بياض .. هو من يحدد لي ذاك اللقاء .. هو من جعل الموظف يرفض .. هو من جعل خرائط الموت صحائف مفتوحة أمامي .. هو الله .. وأنا ما أنا .. مخلوق شارد بالطرقات أرقب دهشة الأطفال .. أرى الأسمال معلقة على حبل بين نخلتين .. أسأل نفسي ماذا لو خلقني الله نخلة سأكون من أيها ..؟! وبأي لون سأرسم تمري ..؟! هل سيسقط من أعلاي رجلٌ ظل طوال عمره يسقيني حتى شمخت عن أترابي ..؟!! هل ستختارني الطيور المهاجرة محطة لرحلتها الطويلة ..؟!! هل سأخون هذه الطيور وأخفي فوهة صياد ..؟!! وحين تختفي الشمس هناك هل سأشي بحبيبين ظلا طوال الليل يتعانقان ..؟!! هل سأخبرهما أن والديهما كانا يأتيان هنا قبل سنوات طويلة ..؟!! هل سأسقط عليهما شيئا من جوفي لأفرِّق اللحظة الحميمة بينهما ..؟!! وحين تطلع الشمس هل سأستمتع بتلك الماكينة وصوتها الـ ( تاك تاك ) ..؟!! هل سأفضح كنزًا دفنه صغير تحتي ..؟!! يالله يكبر الشجن فيني كل ماتخيلت أني جماد .. ماذا لو كنت ذاك الحبل المعلّق بين تلك النخلتين ..؟! أيغضبني عبث الصغار بي كوسيلة للعبهم ..؟! أيحزنني أن ألتف على عنق شاة تُجَرُّ لحتفها ..؟ أيزعجني أن تنام أسمالهم على ظهري وأنا مشدود بين نخلتين ..؟!! وإذا كبرت النخلة هل ستجتزّ شيئا من طرفي ..؟!! ماذا لو أسقوا نخلة واحدة وماتت الآخرى مع من سأكون بقية عمري ..؟! هذه الطيور حينما تقع علي لتمارس ( قذارتها ) هل سأتجاوب مع الريح لأطردها ..؟! حينها سأموت على هجير الشمس .. أو ضحكة طفل يُجرِّب سكينا وبخصوص ملحوظتك هل الموت فارغا ...؟ ماعنيته أنه هل الموت يمتلك وقت فراغ ليطاردني .. وفارغا هكذا لها ذات الدلالة الوقت والخواء أما التلبك المعنوي وهل أنا بهذه الأهمية لكي أهرب منه فما قصدته هل أنا بهذه الأهمية (عنده هو ) ليطاردني بهذه الطريقة ولأتجرع مرارة الهرب وأظل ذاك الإنسان العاجز عن أن أكتب ردا يليق .. أهلا بكـ بياض
" حين تصرخ في أذني لا أسمعك جيدًا "