[align=center]ثانيا : دوام العبادة والاستقامة حتى حضور اليقين :
فالرب فى رمضان هو الرب فيما بعد رمضان , فاذا كانت السُبُل كلها تبذل فى رمضان لارضاء الله بقراءة القرآن , ومساعدة المحتاجين , ومداواة المرضى , وتسهيل حاجات المحتاجين , والهمّة العالية فى كل أمور الدين .. فان الأمر يستوجب الاستمرار على ذلك بعد رمضان , فتستقيم النفس وتسمو الروح ( فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك ) هود :112 , وقال صلى الله عليه وسلم : قل آمنت بالله ثم استقم . رواه مسلم
فلئن كان فى رمضان الاكثار من قراءة القرآن , فالجميل أن تستمر على سائر الشهور والأيام , ولئن كان الخشوع فى الصلاة والاسراع اليها على وقتها فى رمضان , فان ذلك أوجب على الدوام , ولئن كان العون والمساعدة للمرضى والمحتاجين فى رمضان , فانهم أيضا – هم أنفسهم – المحتاجون بعد رمضان , وعلى سائر الشهور والأعوام , فليستمر لهم العطاء , وليكن بعد رمضان معهم كل الوفاء , ولئن كان البعد عن المحرمات فى رمضان سمتا عاما للصائمين , فأن الأمر لايختلف عنه بعد رمضان , بل أن الأصل هو البعد عنها فى كل زمان وأيا كان المكان .
ولئن كان دعاؤك والحاحك على الله فى رمضان لايتوقف , فأن الالحاح بعد رمضان مطلوب لعل الله يجبر الكسر , ويرفع الهم , ويعتق الرقبة , ويفك الحصر , ويحرر الأقصى .[/align]