(2)
# عدت لبلدي أحمل عقلاً مختلطاً (نصفه أكاديمي بحت) أما النصف الآخر فلقد تناهبته الآخريات ..... ورأيت أنني أحمل ثقافة سيئة أتت من السمع والمشاهدة اليومية رغم أنها كانت إعتيادية هناك! ولكن لدينا توصف بالسيئة ولكنني كنت أضعها في الذاكرة الخفية لإنني أخذتها رغماً عن أنفي. وعموماً كانت كلها ثقافةً قزمة بالمقارنة مع الممارسة الإسلامية المثالية للحياة حتى وهي تعرج.
وكنت أحمل علوماً ثقافية وتاريخية لا أعلم كيف وصلت إهتماماتي لرسومات دافنشي التي يقولون عنها أنها نقل حقيقي لتعاليم المسيحية وأنا حينها أقف فاغراً فمي .... وأسير كالأطرش في الزفة... ولكنني بعدها أصبحت مطرب الحفلة ولم أكن ضيفاً أطرشاً
وكنت أحمل أيضاً علماً دينياً جميلاً حيث إستطعت أن أقرأ عدة كتب في الدين والفقة رغم أنني وصلت لأرضنا ولا لحية
لي .... وأنا أعلم أنني قد إرتكبت مخالفة شرعية ... ولكنني أؤومن بمدأ أن ليس كل شخص كامل فأنا أعوض عن اللحية ببعض الأمور التطوعية مثلاً!... وأعلم أيضاً أنني لازلت مقصراً
وصلت للمطار واتجهت لمدينتي حينها وبعد إنقضاء الفترة الروتينية ذهبت لأصدقاء الشباب المبكر فلما حان وقت الصلاة وإذا بي أتجة باكراً للمسجد "صندقة" قريباً من تلك الإستراحة... فإذا بجماعة المسجد لابأس بهم كنت قد أتيت الأول منهم إلى ذلك المسجد وجلست أنتظر حتى الإقامة فلما تمت إقامة الصلاة جلس الجميع يؤثر على نفسه الإمامه وبدأو يدعون بعضهم البعض ويتجاهلون صاحب الرأس الخالي من القماش الأحمر الذي يحمل الوقار!!!
وتناسوا صاحب الذقن الحليق !!
وتقدم عليٌ الذي يجهل مسائل الطهارة والذي أحفظ أكثر منه!! وصلى بنا.
فلما خرجنا من المسجد وعدنا قلت لعلي هل يجب أن ينعكس الإيمان على مظهري الخارجي!
قال: لا أدري!
قلت: أرى أنني صمدت أمام كثير من الشهوات ووقفت ضد رياح التغيير ... على عكسك أنت فأنت لم تواجها!
وبدأت أحدث علي عن التاريخ الإسلامي وعن أمور كثيرة تمس جوانب دينية حياتية نعايشها الآن!
وللأسف كان علي يجهلها!
واستدركت محدثاً إياهم عن شيء غريب! ومناقض للمفاهيم مره أخرى!
لو معي قطعةٌ من الذهب ورأيت أن أئتمنها عند واحد من الشخصين الذان يقفان أمامي في الشارع ... أما الأول فكان يشبه علي أما الآخر فكان يشبهني!
فمن سأعطيها ؟
بالتأكيد ... قلت لهم سأعطيها علي!
حتى لو عرفت أن من يشبهني كان أكثر ورعاً وتقى من علي!
ولكن هو مفهوم" إنعكاس الداخل على الخارج"!
.................
بعد إستيقاظي في الصباح على غير عادتي التاريخية.... إتجهت لعمي لأتناول معه فنجان الصباح فدخلت عليه بدون شماغ ... فقال لي بعد ذهاب بعض كبار السن! وبعد إنتهاء الجلسة..!
انت ما عندك علوم رجال!!
قلت: بلا ورب الكعبة!! عندي
قال : "ليش جاي من دون شماغ "
قلت: أعلم أنه مخالف ولكني لاأتمنى أن يعرف على أنه واجب فكسرت العٌرف وقدمت لأظهر أن المغزى هو جلسة فقط!
(# كان هذا اسلوبي منذ صغري وهو التمرد على بعض العادات والتقاليد المملة... وأكرر هذا ليس تغييراً طارئاً فتلك كانت خصلةً فيني)غضب علي ... وأخذ يتمتم وذهب ....
فذكرني بذلك الشخص الذي قال لي : تناول ذات مره كأس الماء من الخادمة ... فقلت لها شكراً!!
فقالت لي عمتي : غبي أنت! ما بقى إلا تحب راسه!!
خلك رجال!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
........................
لا أنسى ذلك الرجل الطاعن في السن مع إبنه الذي يبيع التمور عندما جئته لأشتري التمر !
عندما سألني عن نوع تلك التمرة وناولني إياها!
فقلت له ضاحكاً : تمرة!
قال: أدري وش اسمه.
قلت: ماأدري.
قال لي: دبشة أنت ماتعرف للتمر!
قلت في نفسي " الذي نعته بالغبي لربما أتيته يوماً ما لعلاج داء السكري الذي رفعته من وضعتها مقياساً للذكاء"!!
والغريب أن لورانس قد خدع ثلةً ممن يبخصون التمور!!
..........................
موضوعي متشعب وله شجون عديده وانماط كثيرة !
ناقشت وتساؤولت فيه كيف تؤثر ثقافتنا فينا سلباً أو إيجاباً.
وكيف لنا أن نحدد معايير قياس الآخرين.. وكيف لنا أن نعيش ونستنبط روح ديننا !
فتسائلت في نفسي قائلاً هل نحن نعيش على وقع مفاهيم خاطئة أدت للحكم بطريقة خاطئة!
وهل وهل وهل!!
عزيزي,
علق على أي نقطة شئت ولكن أرجوك لاتتوقف عند الكلمات فهي لاتؤدي غرضاً لوحدها!!