عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-10, 08:20 pm   رقم المشاركة : 45
بدر1
عضو ذهبي





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بدر1 غير متواجد حالياً

مشاعر مريض

من داخل أروقة المستشفى أرسل أناتي الموجعة وأبث همومي وأحزاني المكبوتة في ثنايا أعماقي السحيقة إلى كل إنسان سليم صحيح الجسم تدب في أوصاله روح العافية ويسري في عروقه نبض الدماء الجارية ، فالإنسان إذا أصيب بالمرض والسقم تضعف روحه المعنوية وتخور قواه الجسدية وتضمحل طاقته ويصبح فريسة للهموم ونهبا للوساوس والأفكار التي تراوده الفينة بعد الفينة .
وهاهو شأني بعد أن كابدني المرض ولازمني السقم ورقدت على السرير الأبيض لا يصاحبني سوى مخدتي الوحيدة التي أبثها همومي وأخفي بين طياتها لوعاتي وجراحي النازفة فأشعر كأنها تصغي لصوتي الحزين وزفراتي المؤلمة فتبكي لبكائي وتتفطر لآلامي التي بكل وسيلة أواريها وعن الأنظار الفضولية أطويها داخل مخدتي فهي مستقر معاناتي ومستودع أسراري الخفية .
لم أجد السلوى في ضيقي والمتنفس لهمومي سوى نافذة غرفتي الصغيرة التي أطل من خلالها إلى العالم الخارجي وأتحسس ما يدور فيه من أحداث وأخبار وأرهف أذني لحركة الغادي والرائح ، فأشعر بدأب الحياة وحركتها حتى الشمس إذا تسلل شعاعها إلى غرفتي أرى بصيص أمل وترقب زائر يواسيني وصديق يسليني ويسري عني الهم والضيق ، فالكلمة الصادقة والابتسامة الصافية تزرع في نفسي التفاؤل والأمل وتجدد لحن الحياة المفقود في فترة مرضي فأرى الدنيا بمنظار أبيض مشرق ووجه باسم ونفس مشرئبة ومتطلعة نحو المستقبل بثقة وطموح عالي .






رد مع اقتباس