تـــــابع....
إلا أن المهادي لما جلس في مجلسه وحيداً تناول ربابته وأخذ يغني ويقول
يقول المهـادي والمهـادي مهمـل
بي علتن كل العـرب مـا درى بهـا
أنـا وجعـي مـن علتـن باطنيـة
بأقصى الضماير ما درى وين بابها
ويكمل في قصيدته الى ان يصل الى هذه الأبيات..
محا الله عجوزن من سبيع بن عامر
مـا علمـت قرانهـا فـي شبابهـا
لها ولدن ما حـاش يومـن غنيمـة
سوى كلمتين عجفة تمـزا وجابهـا
يعنونها عسمان الأيدي عن العضـا
محا الله دنيا ما خذينـا القضـا بهـا
عيون العدا كم نوخـن مـن قبيلـة
لا قـام بـذاخ إلا جاعـر يهابـهـا
وأنا أظـن دار شـد عنهـا مفـرج
حقيق يـا دار الخنـا فـي خرابهـا
وأنا أظـن دار نـزل فيهـا مفـرج
لا بـد ينبـت زعفرانـن ترابـهـا
فتـى مـا يظـم المـال إلا وداعـة
و لو يملك الدنيا جميعـن صخابهـا
رحل جارنـا مـا جـاه منـا رزيـة
وإن جتنا منه ما جـاه منـا عتابهـا
وصلوا علـى سيـد البرايـا محمـد
ما لعلـع القمـري بعالـي هضابهـا
كان المهادي يغني على ربابته هذه القصيدة ومفرج يسترق السمع حتى فهم بالضبط ما الذي جعله يقول لجاره إما ارحلوا وإلا رحلنا . . . ولما أتم المهادي قصيدته توجه إلى أهله وعاد مفرج وركب فرسه باتجاه أهله خارج حدود القبيلة
تأكد مفرج أن السبب يكمن في أولاده ولكنهم ثلاثة فأي الثلاثة صاحب الخطيئة , وإلى أين وصلت . . . فلجأ إلى الحيلة وبدأهم واحداً تلو الواحد . . . يقول لهم لما كنا في جيرة المهادي كان لديه ابنه جميلة ولم تتعرضوا لها لو كنت مكانك وفي شبابك لما تركتها خصوصاً وهي بهذا الجمال وأنت بهذا الشباب . . . وأخذ يستدرجهم . . . أما اثنان منهم فلم يجد ورائهما شيئاً وخصوصاً وهما يعرفان ماذا عمل المهادي مع والدهما
أما الصغير منهم فأجابه . . . والله يا والدي لو لم نرحل في ذلك اليوم لأتيتك بخبرها , عرف أنه هو . . . فقال مفرج . . . وهل كان ذلك برضاها !!! فقال ولده لا بل غصباً عنها . . . فقال له وكيف كنت سوف تغتصبها !!! فقال كنت أنتظرها حتى تخرج وحيدة . . . وأتربص لها , ثم أهجم عليها , يد فيها خنجري ويد فيها حبل أربطها بالحبل وأهددها بالخنجر ولن تتكلم حتى أنتهي منها
وما إن انتهى الشاب من قصته حتى قام مفرج مسرعاً وسحب سيفه وقطع رأس ولده وفصله عن جثته التي تركها في مكانها . . . وعاد لأهله بالرأس ووضعه بخرج وأمر أحد أبنائه أن يحمله إلى المهادي ويسلم ويرمي الرأس بحجره ويعود دون كلام
وبالفعل دخل الولد مجلس المهادي وسلم ورمى الرأس في حجره وعاد دون كلام ولحق أهله . . . تعجب المهادي أيضاً لحسن صنيع مفرج فهذه المرة الثانية التي يغلبه فيها . . . فلحق به وأقسم عليه أن يعود وأعاده إلى مكانه السابق وبقيا متجاورين ومتحابين إلى النهاية
وأرجو أن تكون هذه القصة قد حازت على رضاكم