عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-09, 09:46 pm   رقم المشاركة : 7
نبض الوريد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية نبض الوريد





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : نبض الوريد غير متواجد حالياً

اقتباس:
 مشاهدة المشاركةالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشرق الأدنى 
   عزيزي الغالي : تحية لك ولقلمك الكريم المبارك ..

للتبسيط والتوضيح اقول : بأنه ليس من العدل أن لانسقط الحكم المناسب على الشخصية الإعتبارية ونصفها بالحكم المناسب والذي يناسب ماقامت به من عمل أو قول .. ولنأخذ مثال توضيحي :

قصة حاطب ابن أبي بلتعة وارساله كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي اجمع عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم ثم أعطاه امرأة فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به واتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما فقال : أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يحذرهم ما قد اجمعنا له في امرهم فخرجا حتى أدركاها بذي الحليفة فاستنزلاها فالتمساه في رحلها فلم يجدا شيئا فقال لها علي بن أبي طالب : إني احلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك فلما رأت الجد منه قالت : اعرض , فاعرض , فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب منها , فدفعته إليه , فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا وقال ما حملك على هذا ؟ فقال يارسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكني كنت امرأ ليس لي في القوم أهل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم , فقال عمر يارسول الله دعني اضرب عنقه فان الرجل قد نافق , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومايدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم قد غفرت لكم . الحديث !

هنا وقفة : ماصدر من سيدنا عمر تجاه حاطب وقوله له بالمنافق وردة فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تجاه سيدنا عمر وعدم إعتراضه على الوصف ( ان جاز التعبير ) بل برر لحاطب ودافع عنه ولم يأمر عمر بالإستغفار أو الإعتذار دليل على أن الرعيل الأول .. اسياد الدنيا وقادتها يعرفون قيمة مشاعر المسلم تجاه دينه وخوفه عليه وعلى الأمة من الأعمال والأقوال المنافية لدين الله سبحانه وتعالى .... ويتفهمون .. لردة الفعل الإنسانية المسلمة وأبعادها المطلقة تجاه الأحداث والوقائع الحياتية ...

ولما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم حنين جاءه ذو الخويصرة فقال لم أرك عدلت فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ويحك اذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر يارسول الله الا اضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه ياعمر اتريد ان يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه . الحديث
ولما كان يوم بدر نهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن قتل العباس او أي رجل من بني عبد المطلب لأنهم خرجوا مكرهين فقال أبو حذيفة رضي الله عنه أنضرب رقاب آبائنا وإخواننا بالسيف ونترك العباس أما والله لئن لقيته لاضربنه بالسيف , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر يا ابا حفص ايضرب وجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال عمر دعني انا يا رسول الله اضرب عنقه فلقد نافق .الحديث.

ونصوص أخرى ووقائع كثيرة توضح الحياة العامة والتي كانت تبين خوف الصحابة على دين الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ...

واليوم .. الكثير من أصحاب الفكر يتجهون بنا الى تمييع القضايا المعاصرة والتقليل من تأثيرها الخطير على الأمة الإسلامية بداعي الرأي والرأي الآخر .. وهذه مصيبة أن نُسقط القاعدة الوضاءة على وقائع مدمرة وحساسة وهي لاتحتمل أبعادها ونتائجها الكارثية .. فهي قاعدة محيطها يدخل في دائرة الحدود الشرعية وفضاءها الواسع .. وهذا لايعد تناقضا بقدر ماهو الإمعان المنطقي والمجهر الدقيق في كشف المسموح به والممنوع .. والحوار في دائرة المسموح به وهي واسعة للجميع .. وبإمكاننا أن نقبل بالآراء الأخرى ونرحب بها ونحترم أشخاصها .. ولكن أن يأتي من يقول مثلاً بأن المحرم للمرأة لم يعد ينفع في عصرنا الحاضر ويبدأ في الإستهزاء والسخرية علانية وبكل وقاحة بديننا وشرعنا .. ويجب علينا أن نتقبله لأنه يتماشى مع قاعدة الرأي والرأي الآخر فهذه كارثة ومصيبة أن يقبلها العقل ....


أرهقتنا بتبسيط الأمور إلى حد الفصاحه،
بصمة إعجاب وشكر أضعها بإسفل التعليق،






التوقيع

رد مع اقتباس