أهلا قيدوم ..
بداية أشكر لك هذا الاستطراد الجميل لماهية وفعل الكتابة ..
وإن كان هناك اختلافات معينة مابين مبدع وآخر .. حيث طبيعة تكوّن الفكرة وإطعامها ومن ثم فطامها على الورق أو شنقها أمام الملأ ..
طبيعة اللبوس لها وسقيها وإخراجها و.. الخ
هذا الفعل المتجلي بطقوس محضر أرواح المقال كيف يلبس وبأي لون يكتب ووقت التجلي الخ .. كلها كائنات طفيلية تنخر من عوالم الكاتب حتى يعتاد إدمانها ... هذا لايعني أنها مفتعلة بقدر أن العادة الطبيعية تحولت لحالة إدمان ..
هذه المقدمة تقودني لعملية استحضار النص التحتي لبعض المبدعين .. وهل هي عملية متكلفة للمتحدث أو الكاتب أم أنها مع الوقت تتحول لجبلة اعتيادية خاضعة لذهنية مرنة اعتادت بناء أنفاق للكتابة والحديث.. وماء الحديث يتحول بعضه للسواقي والآخر للأنفاق ..
لكن الذي أعرفه أن عملية الإبداع لايلزم منها دائما مرور مسارات تحتية إذ هي مولودة هكذا كما نراها واضحة ولا تحتمل النص التحتي إلا في حالة التكلف والتزيد على النص ..
وولادة النص التحتي هي عملية احترافية عالية جدا لازلت أقول ( المحترفة منها ) وليست كلها إذ هناك نصوص تحتية كثيرة جدا هي عملية تشويه ومسخ وولادة خداج وهي عملية مبتذلة عند رعاع الناس والجهلة والسذج الذين يحاولون تمرير رسالة ما بسطحية وبسذاجة وتكلف يتضح منها شرارة المقصود من ذات السياق والمقدمة لها والنتائج وهكذا .. على سبيل المثال القصة التي ذكرتها مطلع حديثي في المقال نفسه هل المقدمة ( المبالغ فيها ) للخاتمة المقصودة ( المعتادة نوعا ما ) تحتاج لهذه التفاصيل الدقيقة من السرد رأيي الشخصي أنه لا ولا معنى لها إلا في حالة تمرير رسائل معينة ( وجهة نظر شخصية طبعا )
يمكننا مثلا أن نستمع لأي خطاب إعلامي على إحدى القنوات لنرى حجم الرسائل الممررة على المتلقي سواء في الخطابات أو نشرات الأخبار لكنه يحتاج لدقة وذكاء لالتقاط الجذور
لماذا نحتاج لدقة ؟
غالبا الرؤساء والسياسيون والمؤسسات الإعلامية تُخضِع النص التحتي عندها لعملية مساءلة وامتحانات صعبة جدا بحيث يمرر عبر مختصين وفي الأخير يخرج للمتلقي ضمن منظومة معينة وسياق معين و..
لذلك هناك مجموعة وكتاب يطلق عليهم كتّاب الرؤساء .. يتميزون بينهم بـ أيهم اكثر دقة في تمرير نصوص تحتية للذهن دون استشعارها من لدن المتلقي ..
أو ..
أيهم أكثر قدرة على تخدير المتلقي لحقن الذهن برسائل دون إشعاعات تجعله يفيق ..
أهلا بكـ قيدوم