حينما تسعد النفوس بوصل أحبابها
وتشقى قلوب بفقد وصال عشاقها
يعيش بعضنا حياة حالمة يصنع مشاهدها بتخيلاته
ويعيش أوهامها بخفايا تفكيره
ويحيا مع تفاصيلها عند منامه
أن تزهو بحب لم تكتمل فصوله..
ولم يكن هناك من يلعب ادواره سواك..
ان تكتب احداثه فتكون انت المحب وانت الحبيب
وتكون انت الداء وانت الدواء..
وهكذا نصور لأنفسنا قصصا نحن نسجناها ونحن أبطالها
فنعيش سعادتها وشقاءها وحلوها ومرها
حينما يستدل الليل علينا ستاره
نرحل مع الوهم فنسبح في الأحلام ونسافر مع التخيلات
فنهيم في بحور العشق
ونطير على سحب الوصال
ونهبط في جنة اللقاء
وأحيانا ندمي قلوبنا فنعيش في حالات الحرمان
فنسقي الفقد من ماء الجفاء
ونذيب الفراق بنارالبعد
ونقرب وقت الوداع بعد حصول الاجتماع
وهكذا نبني لقلوبنا أساطير من القصص المتناقضة
نكون فيها نحن الأحباب وتارة نكون نحن من نعاني حسرة البعد والفراق
نزاول هذه المهنة لسنين مديدة أو شهور عديدة أو حتى لحظات بسيطة
فمنا من يحاول
أن يمارس حياة الحب فيبحث عن حبيب يكون فارس أوهامه ليعيش معه داخل أفكاره مع علمه انه على خطأ ولكن ليرضي غرور نزواته القلبيه ويعيش مع أحلامه الخيالية
ولم يعلم أن هناك قلبا قد يعشق قبل أن يرى ويهوى قبل أن يسمع ويحب قبل أن يلقى
فتقع الكارثة فيصبح القلب أسيرا لحبيب الوهم والفكر مشغول لعشيق الأحلام وفارس الخيال فتنقلب حياتنا رأس على عقب
بدأناها لعبة وأنهيناها حسرة ومعاناة وألم
فتصبح قلوبنا أسيرة لهذا الوهم المصنوع وسجينة لهذا الأمل الضائع ومقتولة لهذا السراب المزعوم
فتتغير حياتنا وتتعب أنفسنا ويشل تفكيرنا ثم نتهم الخيانة ونلوم الغدر ونبكي على القسوة ونعاتب الأيام فتتزاحم علينا الدموع وتظلم الدنيا من حولنا لأننا كنا نريد نورا يضئ لنا أحلام ظلامنا في واقع أوهامنا
نبني لأنفسنا صرحا من الحب ونحلق في أجوائه
فنسمو بعيدا للأعلى بهذا الحب في مكان ليس له مكان ولازمان الا في مابين أضلاعنا
تنشد الهوى لنهوي فيه مع من هوى
ونسعى لهلاكنا .. وتدمير صرح شموخنا.. ونحن نحسب أنفسنا قريبون من الحب وفتونه و العشق وجنونه..
انستحق أن نعاقب أنفسنا بالسهر والعذاب والأنانية والجراح وتجرع غصص الحرمان وووو لاأظن ذلك. فلنحفظ هذي القلوب البريئة من جراح الأيام
عادل