عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-05, 09:38 pm   رقم المشاركة : 1
جناان
عضوه قديره
 
الصورة الرمزية جناان






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : جناان غير متواجد حالياً
أيسر الحلول لتأديب الرجال ..!!!!



في يوم من أيّام نيسان مشمس، والخضرة تكسو ربا القرية من كلّ جانب، كانت ساحة القرية العامّة تجتمع فيها عشرات النساء، ما بين شابّة غريرة، وعجوز كبيرة، وفتاة صغيرة، لا تفقه كثيراً ممّا تسمع، ويبدو على وجوه أكثر الحاضرات أنّهنّ مرغمات على الحضور، فهنّ يتشاغلن عن الحديث بأيّ شيء.. وأمامهنّ وقفت عدّة نسوة متبرّجات متزيّنات، يتناوبن الكلام بينهنّ، بين فترة وأخرى، وقطع كلامهنّ فجأة صوت امرأة اخترقت جمع النساء، وهي تولول، وتضرب وجهها، وتقول: "الله يخرب بيتكنّ خربتنّ بيتي! الله يخرب بيتكنّ خربتنّ بيتي!" فما خبر هذه المرأة المسكينة؟! كانت متحمّسة للكلام الذي تسمعه إلى درجة الحمق، مندفعة إلى حدّ التهوّر.. ولم لا تكون كذلك؟! ومسئولة الاتّحاد النسائيّ التي ألقت فيهنّ على مدار ثلاثة أيّام تلك المحاضرات العتيدة عن تحرير المرأة، والخروج عن سيطرة الرجل، وأنّ عهد تسلّط الرجل قد ولّى، وكانت متحمّسة إلى درجة التهديد لكلّ رجل تسوّل له نفسه أن يعتدي على زوجته تحديداً.. وتأديبه إذا اقتضى الأمر.. وعندما استأخرها زوجها في الصباح عن النهوض لتذهب معه إلى الأرض، وأنّبها ببعض الكلمات، كما اعتاد على ذلك واعتادت منه.. قالت له بلهجة لم تعرفها من قبل: ـ تأدّب في كلامك معي.. وإلاّ فإنّي لن أعمل لك أيّ عمل! ـ ماذا تقولين؟! واحمرّت عيناه وانتفخت أوداجه! وهو يضغط على نفسه، ولا يكاد يصدّق ما يسمع.. ـ نعم! أقول لك: تأدّب في كلامك معي.. وإلاّ فإنّي لن أعمل لك أيّ عمل! ـ كلّنا نعمل في أرضنا.. لنأكل رزقنا! أنت لا تعملين لي.. ـ بل أنتم تستعبدون المرأة وتهينونها!ـ نغمة جديدة في كلامك اليوم.. ومن علّمك هذا؟! ـ أين تعيش أنت؟! لقد مضى عصر الظلام! لقد مضى زمن العبوديّة للرجال.. نحن في عصر تحرير المرأة! ـ تحرير المرأة من ماذا أيّتها المجنونة! وهل المرأة أرض مستعمرة؟! ـ تحرير المرأة من ظلم الرجل وتسلّطه! ـ وأيّ ظلم!؟ وأيّ تسلّط!؟ أيّتها المجنونة؟! ـ تظلمون المرأة، وتستعبدونها، وتظنّون أنّكم لم تفعلوا شيئاً! ـ وهل أمّي، وأمّك، وأختي، وأختك مظلومات مستعبدات؟! ـ .... ـ خلّ عنك هذه الوساوس الشيطانيّة! يا أم حميد! وقومي إلى العمل، فالموسم يكاد يفوتنا! ـ لن أذهب إلى الأرض هذا اليوم! ـ ولماذا؟! ـ أنا حرّة! لا أحد يتحكّم بي! ـ بل أنا أتحكّم بك.. شئت أم أبيت.. ـ لن أذهب إلى الأرض هذا اليوم! وافعل ما شئت!ـ ستذهبين غصباً عنك.. ـ لن أذهب! لن أذهب! واستشاط الرجل غضباً.. وشعر أنّها تتحدّى رجولته.. فقام إليها، وضربها بيده على وجهها وبعض جسدها.. فهربت من وجهه.. ومضى إلى عمله، وهو يسبّها، ويلعنها.. ولكنّه لم يدر ما وراء هذا الموقف.. ومضى نهاره يعمل في أرضه.. وبجواره أرض أبيه، يعمل فيها والده وزوجة والده، وبعض إخوته وأخواته.. وعندما سأله والده وأخواته عن زوجته لم لم تحضر هذا اليوم؟ اضطرّ للكذب عليهم أنّها مريضة متعبة.. رجع أبو حميد إلى البيت في المساء متعباً لا تكاد تحمله قدماه.. لقد عمل هذا اليوم عملاً مضاعفاً، وتحامل على نفسه، وصلّى العشاء مع الجماعة.. وعندما عاد إلى بيته، وجد بانتظاره على باب البيت أربعة من رجال الشرطة.. فقال له أحدهم: ـ أنت أبو حميد؟ قال: نعم! ـ تفضّل معنا.. ـ إلى أين؟ ـ مطلوب من مدير الناحية.. ـ ولماذا يطلبني؟ وشعر أبو حميد بشيء من الخوف يداخله.. فلم يسبق له في حياته أن استدعي من قبل مدير الناحية أو غيره.. ولم تجر العادة أن يستدعى أحد إلاّ لمشكلة أو تهمة.. وظهر الارتباك على وجه أبي حميد بصورة ظاهرة.. فقال له الشرطيّ: لا تقلق! الأمر عاديّ، هناك بعض الأسئلة.. ولكنّ هذا الكلام لم يطمئنه..وفي مكتب مدير الناحية، بدا النقيب عابساً مقطّب الوجه، فقال لأبي حميد: أنت أبو حميد؟ ـ قال: نعم! ـ هناك شكوى مقدّمة ضدّك.. ـ ممّن هذه الشكوى؟ ـ من مسئولة الاتّحاد النسائيّ في المنطقة.. ـ ومن هي مسئولة الاتّحاد النسائيّ؟! إنّني لا أعرفها، ولم أسمع بها من قبل.. ـ بنظرة ماكرة، ولهجة ساخرة: ولكنّها يبدو سمعت بك.. وهي ترفع هذه الشكوى.. ـ باضطراب ظاهر: وما هذه الشكوى؟ ـ الشكوى أنّك ضربت زوجتك وأهنتها.. ـ وهل في القرية كلّها من لا يضرب زوجته إذا خالفته، وخرجت عن طاعته.. ـ وهل نسيت أنّك في عهد... القائدة.. عهد تحرير المرأة وإعطائها حقوقها؟! ـ ولكنّ هذا الأمر يخصّ كلّ رجل مع زوجته.. ـ لم يعد شيء يا صاحبي يخصّ أحداً.. ـ كيف ذلك؟! أليس الرجل حرّاً في بيته؟! ـ ولكنّ تحرير المرأة يعني أنّ من حقّها أن تشكو زوجها إذا ضربها.. وتأخذ حقّها.. ـ بلا مبالاة: أنا لا أفهم ما تقول.. ـ بلهجة ساخرة: لا تفهم! الآن أجعلك تفهم.. وضغط الجرس بجوار مكتبه، فدخل شرطيّ بهيئة رثّة، وجثّة ضخمة.. فهّموا هذا الغبيّ بوجبةٍ مشبعة.. ـ وتقدّم الشرطيّ نحو أبي حميد، وأمسكه من ساعده بغلظة، فما استطاع أن يفلت منه: تفضّل معي يا محترم! ـ وتمنّع أبو حميد.. ولكنّ إمساك الشرطيّ به كان أشدّ من تمنّعه.. وجرّه خارج مكتب مدير الناحية.. وسار به إلى خارج المبنى، ثمّ دخل به إلى غرفة جرداء، فوجد فيها ثلاثة من الشرط، لا يقلّون عن صاحبهم غلظة ورثاثة.. فما إن رأوه حتّى قاموا إليه، وكأنّهم كانوا ينتظرونه، أو لهم معه ثأر قديم.. وبصورة مفاجئة تناوشوه من كلّ جانب، كما ينقضّ السبع الجائع الضاري على فريسته، فلم يجد نفسه إلاّ وهو ملقى على الأرض، ورجلاه مرفوعتان إلى الأعلى، وممسوكتان بقوّة، وقد انهال عليهما هؤلاء الأشاوس ضرباً متوالياً، بلا شفقة، ولا رحمة.. ولم تتجاوز تلك الحفلة عشر دقائق بحساب الزمن، ولكنّها كانت أشقّ على أبي حميد من عشر سنوات عجاف.. وكان ألمه النفسيّ أشدّ عليه ممّا يلقاه جسده، وهو لا يكاد يصدق ما يجري له.. ونهض به الثلاثة، ليقف على رجليه بعدما أنهوا تلك المهمّة المحترمة! وقالوا له بصوت واحد، ولهجة مضمّخة بالمكر، وكأنّهم قد اعتادوا هذا البروتوكول مع كلّ من يضربون: نأسف إذا كنّا أزعجناك.. ولكن: لا تعد لضرب زوجتك مرّة أخرى! وتأبّط يدَه الغليظُ الأوّل، وقال له: يسعك الآن أن تذهب إلى بيتك! فنظر أبو حميد في وجوههم نظرة حانقة، وفي عينه دمعة ذلّ حبيسة، وقال لهم: أشهدكم: زوجتي طالق! زوجتي طالق! زوجتي طالق!ومضى إلى مكتب مدير الناحية، وفتح عليه الباب بقوّة، وقال له: أشهدك يا حضرة المدير!: زوجتي طالق! زوجتي طالق! زوجتي طالق! ومضى إلى بيته، والسماء كأنّها تريد أن تطبق عليه، وعيون الأرض كلّها تنظر بإشفاق إليه، ودخل البيت فرأى زوجته قابعة في طرف البيت، وكأنّها تنتظر ما يأتيها من خبر، وقد علت وجهها الكآبة، وكأنّها غيمة داكنة.. فما إن وقعت عينه عليها حتّى قال لها، وكأنّه أسد يزأر، أو رعد يزمجر: أنت طالق! أنت طالق! أنت طالق! قومي عنّي، والحقي ببيت أبيك! فأجهشت بالبكاء، وارتمت على قدميه، تتوسّل إليه أن يتجاوز عنها.. ولكن هيهات! هيهات!

أـ عبدالمجيد أسعد البيانوني .


مارأيكم الكل يقول رأيه ..!!!!







التوقيع

امرؤ القيس
الله يحللك ويبيحك
ويجعل ما اصابك رفعة في درجاتك
وتكفير لخطاياك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه
واربط علي قلوب اهله واحبابه وارزقهم الصبر
اللهم وارحمنا اذا صرنا الي ما صار اليه