عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-04, 12:11 am   رقم المشاركة : 2
فريـــد
عضو قدير
 
الصورة الرمزية فريـــد






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فريـــد غير متواجد حالياً

توسعة المسجد النبوي الشريف

بعد الزيادة النبوية الشريفة والتي أصبحت مساحة المسجد بعدها 2475 متراً مربعاً، زاد في مساحة المسجد النبوي الشريف الخليفتان الراشدان عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان رضي الله عنهما، ثم الوليد بن عبد الملك ثم الخليفة العباسي المهدي ، فالخليفة العباسي المعتصم بالله ، ثم الأشر ف قايتباي ثم السلطان عبد المجيد العثماني ثم مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز أل سعود (رحمه الله) ثم التوسعة الحالية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (حفظه الله). وفيما يلي شروح موجزة لهذه التوسعات.

زيادة عمر بن الخطاب

في سنة 17هـ زاد الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد النبوي الشريف من الناحية القبلية بمقدار أسطوانة، ومن الغرب بمقدار أسطوانتين، ومن الشمال نحو ثلاثين ذراعاً فصار طول المسجد 140 ذراعاً، وعرضه 120 ذراعاً، و بناه كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن و الجريد و السعف و جذوع النخل، وجعل ارتفاع سقفه 11 ذراعاً وجعل له سترة بارتفاع ذراعين أو ثلاثة، و تقدر هذه الزيادة بحوالي 1100 متر مربع.

زيادة عثمان بن عفان وعمارته

وفي سنة 28-30هـ زاد فيه عثمان بن عفان رضي الله عنه في جهة القبلة قدر أسطوانة وفي جهة الغرب قدر اسطوانة أيضاً وفي جهة الشمال نحو عشرة أذرع و بناه بالحجارة المنقوشة والجص وجعل في أعمدته قضباناً من الحديد مثبتة بالرصاص و سقفه بالساج، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 496 متراً مربعاً.

زيادة الوليد بن عبد الملك

وفي سنة 88-91 وقيل 93هـ زاد فيه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك من الشرق والغرب والشمال، وقام بالعمارة في عهد عمر بن عبد العزيز واليه على المدينة، و أحدث في العمارة المنابر والمحراب و الشرفات وأدخل في المسجد حجرات أمهات المؤمنين بعد أن هدمها، فبلغت مساحة المسجد بعد زيادة الوليد 200 ذراع طولاً وعرضه في المقدمة 200 ذراعاً وفي المؤخرة 180 ذراعاً، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 2369 متراً مربعاً.

زيادة الخليفة العباسي المهدي

وفي سنة 161-165هـ زاد في المسجد النبوي الشريف الخليفة العباسي المهدي في الجهة الشمالية فقط، وكانت الزيادة بنحو مائة ذراع، فأصبح طول المسجد 300 ذراع وعرضه 80 ذراعاً، وعمّره و زخرفه بالفسيفساء و أعمدة الحديد في سواريه كما فعل الوليد بن عبد الملك، وتقدر هذه الزيادة بحوالي 245 متراً مربعاً.

زيادة الأشرف قايتباي وعمارته

احترق المسجد النبوي الشريف سنة 654هـ، فأسهم في عمارة المسجد النبوي الشريف عدد من الملوك والرؤساء المسلمين، و أوّل من أسهم آخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله فأرسل من بغداد المؤن والصناع و بدئ في العمل سنة 655هـ، ثم انتهت الخلافة العباسية بسقوط بغداد في أيدي التتار.

بعدها تبارى ملوك ورؤساء المسلمين في عمارة المسجد النبوي الشريف وهم :

· المنصور نور الدين علي بن المعز أيبك الصالحي ، حاكم مصر.

· المظفر شمس الدين يوسف بن المنصور عمر بن علي ، حاكم اليمن.

· ركن الدين الظاهر بيبرس البندقاري ، حاكم مصر.

· الناصر محمد بن قلاوون الصالحي، حاكم مصر.

· الأشرف برسباي.

· الظاهر جقمق.

· السلطان قايتباي ، حاكم مصر.

وكان ذلك حتى سنة 879هـ ، حيث شملت هذه الأعمال بعض الإصلاحات و التوسعات في السقوف وما إلى ذلك، ولم تشمل هذه الأعمال توسعات في مساحة المسجد النبوي الشريف.

ثم حدث الحريق الثاني سنة 886 هـ فكتب أهالي المدينة المنورة للأشرف قايتباي حاكم مصر فأرسل المؤن و العمال و كل المواد و النقود. فعمره وتم تسقيفه وكان ذلك سنة 888هـ، وبنى للمصلى النبوي محراباً كما بنى المحراب العثماني في الزيادة القبلية ، وعند بناء القبة الخضراء على الحجرة النبوية الشريفة التي دفن فيها صلى الله عليه وسلم ظهر ضيق جهة الشرق فخرجوا بالجدار الشرقي بنحو ذراعين و ربع ذراع فيما حاذى ذلك ، وتمت العمارة حوالي سنة 890هـ وتعتبر هذه التوسعة هي آخر توسعة جرت إلى العهد العثماني و العهد السعودي، وتقدر هذه التوسعة بحوالي 120 متراً مربعاً.

زيادة السلطان العثماني عبد المجيد و عمارته

مرت على عمارة السلطان قايتباي للمسجد النبوي الشريف نحو 387 سنة وهذه المدة كافية لأن تجعل كثيراً من أجزائه يعتريها الخراب وقد آلت بعض سقوفه للسقوط، فرفع شيخ الحرم وقتئذٍ داوود باشا الأمر إلى السلطان عبد المجيد خان الثاني في استانبول عاصمة الخلافة العثمانية سنة 1263هـ، فاهتم بالأمر وبعد أن أمر بالكشف و تحقق من الخراب صدر أمره بإرسال المهندسين والخبراء والنجارين والصناع والمؤن .

فبدأت العمارة لكامل المسجد سنة 1265 هـ وانتهت سنة 1277 هـ حيث استغرقت العمارة نحو 13 سنة ، وكانت العمارة من الحجر الأحمر من جبل غرب الجماوات بذي الحليفة ( والجبل معروف حالياً بجبل الحرم وبه آثار تدل على ما أخذ من أحجار للمسجد النبوي الشريف) ، وكانت أضخم العمارات التي جرت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم و أتقنها وأجملها وقد بقي منها بعد العمارة السعودية الجزء القبلي ويبدو هذا الجزء حتى الآن قوياً متماسكاً جميلاً رائعاً،وأكثر ما يميز هذه العمارة القباب التي حلت بدلاً من السقف الخشبي، كما زينت بطون هذه القباب بصور طبيعية جذابة كما كتبت في جدار المسجد القبلي سور من القرآن الكريم و أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم بخط جميل بقلم الثلث، وذهبت الحروف بالذهب الوهاج ، كما أن أبواب المسجد بنيت بشكل جميل وجذاب أبدعت يد الفن في إنشائها. وتم بناء أعمدة السقف القبلي في موضع جذوع النخل التي كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد زاد السلطان عبد المجيد الكتاتيب ( لتعليم القرآن الكريم) والمستودعات من الجهة الشمالية، كما زاد في الجهة الشرقية نحو خمسة أذرع وربع من المنارة الرئيسية إلى ما يلي باب جبريل لضيق المسجد في ذلك الموضع. وتقدر تلك التوسعة بحوالي 1293 متراً مربعاً.

توسعة الملك عبد العزيز وعمارته للمسجد النبوي

وشعر الناس بضيق في المسجد النبوي ولا سيما أيام المواسم بعد توسعته من العهد العثماني، وفي حوالي سنة 1365هـ لوحظ تصدع في بعض العقود الشمالية وتفتت في بعض حجارة الأعمدة في تلك الجهة بشكل ملفت للنظر. فصدر أمر جلالة الملك عبد العزيز آل سعود (بعد دراسة المشروع) بإجراء العمارة والتوسعة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرف ما يحتاجه المشروع من نفقات دون قيدٍ أو شرط مع توسيع الطرق حول المسجد النبوي الشريف. وفي ربيع الأول 1374هـ احتفل بوضع حجر الأساس للمشروع بحضور ممثلين عن عدد من الدول الإسلامية.

ونظراً لأن عمارة السلطان عبد المجيد كانت في أحسن حال ، فضلاً عما تتسم به من جمال و إتقان ، فقد تقرر الابقاء على قسم كبير منها ، واتجهت التوسعة إلى شمال و شرق و غرب المسجد الشريف.

وبدأ تنفيذ المشروع (مقاولة/ محمد بن لادن) في شوال 1370هـ وانتهت العمارة والتوسعة سنة 1375هـ ( أشرف على مشروع التوسعة الشيخ محمد بن لادن، وكان المدير العام للمشروع الشيخ محمد صالح قزاز، والسيد جعفر فقيه كان الرجل الثالث في المشروع وقطب الرحى الميدانية فيه) في عهد جلالة الملك سعود يرحمه الله. وكانت العمارة قوية جميلة رائعة بالأسمنت المسلح والمزايكو.

مشروع جلالة الملك فيصل

وفي عهد جلالة الملك فيصل يرحمه الله ، نفذ مشروع للتوسعة ، تركزت في الجهة الغربية للمسجد ، و لم تتناول عمارته بل تمثلت في إقامة مصلى مظلل ، بلغت مساحة المرحلة الأولى منه خمسة وثلاثين آلف متر مربع ، يستوعب ضعف عدد المصلين داخل الحرم الشريف ، ثم أضيفت مساحة ( 5550 ) متراً مربعاً الى المساحة السابقة ، مما يسر استيعاب اعداداً أخرى من المصلين.

مشروع جلالة الملك خالد

وفي عهد جلالة الملك خالد يرحمه الله ، نفذت مرحلة ثالثة من مشروع إيجاد مساحات كافية لأداء الصلوات خارج المسجد ، وبلغت مساحة هذه المرحلة ثلاثة و أربعين ألف متر مربع ، وهي عبارة عن ميدان فسيح مظلل يتصل بشارع المناخة.

توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم النبوي الشريف

لفت نظر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية التفاوت الكبير بين مساحة الحرم المكي الشريف والحرم النبوي الشريف فأمر بإجراء دراسات لتوسعة كبرى للحرم النبوي تعد الأكبر من نوعها في تاريخ العالم الإسلامي كله، وكان دافعه إلى ذلك كله أن يكون للحرمين الشريفين قيمة متوازية كما لهما القيمة الروحية العظمى لدى المسلمين في كل مكان في أرجاء العالم الإسلامي.

وعني حفظه الله بالإشراف بنفسه على مشروع توسعته ، وحدد الخطوط العريضة للمشروع بما يحقق زيادة في مساحة الحرم الشريف يستوعب الأعداد الهائلة للمصلين وخاصة في المواسم الدينية.

تضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد الحالي يحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82000 متر مربع يستوعب 167000 مصلٍّ وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد النبوي الشريف 98500 متر مربع كما أن سطح التوسعة والمقدرة مساحته بـ 67000 متر مربع يستوعب 90000 مصلٍّ، وبذلك يكون استيعاب المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة لأكثر من 257000 مصلٍّ ضمن مساحة إجمالية تبلغ 165500 متراً مربعاً، وتتضمن أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي (بدروم) بمساحة الدور الأرضي للتوسعة وذلك لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى.

كما يشتمل المشروع كذلك على إحاطة المسجد النبوي الشريف بساحات تبلغ مساحاتها 23000 متر مربع تغطى أرضيتها بالرخام والجرانيت وفق أشكال هندسية بطرز إسلامية متعددة جميلة، خصص منها 135000 متر مربع للصلاة يستوعب 250000 مصلٍّ. ويمكن أن يزيد عدد المصلين إلى 400000 مصلٍّ في حالة استخدام كامل مساحة الساحات المحيطة بالحرم النبوي الشريف، مما يجعل الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد عن 650000 مصلٍّ لتصل إلى مليون مصلٍّ في أوقات الذروة. وتضم هذه الساحات مداخل للمواضئ و أماكن لاستراحة الزوار تتصل بمواقف السيارات التي تتواجد في دورين تحت الأرض. هذه الساحات مخصصة للمشاة فقط وتضاء بوحدات إضاءة خاصة مثبتة على مائة وعشرين عموداً رخامياً.

أما الحصوات المكشوفة التي تقع بين المسجد القديم والتوسعة السعودية الأولى فقد تم إقامة اثنتي عشرة مظلة ضخمة بنفس ارتفاع السقف يتم فتحها و غلقها أوتوماتيكياً وذلك لحماية المصلين من وهج الشمس و مياه الأمطار والاستفادة من الجو الطبيعي حينما تسمح الظروف المناخية بذلك.

صمم الطابق الأرضي للتوسعة بارتفاع 12.55م والدور السفلي للخدمات بارتفاع 4م، ويبلغ عدد الأعمدة 2104 عمود وتتباعد هذه الأعمدة عن بعضها بمسافة 6م أو 18م لتشكل أروقة و أقبية داخلية تنسجم مع الإطار العام للتوسعة.

و زود المسجد كذلك بـ 27 قبة متحركة تتوفر لها خاصية الانزلاق على مجار حديدية مثبتة فوق سطح التوسعة ويتم فتحها و غلقها بطريقة كهربائية عن طريق التحكم عن بعد مما يتيح الاستفادة من التهوية الطبيعية في الفترات التي تسمح فيها الأحوال الجوية بذلك. وأضيفت ست مآذن ، ارتفاع كل منها ( 92 ) متراً ، إلى المآذن الأربعة السابقة ( ارتفاعها 72 متراً ) ، ليصبح عدد المآذن عشرة مآذن.

وتضمن المشروع زيادة ستة عشر مدخلاً جديداً للحرم الشريف بحيث يصبح إجمالي مجموع المداخل ثلاثة وعشرين مدخلاً ، أما أبواب المسجد فكانت ستة عشر باباً ، أضيفت عليها في المشروع خمسة وستون باباً فيصبح مجموع الأبواب واحداً وثمانين باباً.

كما أنشئ في المشروع ثمانية عشر سلماً تؤدي إلى السطح المخصص للصلاة.

وتضمن المشروع أيضاُ ( 450 ) صنبوراً للشرب.

و روعي في المشروع تطوير المساحات المحيطة بالحرم الشريف ، و إيجاد كافة المرافق اللازمة منها :

* إنشاء مساحات من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية ، و إقامة مواقف للسيارات تحتها ، مع المواضئ ومناهل الشرب و دورات المياه.

* تركيب سلالم كهربائية للصعود و النزول من و إلى المواقف ، ويبلغ عدد أبنية هذه السلالم خمسة.

* تأمين خدمات التهوية والإنارة والسقيا.

* تخصيص مناطق للنساء.

* استخدام الرخام الأبيض " البارد " غير الحافظ للحرارة.

هذا وكان المشروع قد بوشر في التنفيذ في اليوم التاسع من المحرم عام 1406هـ ، بعد أن وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله حجر الأساس.


المصدر