عادةً اذا اردت ان اخذ عمره فانا استعين ببعض اصحاب العربيات واستأجرهم ليدفعوا بي الى الطواف والسعي راكبا
فهذا اريح لي كثيرا
وعادةً استعين بذوي البشرة السوداء لقوتهم وسرعتهم
هذه المرة وجدت شابا يقارب بعمره التاسعة عشر
شاب ظريف اعجبتني هيئته فتوجهت اليه
ركبت معه وانا بالطواف اثار في داخلي عدة اسئلة
من هو هذا الشاب ؟ لماذا يعمل هذا العمل ؟ وكم يستفيد منها ؟
طرحت هذه الاسئلة عليه
اسمه عوض من محافظة بحرة القريبة من مكة
ياتي بعد الى مكه كل يوم باجرة عامة بقيمة عشرة ريالات ومعه عربيته
طالب في ثالث ثانوي
من قبيلة عتيبة الشهيرة
يفطر فقط تمرة ويشرب عصيرا او ماء ثم يصلي المغرب ويركب الاجرة الى مكة
لايفطر الافطار الرسمي
يقول لي : ليس لدي وقت يجب ان اعمل
اهله ذو نعمة ولابأس بحالتهم
لكنه اخبرني انه يخجل ان يأخذ من ابيه او اخيه عشرة ريالات كل يوم او خمسون او اي مبلغ
يقول لي : يجب ان اعتمد على نفسي فانا اريد ان اقتحم الحياة بدون احد
يبدا العمل من صلاة العشاء حتى الساعة السبعة والنصف تقريبا من صباح الغد كل يوم
لاياكل حتى سحوره فاركابه لبعض المعتمرين يمنعه احيانا من السحور فيصوم اليوم التالي وهو على افطاره البدائي من الامس
تأملت فيه
ناحل العود لكنه يحمل قلبا كبيرا وعصاميا وذا همة عالية
تمنيت ان اجد من شبابنا الكثير
فرجعت بي الذاكرة الى شبابنا وهم ينصبون سياراتهم ويعيثون في الارض الفساد ويعيشون على قتات اهاليهم
حتى الكرامة ذهبت منهم
دمتم بود