عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-01, 04:25 am   رقم المشاركة : 2
الطيف
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية الطيف






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الطيف غير متواجد حالياً
تابعوا


‎ العلـم والمــال ‎

‏ ذُكر في الخبر، أن أهل البصرة اختلفوا، فقال بعضهم، العلم أفضل من المال، وقال بعضهم، بل المال أفضل من العلم، فأوفدوا رسولاً منهم إلى ابن عباس رضي الله عنهما فسأله، فقال ابن عباس:‏ ‏ العلم أفضل من المال، فقال الرسول:‏ ‏ إن سألوني عن الحجة، ماذا أقول؟‏ ‏ قال: قل لهم، إن العلم ميراث الأنبياء، والمال ميراث الفراعنة، ولأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، ولأن العلم لا يعطيه الله إلا لمن أحبه، والمال يعطيه الله لمن أحبه ولمن لا يحبه، ألا ترى إلى قوله تعالى:‏ ‏ "ولولا أن يكون الناس أمـَّة واحدةً لـَجعلنا لـِمـَن يكفر بالرحمنِ لـِبيوتهم سـُقـُفاً من فـِضةٍ ومعارجَ عليها يظهرون" ولأن العلم لا ينقص بالبذل، والنفقة، والمال ينقص بالبذل والنفقة، ولأن صاحب المال إذا مات، انقطع ذكره، والعالم إذا مات فذكره باق، ولأن صاحب المال ميت، وصاحب العلم لا يموت، ولأن صاحب المال يـُسأل عن كل درهم من أين كسبه؟ وأين أنفقه؟ وصاحب العلم له بكل حديث درجة في الجنه 0

--------------------------------------------------------------------------------------------

‎ الثقــة بـالله ‎

‏ علم الرشيد، أن في دمشق رجلاً من بقايا الأمويين، عظيم السطوة، كثير الأعوان والجنود، يـُخشى خطره على الدولة، فأرسل إليه من يحضره مقيداً، فلما ذهب إليه الرسول، قيده وحمله على راحلته وسارا، فلما وصلا إلى ظاهر دمشق التفت الأموي إلى بستان حسن وقال:‏ ‏ هذا بستان لي، وفيه غرائب الأشجار وبدائع الأثمار، ثم انتهى إلى مزارع حسان وقـُرى واسعة وقال:‏ ‏ مثل ذلك، فعجب الرسول من هدوء الأموي، ورباطة جأشه، وقال له:‏ ‏ ألست تعلم أن أمير المؤمنين أقلقه أمرك، فأرسل إليك من انتزعك من بين أهلك ومالك وولدك؟ لا تدري عاقبة أمرك ولا ما ينتهي إليه حالك؟‏ ‏ فقال الأموي:‏ ‏ إنا لله وإنا إليه راجعون، وإني على ثقة من الله عز وجل، وفي يده ناصية أمير المؤمنين، ولا يملك أمير المؤمنين لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا بإذن الله! ‏

------------------------------------------------------------------------------------------------

عقـل راجــح

‏ ‏ تحدث أحدهم، وكان يتلقى الأدب على "المبرد" فقال:‏ ‏ خرجت ذات مساء بعد أن انتهى الدرس من بيت المبرد فرأيت إنساناً أشعث، في أسمال بالية، ولما أن كدت أتجاوزه، أومأ إليَّ وبادرني بقوله..‏ ‏ "أنت تلميذ المبرد، وإنني أعلم أنه عقب إلقاء درسه اليومي، يختتم حديثه ببيتين من الشعر... فماذا كانا اليوم؟‏ ‏ فقلت بسرعة لأتخلص منه.‏ ‏ لقد ختم حديثه بهذين البيتين:‏

إذا مـا مــاؤه نَفِــدا

أعـار فـؤاده الأسـدا أعــار الغيـثَ نائلــه

وإن أسـد شكـا جُبنـا

وما إن انتهيت، حتى أسرع هذا بقوله:‏ ‏ لو أعار نائله للغيث، لأصبح بلا نائل، أي بخيل، ولو أعار الأسد فؤاده، لأصبح بلا فؤاد، فهل هذا مديح أم هجاء؟؟‏ ‏ فدهشت وقلت: "إذاً ماذا كان يقول؟" وكنت أريد إحراجه، فأجاب بعد تمعن وببطء: ‏

ما وعاه علم البأس الأسد

وإذا الليــث مقـرٌّ بالجلــد علم الغيث الندى حتى إذا

فـإذا الغيـث مقـرٌّ بالكرم

وتركني مشدوهاً ومشى.. ‏

مـن ذاقـَه لـَم يـُفـْلـِح

‏ دخل شريك النَّخَعِيّ على الخليفة المهدي يوماً، فقال المهدي له:‏ ‏ لا بد أن تجيبني إلى خصلة من ثلاث خصال.‏ ‏ قال: وما هنَّ يا أمير المؤمنين؟‏ ‏ قال: إما أن تلِيَ القضاء، أو تحدّث ولدي وتعلّمهم، أو تأكل عندي أكلة!‏ ‏ ففكَّر ساعة ثم قال:‏ ‏ الأكلة أخفّها على نفسي.‏ ‏ فأجلسه المهدي، وتقدّم إلى الطبّاخ أن يُصلح له ألواناً من المخ المعقود بالسّكّر والعسل وغير ذلك.‏ ‏ فلما فرغ شريك من الأكل، قال الطباخ:‏ ‏ واللّه يا أمير المؤمنين، ليس يُفلح الشيخ بعد هذه الأكلة أبداً!‏ ‏ وكان أن قَبل شريك بعد ذلك أن يحدّثهم، وأن يعلّم أولادهم، وأن يلي القضاء لهم! ‏

من كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان ----------------------------------------- -----------------------------------------

‎ مالـي ولهــذا ‎

‏ لما فرغ عمر بن عبد العزيز، من دفن سليمان بن عبد الملك، سمع للأرض رجة، فإذا مراكب الخلافة، البراذين والخيل والبغال، ولكل دابة سائس.‏ ‏ فقال: ما هذه؟‏ ‏ قالوا: مراكب الخلافة يا أمير المؤمنين، قربت إليك لتركبها.‏ ‏ فقال: مالي ولها، نحوها عني، دابتي أوفق لي. ثم لمح صاحب الشرطة يسير بين يديه بالحربة.‏ ‏ فقال له تنح عني، مالي ومالك، إنما أنا رجل من المسلمين.‏ ‏ وكان الخليفة إذا مات، فما لبس من الثياب أو مسَّ من الطيب، كان لولده، وما لم يلبس من الثياب وما لم يمس من الطيب، فهو للخليفة بعده.‏ ‏ فلما أن جاء عمر بن عبد العزيز قال له أهل سليمان: هذا لك، وهذا لنا.‏ ‏ فقال لهم: وما هذا وما هذا؟‏ ‏ قالوا: هذا ما لبس الخليفة من الثياب ومسَّ من الطيب، فهو لولده، وما لم يمس ولم يلبس، فهو للخليفة بعده، وهو لك.‏ ‏ فقال عمر: ما هذا لي ولا لسليمان، ولا لكم، ولكن يا مزاحم، ضم هذا كله إلى بيت مال المسلمين ------------------------------ ------------------------------

الإيمـان بحـق الوطـن

‏ علم عمرو بن الجموح، أن أبناءه خارجون للقتال في سبيل الله، فخرج يستبقهم، فوقفوا جميعاً في وجهه، يصدونه عن ذلك ويقولون:‏ ‏ أما نكفيك نحن نجاهد عنك في سبيل الله؟‏ ‏ إن الله يعذرك لعرجتك، فصاح فيهم، ما بالكم تمنعوني أن أدخل الجنة؟!‏ ‏ وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:‏ ‏ ادع الله أن أستشهد في سبيله. ثم رفع يديه إلى السماء داعياً، اللهم لا ترجعني إلى أهلي خائباً، ثم سأل الرسول:‏ ‏ أإذا استشهدت في سبيل الله أدخل الجنة بعرجتي هذه؟‏ ‏ فأجابه الرسول بل تدخل الجنة صحيحها، وذهب فقاتل حتى استشهد، فقال عليه الصلاة والسلام: والله لكأني أرى عمرو بن الجموح، يمشي بعرجته هذه سليماً في الجنة، ثم قال:‏ ‏ والله إن منكم يا معشر الأنصار من لو أقسم على الله لأبره، ومنهم عمرو بن الجموح. ‏ ------------------------------------- -------------------------------------

حـوار طـريــف

‏ حـُكي أن أعرابياً مرَّ بآخر فقال له: من أين أقبلت يا ابن عم؟‏ ‏ فقال: من الثـَّنية، قال: هل أتيتنا بخير؟‏ ‏ فقال: سل عما بدا لك.‏ ‏ قال: كيف علمك بحيي؟‏ ‏ قال: أحسن العلم.‏ ‏ قال: هل لك علم بكلبي نـَفاع.‏ ‏ قال: حارس الحي؟‏ ‏ قال: فبأم عثمان.‏ ‏ قال: ومن مثل أم عثمان؟‏ ‏ قال: فبعثمان؟‏ ‏ قال: وأبيك إنه جرو الأسد.‏ ‏ قال: فبجملنا السقاء؟‏ ‏ قال: والله إن سنامه ليخرج من الغبيط.‏ ‏ قال: فبالدار؟‏ ‏ قال: وأبيك إنها لخصيبة الجناب عامرة الفناء، ثم قام عنه ناحية وقعد يأكل ولا يدعوه، فمر كلب فصاح به، وقال: يا ابن العم أين هذا الكلب من نفاع.‏ ‏ قال: يا أسفا على نفاع. مات.‏ ‏ قال: وما أماته؟‏ ‏ قال: أكل من لحم الجمل السقاء فاغتص بعظم منه فمات.‏ ‏ قال: إنا لله، أو قد مات الجمل، فما أماته؟‏ ‏ قال: عثر بقبر أم عثمان فانكسرت رجله.‏ ‏ فقال: ويلك أماتت أم عثمان؟‏ ‏ قال: أي والله علمت أنه أماتها لأسف على عثمان.‏ ‏ قال: ويلك أمات عثمان؟‏ ‏ قال: أي وعهد الله قد سقطت عليه الدار.‏ ‏ فرمى الأعرابي بطعامه، وأخذ ينتف لحيته، ويقول إلى أين أذهب؟‏ ‏ فيقول الآخر: إلى النار، وجعل يلتقط الطعام ويأكله ويهزأ به ويضحك ويقول: لا أرغم الله إلا أنف اللئام. ‏ ------------------------------- -------------------------------

‎ سياسـة وكياســة ‎

‏ ‏ بلغ بعض الملوك سياسة ملك آخر.‏ ‏ فكتب إليه:‏ ‏ قد بلغتَ من حسن السياسة مبلغاً لم يبلغه ملك في زمانك، فأفدني الذي بلغت به ذلك.‏ ‏ فكتب إليه:‏ ‏ لم أهزل في أمر ولا نهي، ولا وعد ولا وعيد، واستكفيت أهل الكفاية.‏ ‏ وأَثـْبتُ على الغـَناء لا على الهوى.‏ ‏ وأودعت القلوب هيبة لم يشبها مقت، ووُدَّا لم يشبه كذب، وعممت القوت، ومنعت الفضول. ---------------------------- ----------------------------

‎ ابـن أبيــه ‎

‏ رُوي أن رجلاً بلغ من البخل غايته، حتى صار إماماً، وكان إذا وقع في يده درهم، خاطبه وناجاه فكان يقول:‏ ‏ كم من أرض قطعت، وكم من كيس فارقت، وكم من خامل رفعت، وكم من رفيع أخملت، فالآن، استقر بك القرار، واطمأنت بك الدار، لك عندي ألا تـَعـْرى ولا تضحى، ثم يلقيه في كيسه ويقول له:‏ ‏ اسكن اسكن على اسم الله، في مكان لا تهان ولا تـُذلُّ فيه، ولا تـُزعج منه.‏ ‏ وألح أهله عليه مرة في إنفاق درهم، فدافعهم ما أمكن، ثم أخرج درهما، فبينما هو ذاهب، إذ رأى حوَّاء قد أرسل على نفسه أفعى لدرهم يأخذه، فقال في نفسه:‏ ‏ أتـْلف شيئاً تـُبذل فيه النفس بأكلة أو شربة!!‏ ‏ والله ما هذا إلا موعظة لي من الله، فرجع إلى بيته، ورد الدرهم إلى كيسه، فكان أهله منه في بلاء، وكانوا يتمنوْن له موتاً عاجلاً، فلما مات، وظنوا أنهم استراحوا منه، جاء ابنه، فاستولى على ماله وداره ثم سأل:‏ ‏ ما كان أُدم أبي؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ كان يأتدِم بجبن عنده، قال:‏ ‏ أرونيه، فإذا فيه حزُّ كالجدول، من أثر مسح اللقمة، فقال:‏ ‏ ما هذه الحفرة؟‏ ‏ قالوا:‏ ‏ كان لا يقطع الجبن، وإنما كان يمسح اللقمة على ظهره، فيـُحفر كما ترى، قال:‏ ‏ بهذا أهلكني وأقعدني هذا المقعد، لو علمت ذلك ما صليت عليه يوم مات، قالوا:‏ ‏ فكيف أنت تريد أن تصنع؟‏ ‏ قال:‏ ‏ أضعها من بعيد، فأشير إليها باللقمة. ‏ -------------------------------- --------------------------------

‎ زهـد وإيثــار ‎

‏ بينما كان أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه، ماراً بسوق البصرة، وكان معه غلامه (قنبر)، فوقف أمام غلام يبيع أثواباً.‏ ‏ فقال:‏ ‏ يا غلام، عندك ثوبان بخمسة دراهم؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ نعم، فأعطى غلامه ثوباً بثلاثة دراهم، وأخذ لنفسه الثوب ذي الدرهمين.‏ ‏ فقال له الغلام:‏ ‏ خذ هذا أنت، فإنك تعلو المنبر وتخطب الناس.‏ ‏ فقال له أمير المؤمنين:‏ ‏ وأنت شاب، ولك بشرة الشباب، وأنا أستحي من ربي، أن أتفضل عليك، فإني سمعت رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، يقول:‏ ‏ "ألبسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون".

حيـــاء

‏ ‏ قال عمرو بن بحر الجاحظ:‏ ‏ الحياء لباس سابغ، وحجاب واق، وستر من العيب، وأخو العفاف، وحليف الدين، ورقيب من العصمة، وعين كالئة، تذود عن الفحشاء، وتنهى عن ارتكاب الأرجاس، وسبب إلى كل جميل.‏ ‏ وقال حكيم:‏ ‏ لا ترض قول امرئ حتى ترضى فعله، ولا ترض فعله حتى ترضى عقله، ولا ترض عقله حتى ترضى حياءه، فإن ابن آدم مجبول على أشياء من كرم ولؤم، فإذا قوي الحياء قوي الكرم، وإذا ضعف الحياء، قوي اللؤم.‏ ‏ وقال آخر:‏ ‏ لا يزال الوجه كريماً ما دام حياؤه، ولم يـُرق باللجاجة ماؤه، وقال شاعر:‏ ورب قبيحة ما حال بينـي وبيـن ركوبهــا إلا الحيــاء فكان هو الدواء لها ولكن إذا ذهــب الحيـاء فـلا دواء

----------------------------------------------------------------







التوقيع