العبارة الحادية عشرة:
(رجع بخفي حنين )
مثل يضرب لمن يئس من بلوغ حاجته ورجع خائبا. وقصته أن حنينا كان إسكافيا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين، فاختلفا حتى أغضبه فأراد حنين أن يغيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه فالقاه في طريقه، ثم ألقى الآخر في موقع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته ومضى فلما انتهى إلى الخف الآخر ندم على تركه الأول فأناخ راحلته عند الآخر ورجع إلى الأول وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي ليس معه غير الخفين فقال له قومه: ماذا جئت من سفرك ؟ فقال: جئتكم بخفي حنين. فصار مثلا يقوله العامة والخاصة.
= = =
العبارة الثانية عشرة:
(هذه بضاعة مزجاة)
من قوله تعالى (وجئنا ببضاعة مزجاه) يوسف 88 .
وورد في تفسيرها قولان:
1- أنها قليلة يسيرة يقال أزجيت الشيء إزجاء أي دافعت بقليله ويقال: أزجيت أيامي وزجيتها أي دافعتها بقوتٍ قليل أي اجتزئ بالقوت القليل, والمزجّى من كل شيء ليس بتام الشرف ولا غيره من الخلال المحمودة.
2-أنها تجوز في كل مكان فهي مزجاة فكأنها باب جبذ وجذب أي هي هنا من الفعل جاز وليس من زجا كما في التفسير الأول .
أما البضاعة التي كانت رحل إخوة يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فقيل: هي البطم والصنوبر. والبطم هو الحبة الخضراء.