في محاضرة ألقاها الأستاذ عوض بابكر بجامعة أم درمان الأهلية حكى هذه القصة عن الشاعر الضخم ورائد الحقيبة ود الرضي :
تقول الرواية ، أنَّ ود الرضي عندما كتبَ أغنية أنا في التمني، اتهمه بعض خصومه بالفسوق، أو الصعلكة، وذلك في قوله:
أقيس الفم بودعة وألقى الودع واسع
وقد سأله الناس أين رأى فم تلك البنت؟؟ فقد كانت البنات في ذلك الوقت تتبلَّم أو تغطي وجوهها بما يشبه النقاب، فردَّ عليهم ود الرضي قائلاً :
( أنا ما شفت خشمها والله، لكن لامن قامت ترقص في السباتة، أنا شفت أثر كرعينها في الرملة، وقِديمها متبور ( يعني صغير ومقعر للداخل ) والقَدَم المتبور بتلزمو " يحتاج " لي ساق ملانة، والساق الملانة، بيلزما أرداف ملانة، والأرداف الملانة بيلزما ضهر طويل، والضهر الطويل بتلزمو رقبة طويلة، والرقبة الطويلة بيلزما شعر طويل، والشعر الطويل بيشد النخرة ويصغِّر الخشم)!!!!!!!!
فعجبتُ له من شاعر، ومِن جرَّاح!!
كتب ود الرضي أجمل الأغاني التي تنتمي لمرحلة الحقيبة، لعل أشهرها أحرموني ولاتحرموني، من الأسكلا وحلّا، ست البيت،الاهلية كملت وغيرها الكثير من الأغنيات الجميلة، وفي أغنية أنا في التمني التي يؤديها المرحوم خلق الله حمد، أبدع ودالرضي في الوصف والتصوير ويتجلى ذلك في قوله:
أعاين فيهو وأضحـك .. وأجـري وأجيهـو راجـع
أقيـس الليل بي شعـرو .. ألقـى الفـرق شـاسـع
أقيـس الفـم بودعـة .. الـقـى الــودع واســع
ده مـا بيلقـاهـو زولاً .. زي الصـيـدة نـاجـع
رحم الله ودالرضي وخلف الله حمد بقدر ما قدما للوطن من جمال