عرض مشاركة واحدة
قديم 11-09-09, 08:47 pm   رقم المشاركة : 2
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الحلقة الثالثة :
قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ} (21) سورة الزمر .
وقال تعالى : {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (20) سورة الحديد .
حين نقرأ الآيتين نلحظ تشابهاً في وصف نبات الأرض بعد الغيث وذلك في قوله :
(ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا ) ( ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا )
ولكن بينهما فرق لطيف , وهو أن آية الزمر قال فيها ( ثم يجعله ) وآية الحديد قال فيها ( ثم يكون ) .
فما السر في ذلك ؟
الجواب – والله أعلم – أن الآية الأولى ( آية الزمر ) فيه الحديث عن قدرة الله تعالى على إنزال المطر , وتصريفه في الأرض , ولهذا قال : ( أنزل ) ( سَلَكَه ) ( يُخْرِجُ ) وكلها أفعال مسندةٌ إلى الله تعالى لبيان قدرته , فناسب أن يقول ( ثم يجعله ) استمراراً لإسناد الفعل إلى القادر جل وعلا .
وأما آية الحديد , فالحديث عن تشبيه الدنيا بالغيث ونباته , والنبات هو الذي أعجب المزارعين , فناسب أن يسند الفعل إلى النبات بالكون العام ( ثم يكون ) أي النبات .


الحلقة الرابعة :
قال تعالى : {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ , أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ , لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ , أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ , أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ , لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } ( 63- 70) سورة الواقعة .
نلحظ أن الله تعالى قال في الزرع : (لَجَعَلْنَاهُ ) بإدخال اللام , وقال في المطر والماء (جَعَلْنَاهُ ) بدون اللام . فما الفرق بين الموضعين ؟
الجواب – الله أعلم – أن الزرع فيه بيان لعمل البشر فيه ( تحرثون , تزرعون ) فناسب أن تدخل اللام تقوية للجواب , لأن وقع فساد الزرع في نفوس المزارعين أشد وأقسى , لأنهم عملوه بأيدهم , فدخلت اللام لتبين التأكيد على قدرة الله تعالى على إفساده ولو أنه من صنعكم وتعبكم .
أما المطر فليس للبشر أي تصرف فيه ؛ لأنه من عند الله تعالى أنزله وهيأه للناس وجعله عذبا صالحاً للشرب .

فقدرة الله تعالى على إفساد الغيث وتحويله إلى أجاج أبين وأوضح من قدرته على الزرع ( بالنسبة للمخاطبين ) , فلم تدخل اللام هنا , لعدم الحاجة إليها .

والله تعالى أعلم







رد مع اقتباس