قال الله سبحانه وتعالى: (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ))الضحى (11) ما أكثر المواضيع هنا التي كلها تضجر وتسخط وتشكي وتذمر وتألم وحزن وأمام كل هذه البكاءات.. لم أجد موضوعا فيه حمد ورضا وقناعة وتحدث عن النعم وإظهار المحاسن والأفراح والتفاؤل بمستقبل جميل.. نحن بحق نعيش في نعيم عظيم وفضل كبير من رب كريم منان رحيم رحمان ألسنا كل يوم نستيقظ بنعمة وعافية نأكل ونشرب ونستمتع بالترفيه المباح ونزور أقاربنا ونتمشى في البر وفي المنتزهات.. ثم نعود إلى بيوتنا التي جعلها الله لنا سكنا وسترا .. اليس الله يحفظنا ويرعانا ويطعمنا ويسقينا ألم يجعل لنا الدفء في البرد.. والهواء والماء البارد في الحر.. أليس وهب لنا نعمة النسيان التي تنسينا حزننا على موت قريب أو فراق حبيب أو ألم عشناه وهم قاسيناه .. طبعا لن استطيع أن أعد النعم التي أنعم الله بها علينا لو ألفت كتبا ودواوين فضلا عن أن أعدها في أسطر ..ثم بعد كل هذا النعيم يدخلنا برحمته في جنة لانشقى فيها ولانبلى ولانجوع فيها ولانظمأ إن نحن أطعناه سبحانه في كل أمر وكل نهي.. فتفكروا يا أخوتي فيما وهبكم الله من نعم وما أجزل عليكم من عطايا وانظروا لمن هم دونكم لاتنظروا لمن هم فوقكم .. فالخير كثير وموجود ولكن تطلعوا اليه وابحثوا عنه وتوقعوه ولاتنسوا أننا في دار ابتلاء وامتحان لابد من أن نعاني فيها ونشقى ونحتاج ونتألم ونحزن ولكن في المقابل لابد أن نقابل كل هذا بالصبر والرضا والاحتساب ولتضعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا أمام أعينكم دائما: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له) رواه مسلم