خرج الشاعر سليمان بن شريم من السر إلى مديتني بريدة وعنيزة
بسبب الفقر الذي جناه من أثر كرمه ولما استقر في القصيم لم تتبدل أحواله الماديّة والمعيشيّة .
فأشار عليه بعض أصدقائه الخلص بأن يذهب إلى الحجاز
لأن الحجاز أفضل معيشة من بلدان نجد ،
وأفضل منتدى للشعر والشعراء .
فسمع منهم واشترى ذلولاً ( راحلة )
وانضم إلى مجموعة كانت متأهبة للسفر إلى الحجاز على جمالهم وسار معهم ،
ولما قطعوا نصف الطريق وبالتحديد منطقة ( ركبة )
توقفت راحلته بسبب التعب والإنهاك ،
فلم يستطع مواصلة سيره ،
ففضل البقاء في مكانه لعل أحداً من المارة يجد معه مركباً فيواصل رحلته إلى الحجاز ،
وقال :
سافَرَت كل المواتر ماش لو سياره ،،، مابقى الا الخاربه ومكسّر الجنحاني
جيت كني مغـــــربيّ مامعه مطّــاره ،،، مالٍ جملة مخابي دقلته قرصـــاني
واهني الصانع اللي يصنع الطياره ،،، كل ماطارت تخيّر في حدا البلداني
وبعد أيام قلائل مر به الأمير ( محمد بن عبدالعزيز آل سعود ) رحمه الله
بصحبة رجالهم ممتطين سياراتهم اللواري ،
فلما توقف أشار عليه بعض الموجودين معه
بأن يذهب إلى الأمير ويخبره بقصته فهو حري بالمساعدة ،
فذهب إلى الأمير وسلم عليه
وسأله الأمير عن سبب مجيئه وماذا يريد ،
فرفع سليمان بن شريم يده وقال هذين البيتين :
لا تخليني تراني بمشلحي ونــــعالي ،،، طالت الهجره علي وقلّت الخرجيّه
كان مالي مركب بالموتر الحــمّالي ،،، عدّني في الجنب الآخر قربة ممليّه
وفي رواية اخرى:
لا تخليني تراني بمزهبي و نعالي ،،، طالت السيرة على و لا معي خرجية
كان ما حملتي في الموتر الحمالي ،،، عدني من فوق جنبه قربة ممليه
فضحك الأمير وبعد ماهمّ بالمسير أركبه إلى الحجاز .
و قد استطاع الشاعر الحصول على مطلبه باسلوب فكاهي و مرح اقرب الى النفوس من غيرة من الاساليب