( بس يتحقق لي هالحلم ، وبكون أسعد إنسانة في العالم ) ! عبارة ارتبطت في ذهن كل من يعرفني – بلا مبالغة - ! * أكتب حروفي هذه ، وذاكرتي تعود بي إلى أيام المرحلة المتوسطة والتي كنا وقتها في ضيق مادي شديد ، والأصعب أن والدي يصرف على ثلاث بيوت سوانا ! بيت جدتي وعمي – يرحمهما الله – ، وأغلب مستلزمات جارتنا !
كنا نصطف جميعًا – أنا وأخواتي – إن كان خال والدتي سيحضر .. لا لأجل ابتسامته الجميلة ، بل لجيبه الأجمل ! وبالأخص عندما يأخذ منه تلك ( الخمس مئات ) اللامعة البراقة ويبدأ بتوزيعها علينا ! وكان أخي الصغير ببراءة تامة ، يقول لي- إن علم بحضوره- : اليوم بتصيرين أسعد إنسانة في العالم ؟!!
ثم ارتقت أحلامي البسيطة للسعادة ! وأصبحت تتمثل في عشاء من ماكدونالدز و رحلة إلى ( الخبر ) ! وأقسم بربي أني أذكر التفاصيل الدقيقة لأول ذهاب إلى الخبر !! وكيف أنسى وسعادتي المجنونة كانت في أوجها ؟!
في الثانوية ، قفزت طموحاتي عاليًا وبدأت أفكر بالسفر خارج المملكة ورؤية الوجه الآخر للحياة ! وكنت أمسي أهلي وأصبحهم على تلك الأمنية .. ! وكونها آخر الأمنيات ، وأني أريد أي بلد ، المهم أن أخرج من حدود السعودية ! ولا أخفيكم أني –وقتئذ- كنت شبه يائسة من تحقق الحلم ! ولكن قدري كان أجمل مما أتصور .. وبالفعل ذهبت إلى ( دبي ) و ( الشارقة ) !
رجعت لدندنة ( لو تحقق حلمي بكون أسعد إنسانة في العالم ) رغم ذهابي إلى عدة دول آسيوية ! لكن قلبي وروحي وخاطري يريد أوربا ! الحضارة .. الجمال .. النظام .. !! أريد أن تصبح الأفلام التي أشاهدها واقعًا أعيش فيه ! ولو ليوم !! وحلمي هذا طال وطال .. وفي الأخير تحقق عند عتبات ( بريطانيا ) ! * عندما أتأمل حياتي بكافة مراحلها وأحلامي الصغيرة قبل الكبيرة .. كحلمي بـ / غرفة خاصة ! أجدها تحققت لي- بفضل الله - ، ومع ذلك لازالت نفسي تردد ( هل من مزيد ) ؟! لقد وصلت إلى تسليم تام بالقاعدة المريحة .. ( ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى وأسعد الناس ) ! وتوصلت إلى قناعة مهمة ، أن ( الحرمان ) هو أساس اللهفة والشعور بالحب والعشق والمبادرة بالتضحية !! لذا يحدق الرجل بنساء السوق وزوجه أجمل ! ويتسمر أمام الشاشات وبجانبه شريكة الحياة والعمر والتعب .. ! ولو تتأملون في قصص الغرام لوجدتم خاتمتها دائمًا .. ( انتهى حبهما بالزواج ) ! لأن النفس طماعة وما إن تملك الشيء ، حتى تبدأ بالبحث عما حُرمت منه وتخدع ذاتها بأنه أجمل وأحسن وأفضل ، وأنها تحبه وترغب فيه .. سواء كان سفر .. امرأة .. مال .. منصب .. !! نصيحتي ؛ اختصر عليك الطريق وتأمل محاسن ما بيديك .. ولا تضحي بوقت أو مال أو حبيب لأجل رغبة في قلبك ! فبمجرد ( امتلاكك ) لها ستندم على تفريطك ! *
على فكرة ! الجد عاد إن خاطري أروح سويسرا ، وأصور عند نافورة جنيف ! وأشوف كوخ هايدي وبيتر ! وأدخل كل متاحفها وحدائقها .. من جد حلم وأمنية وطموح وكلش ! لو أقعد في البيت طول العمر محبوسة ، بس أروح لـ / لؤلؤة أروبـا ! أحس وقتها صدق بكون أسعد إنسانة في العالم !