صباح الخير
لم تعد عيناي ناعستان حين شاهدت في باريس سفور المرأة الفرنسية وتبرجها واختلاطها بالرجل كان المشهد صادماً لامرأة شرقية مثلي
لكني لم أشاهد بناتهم يتبادلن كلمات الاعجاب وأشعار الغزل التي كنت أشاهدها كل يوم في المرحلة الثانوية
بل من محاسن اللسان والشعر الفرنسي أنه يأبى تغزل الجنس بجنسه ، فلا يحسن في اللغة الفرنسية قول البنت عشقت فتاة أو قول الرجل عشقت غلاماً فإن هذا من الكلام المنبوذ الذي لايستقيم في لغتهم ، فأشعارهم لا تنضح بالمثلية التي نجدها في الشعر العربي وكتبهم التاريخية لا تشير إلى تفشي عشق الغلمان الذي نجده في مواضع كثيرة من تاريخنا بل ومن خلفاء ادعوا يوماً أنهم خلفاء الله في أرضه
وأظن ( وبعض الظن ليس إثما ) أن المثلية ومنع اختلاط الجنسين أمران متلازمان فلا يوجد أحدهما الا وجد الآخر
أعوذ بالله أن أكون داعية إلى تحول شوارعنا وشواطئنا إلى مثل ماعليه باريس
لكن دائماً أسأل نفسي هل دأب وعاظنا على توسيع دائرة الحجاب إلى نقاب وجوارب يدين ورجلين وحجر المرأة بما لم يأمر به الاسلام الصحيح
هل هذا هو ما أوجد عادة الانحراف الجنسي بين المرأة والمرأة والرجل ومثيله ؟
أذكر معلماتنا كيف كانت الواحدة منهن تصور لنا الرجل على أنه ذئب جاهز لافتراسنا وتقوم بعادتها في الوعظ على أشدها شاهرة في وجوهنا سوط العذاب وهي تنصحنا بالتزام العفة والوقار ونحن نكتم أمامها ما يجول في أنفسنا ثم نتظاهر لها بما تريد لكننا إذا خرجنا أقمنا الدنيا ولم نقعدها في الحديث عن كل ماحذرتنا منه
المرأة بطبيعتها ميالة نحو الرجل والرجل بطبيعته ميال نحو المرأة فإذا منعنا هذه الطبيعة من الوصول إلى هدفها بالطريق المستقيم لجأت اضطراراً إلى السعي نحوه في طريق منحرف
ووقائع الحال شاهدة على أن المجتمع الذي يشتد فيه حجاب المرأة يكثر فيه في نفس الوقت الانحراف الجنسي من سحاق ولواط واغتصاب وما أشبه
هذه الانحرافات الجنسية لايقضى عليها بالكلام وغليظ النصائح فهي طبيعة اجتماعية لابد أن تظهر في كل بلد تحجب فيه النساء عن الرجال
على الأقل حتى أستطيع التعرف على زوج وفق ضوابط شرعية وسطية
فإذا هيئت لنا الأجواء فحتماً سنختار مايناسبنا للزواج بدل هذه الاختيارات التي تكون خبط عشواء
باختصار
لا أرضى أن أقدم كجارية لخاطب ينظر إلى مفاتني كما ينظر إلى مومس عمياء دون أن أعرف إن كان قلبه ظالماً أم مشرقاً بالعدل
أريد قلباً له جناحا حب يطيران
يؤلف فقرة حب.. لعيني.. يغنيها
أريد ثقافة وفاء ووعياً
أريد أخلاقاً رفيعة
كيف استطيع اكتشاف كل ذلك وأنا أقدم له كعارضة جسد !!!
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد ألا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك