أسمحوا لي أن أعود إلى ذاكرة الطفولة في منزل جدي الطيني الذي أحتضن موقف مازلت أذكره خصوصاً كلما ألتقيت ببطلة قصة " يـاالـمـارج " . وإني أجد ذاك الموقف قد تخطى " عريش منزل جدي " ووصل إلى صالونات الفلل والمباني العصرية مُتخذاً له عدة أشكال وليس بالغريب أن يمتد بهذا الشكل الرهيب لكونه موروث أو جين وراثي سائد ينتقل من جيل إلى جيل . وبطلة قصة " ياالمارج " كان لها من العمر سبع سنوات مثلي تماماً وأكبر من ذاك الصبي بسنتين , الذي تفوه بكلمة " مُشفرة " لا أستطيع قولها حتى بيني وبين نفسي وأظنه لايفقه معناها حينها , وماكان من بطلة القصة إلا أن أهتزت وغضبت وصرخت به قائلة _ يـاالـمـارج .. وهنا وقعت الواقعة وتم تعزيز المفاهيم الخاطئة في ذهن الفتاة والصبي حينما أحمرت والدة الفتاة غضباً حتى ظننت أن الدم سوف يفيض من أذنيها وما توانت عن الطيران من مكانها فوق رؤس النساء لتصفع وجه إبنتها وهي تردد _ عيب يالي ماتستحين على روحتس .. خلينا بس نرجع للبيت والله العظيم لعلم أخوتس سليمان عليتس ويوريتس الشغل يالي ماتستحين يــ الفاهره . والصبي خرج منها مثل الشعرة من العجين , بل وحظي بحضن من والدته التي صارت تسمي عليه عندما تجمد في مكانه " وطقته العبره " بمشاهدته لتلك الصفعة المرعبة " أنتهت الحكاية المؤلمة " ربما يقول البعض بإن الفتاة قد تجاوزت الحدود بلفظها لكلمة " مارج " والتي كانت محرمة في شريعة المجتمع وغضب والدتها كان خوفاً من أن تترصدها أعين النساء وحالهن يقول _ هاااو .. ! .. وخزياه بس .. وش عرف بنت رقيه بهـ الكلمه .. ! ولكن لم أجد مُبرراً لعدم توبيخ الصبي .. ! وهنا .. أصبحت الفتاة تخاف أو لا تتجرأ على أبداء رأيها طالما أنها سوف تـُصفع, وليس شرطاً أن يكون الصفع جسدياً فاالصفع المعنوي أكثر قسوة وأثره يبقى لا يزول وأما الصبي فقد تكرست لدية فكرة عقيمة وهي " الرجل شايل عيبه " وأي " نون نسوة " تقع في منطقة إعرابه يجب أن تكون تابعة له وأن لا تخرج عن علامات الإعراب التالية " سم , صح عليك , رايك وبس , أبونا يقول "
يـتـبـع }