفي قابل لأن يكون كذبه إن لم ينفعك وينفع حاملة وناقله !
أما حبيبي التناقض ، فلا تبخسوه حقه فالإنسان الذي لا يتناقض لا يفكر ولا يتحقق ، وهو والحجر سيان لا يميزه عنه سوى النطق وترديد الكلمات المحفوظات في نفوخه المعفن !