عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-10, 02:39 am   رقم المشاركة : 11
ماجد محمد
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ماجد محمد غير متواجد حالياً

جحا ومسماره .. كاتب صديق !

كان جحا يملك داراً وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً فاشترط على المشتري أن يترك المسمار الموجود مسبقا في الحائط داخل الدار ولا ينزعه ،فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخفي لجحا من وراء هذا الشرط ،وبعد أيام ذهب جحا لجاره و دق عليه الباب ،فلما سأله جاره عن سبب الزيارة أجاب جحا:جئت لأطمئن على مسماري!!

فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه. لكن الزيارة طالت ،والرجل يعاني حرجًا من طول وجود جحا،لكنه فوجئ بما هو أشد ؛إذ خلع جحا جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم، فلم يطق المشتري صبرا وسأله: ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟! فأجاب جحا بهدوء: سأنام في ظل مسماري ، وظل جحا يذهب يوميا للرجل بحجة مسماره العزيز ،وكان جحا يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه ،فلم يستطع الرجل الاستمرار على هذا الوضع ،وترك لجحا الدار بما فيها وهرب!!

مسمار جحا هذا هو عين ما يفعله الأجنبي الذي يتدخل في بلاد العالم الإسلامي ، خاصة بعد هدم دولة الخلافة الإسلامية ؛ فقد توصل الغرب بعد المراجعة والدراسة إلى أنّ قوة الإسلام و(المسلمين) تكمن في عقيدته وما ينبثق عنها من أفكار، ما دعاهم إلى إعادة النظر في خططهم وإلى تطويرها.

فكان لا بد وأن يقوم الغرب بالوجود الدائم في بلاد المسلمين والوقوف عن كثب على حياة الناس ومعرفة التفاصيل والتدخل في كل شيء ؛في الحياة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية بالتأثير على السياسيين وأصحاب القرار .

فقامت الدول الكافرة، بأجهزتها الرسمية وعملائها من الحكام والمفكرين بمهمة الإجهاز على الإسلام، بالإجهاز على عقيدته، بصفتها عقيدة سياسية، ليُحلّوا محلّها عقيدة فصل الدين عن الحياة، فبدأوا بطرح وتبني أفكار تؤدي إلى ما ذهبوا إليه، كالقومية والاشتراكية والديمقراطية، والتعددية السياسية، وحقوق الإنسان، والحريات، وسياسات السوق، ثم طرحوا أفكاراً أخرى مصحوبة الحضارات، ومقولة أبناء إبراهيم، ثم وصم الإسلام بالإرهاب والأصولية والتطرف .

والذي يقوم بهذا أيضا بعض المسلمين ممن انبهروا وانطبعوا بالحضارة الغربية لضرب المفاهيم الإسلامية وتركيز الحضارة الغربية لإبعاد المسلمين عن دينهم ولدوام السيطرة عليهم وإبقائهم تبعا للغرب وقد قام الكفار وأعوانهم ببث الأفكار الغربية الخبيثة منها :-

-الحوار بين الأديان

وهي فكرة غربية خبيثة دخيلة ، لا أصل لها في الإسلام لأنها تدعو إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الأديان ، بل تدعو إلى دين جديد ملفق ، يعتنقه المسلمون بـدلاً من الإسلام .

2- العولمة فإن الدعوة إلى العولمة الثقافية لا تخرج في حقيقتها عن محاولة لتذويب الثقافات والحضارات وإلغاء الخصوصيات الحضارية لصالح حضارة الغالب .. وعالم المسلمين يعد أول المستهدفين .. ذلك أن الثقافة الإسلامية التي تشكل هوية الأمة ، لذلك فالاستهداف يتركز حول عقيدة الأمة الإسلامية ؛ لأن الدين ليس أمرا مفصولاً عن الثقافة .

3- الوسطية إنَّ مصطلح الوسطية أو الحل الوسط ، لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الإعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظة ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى أن الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى أن هذا الدين غير صالح لذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي هو – في رأيهم – قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة .

4- فكرة الإسلام المعتدل

سمعنا ونسمع عن فرية الإسلام المعتدل ( الإسلام الأمريكي) ، وسمعنا ونسمع عن دعمه من الغرب ووصف القائمين عليه بالأصدقاء والمعتدلين !!

ويبدو أن قادة الغرب قد أيقنوا بعودة الإسلام للحكم الحتمية ، نظراً لتوجه المسلمين نحو تطبيق الإسلام في معترك الحياة بإقامة الخلافة ؛ فعمدوا إلى خط آخر وهو تمييع هذا الإسلام ، من خلال طرح ما يسمى بالإسلام المعتدل .

ومن الممكن أن توصل دول الكفر هؤلاء (المعتدلين) إلى الحكم في أي لحظة ، ليكونوا سداً أمام عودة الإسلام الحقيقي والخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

وإمعانا في هذا التدخل فقد صدَّر الغرب كثيرا من المسلسلات الأجنبية إلى بلاد المسلمين لطرح الحضارة الغربية كما هي لضرب الإسلام والمسلمين خاصة الناحية الإجتماعية لنشر الحريات الرأسمالية ( الملكية , العقيدة ، الرأي ، الشخصية ) .







رد مع اقتباس