عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-04, 06:57 pm   رقم المشاركة : 3
مزاجي
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : مزاجي غير متواجد حالياً

[align=center]دور المرأة في المجتمع ... ( و العسكرية ! )

النص

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان , فتطعمه , و كانت تحت عبادة بن الصامت . فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ً , فأطعمته , ثم جعلت تفلي رأسه , فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم استيقظ و هو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي , غزاة في سبيل الله , يركبون ثبج هذا البحر , ملوكا ً على الأسرّة – أو قال مثل الملوك على الأسرّة - شك إسحاق , هو ابن عبد الله بن أبي طلحة – قالت : فقلت : يا رسول الله ادع ُ الله أن يجعلني منهم . فدعا لها رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم وضع رأسه فنام . ثم استيقظ وهو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله – كما قال في الأولى – قالت : فقلت : يا رسول الله , ادع ُ الله أن يجعلني منهم . قال : أنت ِ من الأولين . فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان , فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر , فهلكت

التعليق
الخلاف الحقيقي بين المسلمين , فقهاء و عامة ً , حول المرأة , ليس بين الذين يعتقدون أن زي المرأة المسلمة يسمح بظهور الوجه و الكفين من جهة , و بين الذين يرون أن هذا الزي لا يسمح بظهور شيء , من جهة أخرى . لو كان الخلاف يقتصر على هذه الجزئية لهان الأمر , سواء ً أخذنا بهذا الرأي أو ذاك ,خاصة و أن الكتب الفقهية مليئة بما يساند أحد الموقفين , مع أغلبية واضحة لصالح الرأي الأول .
الخلاف الأساسي, المسكوت عن طبيعته , هو بين الذين يعتقدون أن النساء شقائق الرجال , لهن حقوق و عليهن واجبات , شأنهن شأن الرجال , و أن القوامة تكليف للرجل و ليس حطا ً من قدر المرأة , من جانب , و بين الذين يرون أن النساء مخلوقات دون الرجال , ليس لهن من دور سوى الإنجاب , و لا يجب أن يتحركن من دار الأب أو الزوج إلا إلى القبر , " ودفن البنات من الكرمات ! " . و في تراثنا بيت شائع , كثيرا ً ما يستشهد به المستشهدون , يذهب إلى أنه ليس للمرأة من حق سوى أن تجعل الرجل " ينام على جنابة " !!
الذين يرون الرأي الأول يذهبون إلى أنه من حق المرأة أن تتعلم إلى أقصى درجات التعلم , و أن تمارس وجوه الإبداع الفكري و العلمي كافة , و أن تكون عضوا ً فعالا ً في حياة المجتمع الثقافية و السياسية . أما الذين يرون الرأي الثاني – جماعة الجنابة !- فينزعوا إلى أن يَحرِموا عقل المرأة من كل علم , و فكرها من كل ثقافة , و أن يشلّوا كل ما منحها الله , سبحانه و تعالى , من طاقات و إمكانيات و مواهب , لتبقى تمارس دورا ً يتيما ً يبدأ بالجنس و ينتهي بالجنس .
و الجدال بين الفريقين بخلاف ما يتصوره الكثيرون , ليس جدالا ً فقهيا ً بقدر ما هو نزاع نفسي سياسي / اجتماعي / حضاري بين رجال يرون في الاعتراف بحقوق المرأة إثراء ً لرجولتهم , و رجال يرون في هذا الاعتراف إلغاءا ً لفحولتهم . و مثل هذا الخلاف لا ينتهي , و لا يمكن أن ينتهي , بمحاورات أو مناظرات .
النص الذي أوردته يبين بوضوح ما بعده وضوح , كيف نظر إمام الهدى , عليه الصلاة و السلام , إلى دور المرأة في المجتمع ( و العسكرية ! ) فرأى أنه يشمل الغزو في البحر مع الرجال , و أنا به , عليه السلام , من المقتدين , ولو رغمت أنوف ![/align]