الموضوع: النص التحتي ,,
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-10, 04:19 pm   رقم المشاركة : 10
بلزاك
من أعمدة المنتدى
 
الصورة الرمزية بلزاك





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بلزاك غير متواجد حالياً

اقتباس:
 مشاهدة المشاركةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيدوم 
  

أهلاً بلزاك /



لا يخفى على كثير منا بأن لفن الكتابة أجواء خاصةأو ربما لحظات معينة
قد لانملك زمامها في بعض من الأحيان قد تأتي في لحظة وتتوارى في لحظات أخرى
من الممكن أن يكون لأحدنا أسلوب خاص ومعين وتجهيزات بعينها يجب أن تتوفر من حوله
وينتظر فقط الإلهام أو ربما لايأتي الإلهام إلا إن حمل قلمه وقرطاس.
ويتميز البعض بأن حروفه لا تأتي إلا إذا تأمل شخص / صورة / مشهد
حالات الكتابة عندي قليلة جداً وعادة ما تأتيني حين يؤرقني موضوع ما ، أو ظاهرة ما ، أو سلوك ما ،
أو هم ما لا أعلم من أين يجيء أو أثناء قراءة كتاب ما (زمن التهيأ) ، فيظل (الموضوع) معي لفترة من الزمن ، ينغص علي ويشل جل تفكيري (زمن الشحن)
بعد ذلك وعلى حين غرة ودون سابق إنذار ، تأتي لحظات الكتابة (زمن التفريغ) وهي لحظة لابد أن أكون جاهزةوإلا انصرفت إلى غير رجعة والجاهزية هنا تعني القلم والورق
تكون في نيتي كتابة نص ما حول فكرة ما أو موضوع ما ، ولكن حين أبدأ الكتابة أجد نفسي مع فكرة أخرى وموضوع آخر مغاير تماما.
أما عن شكل النص ونوعه فلا أعلم ذلك إلا بعد نهاية الكتابة . وغالبا ما أعدل وأصحح بعض ما جاء في الكتابة الأولى لأسباب فنية أو فكرية أو مايستلزمه النص التحتي أثناء ذلك !!
وأحياناً
تناقضات نفوسنا هي من تحكم متى يمكننا الكتابة في نظري أكتب ما أشاء وكيف أشاء ومتى أشاء وألون النص التحتي بألواني الكتابية المبهمة !
هناك من تحمل كتاباتهم نصوص تحتيه وأسمح لي أن اتهمك بأنك من هؤلاء ...!
ولكن بحكم الإختلافات المتابينة والأساليب المتعددة نرى أصنافاً من النصوص التحتية الهائلة .!
الكتابة هذا الفعل الإبداعي الذي يمارسه الكتاب والمبدعون ويقدمون لنا من خلاله ما يضفي على حياتنا ألواناً مبهجة وزوايا جديدة نستطيع من خلالها رؤية هذا العالم الذي نحيا بين ثناياه وتغوص عقولنا في نصوصها التحتية
هذا الفعل السحري الجميل الذي يقارب أحياناً حدود الاعجاز والادهاش المطلق لم يكن له شكل واحد وطريقة واحدة بدءاً من الفكرة حين تلمع في ذهن مبدعها وصولاً الى الكلمة المجسدة على الورق ,,


هنا تجتاحني بعض الأسئلة


هل تؤمن بضرورة النص التحتي حينما نمارس طقوسنا الكتابية ؟
كيف تأتي تلك النصوص؟ وهل يُختار لها موضوعاً وشكلاً ؟
وهل لتلك النصوص تأثير كبير في استنطاق الفكرة، أو في سريان القلم ؟


موضوع رائع أستاذي كروعة حروفك ,,


تحيتي ,,


أهلا قيدوم ..

بداية أشكر لك هذا الاستطراد الجميل لماهية وفعل الكتابة ..
وإن كان هناك اختلافات معينة مابين مبدع وآخر .. حيث طبيعة تكوّن الفكرة وإطعامها ومن ثم فطامها على الورق أو شنقها أمام الملأ ..
طبيعة اللبوس لها وسقيها وإخراجها و.. الخ
هذا الفعل المتجلي بطقوس محضر أرواح المقال كيف يلبس وبأي لون يكتب ووقت التجلي الخ .. كلها كائنات طفيلية تنخر من عوالم الكاتب حتى يعتاد إدمانها ... هذا لايعني أنها مفتعلة بقدر أن العادة الطبيعية تحولت لحالة إدمان ..

هذه المقدمة تقودني لعملية استحضار النص التحتي لبعض المبدعين .. وهل هي عملية متكلفة للمتحدث أو الكاتب أم أنها مع الوقت تتحول لجبلة اعتيادية خاضعة لذهنية مرنة اعتادت بناء أنفاق للكتابة والحديث.. وماء الحديث يتحول بعضه للسواقي والآخر للأنفاق ..
لكن الذي أعرفه أن عملية الإبداع لايلزم منها دائما مرور مسارات تحتية إذ هي مولودة هكذا كما نراها واضحة ولا تحتمل النص التحتي إلا في حالة التكلف والتزيد على النص ..
وولادة النص التحتي هي عملية احترافية عالية جدا لازلت أقول ( المحترفة منها ) وليست كلها إذ هناك نصوص تحتية كثيرة جدا هي عملية تشويه ومسخ وولادة خداج وهي عملية مبتذلة عند رعاع الناس والجهلة والسذج الذين يحاولون تمرير رسالة ما بسطحية وبسذاجة وتكلف يتضح منها شرارة المقصود من ذات السياق والمقدمة لها والنتائج وهكذا .. على سبيل المثال القصة التي ذكرتها مطلع حديثي في المقال نفسه هل المقدمة ( المبالغ فيها ) للخاتمة المقصودة ( المعتادة نوعا ما ) تحتاج لهذه التفاصيل الدقيقة من السرد رأيي الشخصي أنه لا ولا معنى لها إلا في حالة تمرير رسائل معينة ( وجهة نظر شخصية طبعا )
يمكننا مثلا أن نستمع لأي خطاب إعلامي على إحدى القنوات لنرى حجم الرسائل الممررة على المتلقي سواء في الخطابات أو نشرات الأخبار لكنه يحتاج لدقة وذكاء لالتقاط الجذور
لماذا نحتاج لدقة ؟
غالبا الرؤساء والسياسيون والمؤسسات الإعلامية تُخضِع النص التحتي عندها لعملية مساءلة وامتحانات صعبة جدا بحيث يمرر عبر مختصين وفي الأخير يخرج للمتلقي ضمن منظومة معينة وسياق معين و..
لذلك هناك مجموعة وكتاب يطلق عليهم كتّاب الرؤساء .. يتميزون بينهم بـ أيهم اكثر دقة في تمرير نصوص تحتية للذهن دون استشعارها من لدن المتلقي ..
أو ..
أيهم أكثر قدرة على تخدير المتلقي لحقن الذهن برسائل دون إشعاعات تجعله يفيق ..


أهلا بكـ قيدوم






التوقيع


" حين تصرخ في أذني لا أسمعك جيدًا "

رد مع اقتباس