لم أكن حديث عهدٍ بالحرم المكي الشريف، فمذ ثمانية عشر عاماً وأنا أذهب له في كل سنة مرةً إن لم يكن مرتين..
في ذلك الوقت وإلى وقتٍ قريب أزعم أن كثيرٌ من الناس يستمتع بقضاء إجازته فيه حيث شرف المكان الذي يسكن القلب فيه
وتطمئن النفس وترتاح ، ويقبل العبد على ربه منيباً له طالباً عفوه ومغفرته.
وقد يكون شرف الزمان كرمضان فيجتمع فيه هذين الأمرين وما أسعد العبد بهما..!
وقتها لم نكن نشاهد تلك المشاهد التي نراها اليوم في الغدو والرواح من أولئك الفتيان والشابات الذين ضربوا بكل القيم والمبادئ
وقبل ذاك الدينُ والحياءُ من الله سبحانه وتعالى ومن الناس فجعلوا من الحرم مكان للتسكع والسفور..
عندما نأتي لهذا الحرم الشريف فإننا نأتي لغرضٍ واحدٍ وغاية أسمى ألا وهي سؤال الله سبحانه وتعالى المغفرة عما سلف وكان.
نأتي لأيامٍ معدودات ونعلم أن الحسنات تضاعف بالآلف والمئات فلِما لا تُستغل في الصلاة وقراءة القرآن والذكر والصدقات.
إذاً ما بال أقوام جعلوا من هذه البقعة الطاهرة مرتعاً للهو والعبث.
عندما تسمع من أنثى تقول لمن معها : " يا حلو البنية – ويا طعمها – وتعالي عندي .!" مع أن هذه البنت قد جلست عند والدها فقط ( أي أن والدتها ليست موجودة ).
موقف آخر من فتاة تقذف كلمة على ذلك الشاب الذي لا أشك في تربيته مطلقاً فكما يُقال :" الكتابُ واضحٌ من عنوانه " مؤدب قد ردعه دينه وقد تكون تربيته أن يتعرض لبنات الناس قائلةً : ( يا حبي له يستحي..! ) ثم ما يلبث أن يلتفت إليها قائلاً : " اتقِ الله وإن لم تفعلِ فاجعلي الحياء رداءً لك ". وما هو إلا قليل وينقلب السحر على الساحر فيصبح هو المخطئ وهو قليل الحياء.فما تسمع إلا صوتها النشاز يعلوا ساحة الحرم يساعدها في ذلك صاحبةٌ لها جعلتني أتذكر ذلك البيت القائل :
كلا الأخـوين ( ؟؟؟؟؟ ) ولكن *** شهابُ الدين ( ؟؟؟؟؟ ) من أخيــه
فبماذا تفسرون هذه التصرفات ؟
ما بال ( بعــض ) نسائنا نزعن الحياء فأصبحن حتى في أفضل بقاع الأرض لا
يخفن الله سبحانه ولا يستحين من خلقه.
ألا فأعلمن بأن الرجال بشر يفتنون بما يرونه منكن، فنحن لسنا ملائكة معصومون.
فهذا نبي الله يوسف عليه السلام لولا أنه سأل الله أن يصرف عنه كيد امرأة العزيز والنسوة اللاتي معها لكان من الجاهلين.
إذاً نحن بشر ولسنا أنبياء فاتقين الله في الشباب وفي أنفسكن.
وقفــــه /
قال ابن رجب رحمه الله: خاتمة السؤ تكون بسبب دسيسة باطنه للعبد لا يطلع عليها الناس.
حفظ الله نسائنا وشبابنا من كل مكروهـ ..
خـالص تقديري،،،
أبـو وســن
الخميس، 24 فبراير، 2011