((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ))
أرسلت بنت النبي صلي الله عليه وسلم : إن ابني قد احتضر فاشهدنا، فأرسل يقري السلام ويقول: (( إن الله ما أخذ وله ما أعطي، وكل شيء عنده بأجل مسمي فلتصبر ولتحتسب)) فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتيها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال رضي الله عنهم، فرفع إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم الصبي فأقعده في حجره ونفسه تقعقع، ففاضت عيناه فقال سعد: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: (( هذه رحمة جعلها الله تعالي في قلوب عباده)) وفي رواية: في قلوب من شاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء))
تقبلوا مني ثلاث رسائل :
الأولى : الى والدي الطفلة : جبر الله مصيبتكم، وخلفكم خيرا ، وارجو ان لاتسكتوا عن حقكم ، ليس من اجل طفلتكم التي ارجوا ان يثيبكم الله بصبركم على مصيبتكم بفقدها ويتغمدها برحمته فقط ، ولكن من اجل ابنائكم الآخرين وابنائنا .
الثانية : الى مدير الشؤون الصحية ومدير المستشفى وغيرهم من الأطباء المكلفين في الأعمال الادارية : فيا اخوه ان ما تتمتعون به من مزايا وما تتحصلونه من مال ومكانة اجتماعية وما يتبع ذلك من ((ترزز امام الكاميرات)) قد تكون حقوقا مكتسبة لكم ((اذا حسنت النية)) ، ولكنها تحتاج الى عمل واخلاص وادارة بمعايير علمية انتم لستم اهلا لها، ليس استخفافا باشخاصكم ، ولكن لأن هذه الكراسي التي تجلسون عليها في كل صباح ليست اماكنكم الحقيقية، فاماكنكم انتم تعرفونها جيدا ، انها هناك يجب ان تمارسونها فعلا مع المرضى، في العيادات، ومركز الاسعاف، واقسام التنويم ، وفي غرف العمليات، والمراكز الصحية، والمختبرات، والصيدليات وغيرها من المرافق الصحية. وهذه الطفلة التي توفيت بسبب اهمال هذا الطبيب او ذاك سوف تطالكم مسؤليتها لأنها امانه في اعناقكم .
الثالثة : الى وزير الصحة : يا معالي الوزير ورئيس امناء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )) تعلم كما يعلم الجميع ان الغاية من هذه الهيئة هو تأمين المواطن المقيم على هذه الأرض الغالية من الأخطار التي قدتتعرضه بسبب الممارسات الطبية الخاطئة،ومن اجل ذلك وضعت معايير تتحقق من خلالها من كفاءة الممارسين الصحيين . فأين هذه الهيئة من هؤلاء الأطباء الذين يشكلون خطر على المواطن واين معاييرها . ام ان دورها هو حصد الملايين من الأفراد وشركات التأمين والمؤسسات العلمية والمهنية والقطاع الصحي الخاص وغيره .
ثم يامعالي الوزير اليس شخصكم الكريم مثالا للمارس الصحي الناجح، وتمارس عملك بشكل فعلي ، فلماذا يتم اغراء الأطباء والممارسين الصحيين السعوديين بالوظائف الادارية، وتكليفهم بها مع انهم لم يتعلموها بالجامعات والكليات الصحية والمعاهد ، الا يمكن ان يحققوا جزء من الاكتفاء لو ان ((الخراز والسلوم وغيرهم من الممارسين الصحيين وهم بالآلاف )) تم توجيههم لممارسة اعمالهم الأساسية، وترك الجوانب الادارية للأداريين،الا يدفعكم وفاة هذه الطفلة وغيرها كثير الى البحث عن حلول جذرية .
تقبلوا مروري