قبل يومين استيقظت إدارات التربية والتعليم في بلادنا على تعميم عده غير ما واحد من التعاميم النشاز , إذ لم يسبقه تعميم بهذه الصفاقة , وأنه تعميم يدل على الفراغ الذي تعيشه الوزارة اليوم , متخطيًا حواجز المعقول , بله محطمًا الرقم القياسي في الغرابة والعجب من أوسع أبوابهما !
من يتأمل تأريخ الأندلس رابطًا بما صنعه عاهل البحرين من قلب اللقب إلى صاحب الجلالة المعظم ؛ ليعلم أن حمى الألقاب تعيد نفسها مع تأريخها الأجوف , فلم يسع المتنفذين إلا أن يعلوهم الزهو حين تكتسيهم تلك الألقاب المخملية !
جاء في التعميم الذي أصدره وزير التربية والتعليم بأن يسبق أبناء الملك عبد العزيز لقب سيدي في المخاطبات الرسمية , والعجيب أنه تعميم عاجل , فكان صباحًا مشؤمًا , وما أدري كيف تكبّر الناس الألقاب حين قال المصطفى لمن وصفه بالملك ( ما أنا إلا ابن امرأة كانت تأكل القديد ) !
إن من المعلوم أن هذا الوزير سوف يستفيد من هذا التعميم من حيث الوجاهة , وهو ما نقوله عنه من أنه ( ياكل بها ) , أي أنه سينال إعجاب المتنفذين بلا ريب , فأي لقب جديد مضاف على الألقاب السابقة محل اهتمام بلا جدال !
سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن التعارض الحاصل بين حديث ( السيد هو الله تعالى ) وحديث ( أنا سيد بني آدم ) , فكانت الإجابة من أن سيادة النبي إضافية , وعلى المؤمن أن يعلم أن سيادة الله هي العليا !
لست أدري كيف تذكرت قول الشاعر حين قال : ياصغير ما يكبرني لقب ؟ ! !