كنت أسمع ذالك المثل منذ أن كنت طفلا وأضحك كثيرا
ليس لأنها نكته وإنما كنت أحس أن من يقول هذا المثل
على قولنا بالعامية فرح إنه يبي يعرس ويدعي ههه
لأني كنت أعتقد أن الزواج لايحتاج إلا القدرة المالية
ومن عنده مال كافي للزواج يتزوج بين عشية وضحاها
وبعد أن ذهبت السنون وبدأ يطرق الشيب باب ذقني
وشعر رأسي كان لابد من الزواج لاكن كيف ومتى
هنا يجد الجد وينتهي الهزل وتبدأ الأفكار والهواجس
تطرق تفكيرك بشكل تصاعدي كلما زاد عزمك وبدأت
بالبحث عن بنت الحلال التي لابد وأن تريدها كاملة
والكامل وجهه ناقصة من العيوب ولاأحد ليس فيه عيب
طيب ستقول سأتنازل عن بعض الشروط وأغض الطرف
عن بعض العيوب ولاكن هل سترتاح كلا لأنك هنا ستحتار
فيمن هي أكثر توافرا للشروط وأقل تواجدا للعيوب ولاكن
ستجد أمامك قائمة من الفتيات التي غالبا ماتكون من
الأقارب والمعارف والجيران بعدوا أو قربو ليست هذه
المشكلة إنما المشكلة تكمن في من هي التي ستختارها
من بين هذه القائمة الطويلة فطبيعة مجتمعنا ولله الحمد
مجتمع محافظ لاتستطيع أن تجلس معها أو تتحدث إليها
بدون عقد رسمي وإذن شرعي وأنا لا أعارض ذالك
لاكن كيف لي أن أعرفها أو أحكم عليها وبالتالي أتخذ
قراري بالإرتباط بها أم لا سؤال محير وجوابه مدمر
فلو قلت لأحد أنك تريد أن تتكلم معها حتى تعرف تفكيرها
وترى مدى توافقك معها وتوافقها معك حتى تتخذ القرار
الصائب لرماك بنظراته التي يتطاير منها الشرر والإزدراء
ووصفك بأبشع الأوصاف ك علماني ملحد فاسق الخ
هذا إذا لم يتهور ويضربك أو يقضي عليك
إذن كيف لي أن أختار شريكة حياتي وأم أولادي
وأنا لا أعرفها ولا أعرف تفكيرها ولايحق لي رؤيتها
إلا وهي داخلة علي بكوب العصير وبجانبي أبوها
الذي يرمقني بنظراته كأنه سوف أفترسها إن غض
الطرف قليلا وهل هذه النضرة التي لاتتجاوز الدقيقه
كافية لإتخاذ قرار الإرتباط
الآن الواحد منا إذا أراد أن يشتري سيارة أخذيتفحصها
أياما ويعرضها على افضل المهندسين حتى يضمن
صلاحيتها وخلوها من العيوب فهل هناك مقارنة بين
الأمرين
فضلا أحبائي أنا ما أبي أحد يفهم أني أطالب بأن يكون
هناك علاقات قبل الزواج طبعا هذا مرفوض بشكل قاطع
وحاشاي أن أطالب بمايخالف الشرع والعادات والتقاليد
ومقصدي من سرد ماذكرت أنك لاتحتقر من هو أكبر منك
سنا ولاتهزئ بكلامه حينما يقول مثلا لم تستوعبه بحكم
صغر سنك وقلة إدراكك فكما يقولون بالعامية
أن من أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة
وفعلا صدق من قال
هم العرس ولا وجع الضرس