عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-04, 09:00 pm   رقم المشاركة : 2
مزاجي
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : مزاجي غير متواجد حالياً

## تنظيم النسل
[align=center]النص
* عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :" خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق , فأصبنا سبيا ً من سبي العرب . فاشتهينا النساء , و اشتدت علينا الغربة , و أحببنا أن نعزل (1) . فأردنا أن نعزل . و قلنا : نعزل و رسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا , قبل أن نسأله ؟ فسألناه , فقال : " ما عليكم أن لا تفعلوا , مامن نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة " .
و في رواية نحوه . و فيه : أنه , عليه الصلاة و السلام , قال : " ما عليكم أن لا تفعلوا . فإنه ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا وهي كائنة " و في أخرى " إلا و هي خارجة " .
و في أخرى : " ما عليكم ألا تفعلوا , فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ؟ " . أخرجه البخاري و مسلم .

* عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : " كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه و سلم , و القرآن ينزّل " , أخرجه البخاري و مسلم . و لمسلم قال : " كنا نعزل على عهد النبي صلى الله عليه و سلم فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه و سلم , فلم ينهنا "

التعليق
و لعل ّ أهمها أنه بدون تناسل سيضمحل البشر حتى يتلاشوا خلال أجيال معدودة , و لا أظن أن عاقلا ً يزعم أن الله , و هو العليم الحكيم , خلقنا لهذا النوع من الانتحار .
و من هنا , فإن الدعوة إلى منع النسل تجيء ضد متطلبات الفطرة , و خلاف سنن الخالق في خلقه , و هي دعوة يرفضها الشرع الحكيم كما يرفضها النظر القويم .
وِمن منع النسل أن يعمد القادرون على إنجاب عدة أولاد إلى الاكتفاء بولد ٍ واحد ضنّا ً على أوقاتهم الثمينة
( العزل : قذف المني خارج الفرج أثناء الجماع تفاديا ً للحمل .)
من أن تضيع في تربية الأولاد , كما يفعل معظم سكان العالم الصناعي , وكما يفعل تلامذتهم و مريدوهم في العالم النامي . نتيجة هذا المنع بدأت معدلات النمو البشري في المجتمعات الصناعية تتناقص على نحو واضح دفع المفكرين إلى دق ناقوس الخطر , محذرين من أن يؤدي التناقص المستمر إلى الاضمحلال .
و نجد في الجانب الآخرمن الصورة أناسا لا يستطيعون القيام بعبء ولد واحد , و مع ذلك فهم حريصون على إنجاب الحد الأقصى من الأولاد , لأسباب أنانية تتعلق بمصلحتهم هم لا مصلحة الأولاد , و يستوي , بعدُ , أن يكون الدافع التباهي بالفحولة أو الرغبة في الحصول على أكبر عدد ممكن من العمال ( بالمجان ) . هؤلاء الآباء ينجبون الأولاد ثم يتركونهم بعد إنجابهم بلا تعليم , و بلا رعاية صحية , و بلا غذاء , عرضة للمرض و فريسة للجوع . يولد الواحد من هؤلاء الأطفال ليواجه مستقبلا ً مظلما ً : إن سلم من أمراض الطفولة لم يسلم من أمراض الصبا , و إن سلم من الأخيرة استقبلته أمراض الرجولة , ثم تلقته مشكلة البطالة , في مجتمعات لا تضمن لمواطنيها عيش الكفاف , إن النمو السكاني الهائل في الدول النامية هو بمثابة قنبلة متفجرة , تجمل معها خطر المجاعات التي لا تبقي و لا تذر .
إن شريعة الله الخالدة التي تحرص على بقاء الإنسان على الأرض , تقدّر أن هناك حالات تتطلب فيها الضرورة , و أعني الضرورة الحقيقية الملحّة لا الموهومة , تنظيما ً مؤقتا ً للنسل , و أشدّد على الصفة المؤقتة لهذا التنظيم . أما الذين يزعمون أن الإسلام يمنع تنظيم النسل , مهما كانت الظروف , كما تفعل أديان أخرى , فليس لي سوى أن أطلب منهم أن يعودوا إلى قراءة الأحاديث النبوية الشريفة في موضوع العزل , بلا أفكار مسبقة .[/align]