حكوا أن رجلا كان يطيع والده الشيخ
ويخطب وُدَّه وذات يوم قال له
يا والدي أريد أن أقدِّم لك
بعض ما قدمتَ أنت لي وأنا طفل
فقال له والده
لن تستطيع فلكل حال ظرف يلائمه
وأنا لا أحتاج أكثر مما أنا فيه
من الرعاية والتقدير
لكن الابن ألح على والده كثيرا
حتى قال له أبوه أخيرا
إذن هيا بنا إلى السوق
وكان الأب يعرف أن بجانب السوق
كومة هائلة من التراب
فعندما ذهبا إلى السوق
قال الأب لابنه
أشتهي البرتقال فاشترى له ابنه البرتقال
فوضعه الشيخ في حجره
وقال لابنه اصعد بي هذه الكومة
فصعد الابن به حتى أجلسه على هامتها
ثم قال لابنه اذهب أنت
فاقض حوائجك من السوق
ودعني هنا فأنا أحب الخلوة
فنزل الابن وفور نزوله إلى أرض السوق
أطلق الشيخ حجره ففرمنه البرتقال
متجها إلى السوق والشيخ يصيح بابنه
نظر الابن فرأى البرتقال
يهبط مسرعا من زوايا الكومة
فأسرع يجمعه ثم حمله في حجره
وصعد به فوضعه في حجر أبيه
ونزل فتكررت نفس الفعلة من أبيه
إذ أطلق البرتقال من حجره من جديد
وعاد الابن بالبرتقال إلى أبيه من جديد
فكرر أبوه معه نفس الفعلة مرة ثالثة
فصعد الابن بالبرتقال
ا
هذه المرة وقال لأبيه
يبدو أنك جُننتَ
أو أنك تقصد تعذيبي
بإطلاق ما بحجرك من البرتقال
فقال له الأب ضاحكا
ما جُننت ولا قصدت تعذيبك
بما فعلت معك
ولكني رأيتك تلح على أن تفعل معي
ما فعلتُ معك وأنت صغير
فأردت أن أضع أمامك النتيجة المحتومة
لضعف نفسك وقلة صبرك
فلقد جئت بك إلى هنا
وأنت صغير فاشتريت لك البرتقال
ووضعته في حجرك وصعدت بك هذه الكومة
وكلما نزلتُ لأتسوق أطلقتَ أنت البرتقال
من حجرك وناديتني فكنتُ كل مرة
أسرع إليك فِرحا
وأضع البرتقال في حجرك من جديد
لم أغضب منك ولم أزجرك
رغم أن ذلك الفعل
تكرر منك يومها خمس مرات !
اللهم ارزقنا البرور
البرور هو السعادة الحقيقية
التي يتمناها كل شخص