[سراج اللوذه]

اقتباس:  المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرسيان     اهلا اخي الفاضل سراج اللوذة للأسف نحن لدينا من المقاهي الفخمة الكثير والتي تتميز بالكراسي المريحة و جودة ماتقدمه والأجواء الهادئة بها وغالبية الرواد من نفس الطبقة وفئة العمر لكن لا تجد بها اي حراك ثقافي ولا حتى كلامي مجرد تمتمات بين البعض واصبح الانشغال بالجوال او النت هو الأهم او كل شخص ماسك الارجيلة ولا تنزل من فمه ولا يتحدث لكي لا يفقد استمتاعه بها وللأسف ايضا المقاهي الشعبية حالها اسوأ نحن تنقصنا ثقافة الحوار مع الآخر ايا كان الآخر وهذا يقودنا الى الحديث عن الطبقية والتي تحدث من قبلي عنها فالبعض يسكن في برجه العاجي ولايريد ان يزعجه احد نفضل السكوت عن التعبير بما يجول في فكرنا لا نجيد التعبير عن مشاعرنا حيال اي شيء يدور حولنا ثقافة العيب هي المسيطرة على غالبية العقول والتي يتشربها الطفل ..عيب الحديث مع من هو اكبر منك .. عيب الحديث مع البنات والنساء.... عيب الحديث مع المعلم في امر خارج الدرس ..عيب ان تبكي ...عيب ان تضعف ..الخ لايجد من يحاوره في ابسط الأمور فمن الطبيعي ان يكبر ويفضل السكوت عن الكلام الأسباب كثيرة اخ سراج لكن في اعتقادي ماذكرته اهم سبب ..التربية وغياب الحوار في الأسرة والمدرسة .. وبالنسبة لمصر يكفي ان تقف خمس دقائق في احد شوارعها او تتحدث مع سائق تاكسي او حتى مع احد اطفالهم لتعرف الفرق بيننا وبينهم على بساطتهم وتعبهم في تحصيل الرزق الا انك تستعجب من معرفتهم لجميع مايدور حولهم تجد الجميع يتحدث ويدلي برأيه دون حرج ولا يهتمون لأحد فالرزاق هو الله الكاتب الكبير نجيب محفوظ دائم التردد على احد المقاهي الشعبية ..وغيره الكثير من الكتاب وانا اعتبره سر انتاجهم الأدبي والروائي الغزير فهي مليئة بالقصص الاجتماعية والانسانية والفكرية قبل فترة كنت في مصر وجلست نصف ساعة في محطة القطار ولو جلست أكثر لكتبت رواية ادبية كاملة الشخوص والتفاصيل مما رأيته وسمعته .. اخي سراج موضوعك شبيه بموضوع كنت انوي كتابته لكن موضوعك اعم وأشمل الثقافة الجماعية اعتقد انها بعيدة عنا اذهب الى اقرب عيادة وفي غرفة الانتظار افتح موضوعا او اسأل سؤالا عاما لمن هو بجانبك ولاحظ ردة فعله !!!!!!! شكرا اخ سراج اللوذة دمتم بخير

[align=justify]
أهلاً أختي نرسيان ..
سئمنا الخضوع للموروث والعادات والتقاليد التلقينية وبتنا إمعات مجردين من إستنطاق عقولنا وقدراتنا الذهنيه ،وقد يفهم البعض ان في رفض الثقافة الجماعية شيء من الخروج عن الإطار المناسب .. وهذا غير صحيح.. أمر لابد منه .. ولكن ثمة أمور وعادات تحتاج إعادة نظر .. ورفض .
المطلوب أن يكون الاستقلال وأن نعمل على استقراء مايدور من حولنا بمدركاتنا الذهنيه مهما بلغت من القصور !!
فمجرد الأحساس .. بأن المجال مسموح لنا حتماً سنتطور ..وندعم محفزات الثقة لدنيا ..
كما تفضلتي أختي الفاضله .. لجم الأفواه من الصغر يُحدث فجوة بين عقولنا وسلوكنا ..فيما بعد والظواهر شواهد في ذلك .. ابتداء من الطفل المغلوب على أمره من أم لا تقرأ ولا تكتب وانتهاء عند الأنتقام من الأب أثر الماضي الدفين في ذاكرته !!
أخبرتي عن قصتك مع محطة القطار وكأني أنظر إلى تأملاتك ولغة عيناك أثناء قراءة الحركة من حولك والأصوات .. وفي ذلك علم لا شهادة له ،ومنه تنخلق الروح المفكره .
...
لدينا .. مثقفين .. ولدينا مجالات واسعه للإطلاع ولكن يجب أن نفرّق بين أن نتـّبع رأي فلان فقط لوضعه الأجتماعي .. أو أن نستنطق مُلهماتِنا وقدراتنا الشخصية ومثل ذلك قائم أيضاً على إملاءات الموروث والذكريات للمجتمع.

في ذاك الممر الضيّق يكون مقهى الفيشاوي المليء بالصور لنجيب محفوظ وأحمد مظهر ..
لا أخفيك أشعر بالغبطة عندما أرى أجتماع المستويات الثقافية والأجتماعية والدينيهة .

حضورك آآلق ومميز أشكرك جداً نرسيان..
[/align]