[الأستاذ تركـي التركـي]

اولا أهنئك ابنتي الكريمة بهذا التفكير وهذه العقلية التي تنم عن تميز أسأل الله أن يزيده وينميه

وأقدر المك للكلمات التي تقولها أمك لك.. والتي ربما تقول فيها مالاينبغي أن يقال
لكن المهم.. أن نفرق بين مايصدر من الشخص.. وبين مافي داخله
فإظهار الغضب والزعل من موقف.. لايعني أن كل شيء فيك خطأ.. والمرأة في الغالب تحكم على آخر حدث، ويمكن أن تتناسى ماقبل، ومن ذلك والدتك، بحيث أنها لو عاتبتك وقالت لك (كل شيء) فهي لاتعني كل شيء.. بقدر تأثرها في الحدث الأخير..
ومهم أن تعلمي أن الوالدين وخصوصا الأم.. حتى وإن غضبت ورفعت صوتها.. إلا أنها تحمل لك الحب والعاطفة الكبيرة، وبعض الناس لايتحكم بلسانه وألفاظه.. لكنه في داخله يكون شيئا آخر، ولو تعرضتي لمكروه فإن أول من سيتالم ويحزن هي والدتك..

ايضا سلوكك مع والدك طيب.. وجميل، لكن مهم أن تفهمي أن طبائع الناس تختلف حسب ثقافتهم وتربيتهم، ومن الناس من لايقيم للهدية وزنا ولاقيمة، وربما يراها البعض أنها تأثر من الأبناء ببعض المشاهدات، وهي وإن حدثت فهو تأثر إيجابي

مايعنيني هنا هو أنتي..
وبالتأكيد أن والدتك قد غضبت يوما من موقف ما كتأخيرك للصلاة مثلا، أو تأخرك في حل واجباتك، أو مساعدتها في أمور المنزل، أو غير ذلك، وبعقلك تستطيعين أن تعرفي ماذا تريد والدتك منك حتى ترضى عليك..؟ وربما لاتحتاجين لها لأن تقول لك سلبياتك.. ومايزعجها فيك...
لديك القدرة على مراجعتك نفسك ومعرفة أخطائك.. وحينما تتعرفين عليها يأتي دور الاصلاح والتقويم

وأقترح عليك لو قمتي بوضع سجل يومي (دفتر) تضعينه قرب منامك بحيث تسجلين فيه (انجازاتك اليومية) خاصة فيما يتعلق بأمك وابيك وإخوانك، فإذا ساعدتي امك وسمعتي منها كلمة رضا تقومين بتسجيلها، أو إذا عدلت سلوك خاطئ كتأخير الصلاة أو الواجب .. تسجلينه كإنجاز... ومتابعتك للاشياء الايجابية يجعلك تكثرين منها وتحرصين على وجودها

ومهم ابنتي الكريمة أن تعلمي أن تحقيق الرضا مع الآخرين ليس فيما نعتقده نحن، بل بما يصل للاخر..

أخيرا أود أن انبه إلى أن حساسيتك المرهفة في هذا العمر يمكن تجعل الأمر كبيرا عندك.. بينما هو سهل وفي متناول الشخص أن يحله ويعمل على تصحيحه

داعيا الله لك التوفيق ورضاء والديك عليك