أعانك الله أختي الكريمة... وحفظك من زلات نفسك وضعفك الداخلي..
وقصتك تؤكد أن بعض الأشياء تبدأ صغيرة.. ونتمادى فيها بشكل كبير، ثم لانشعر إلا وقد كبرت وتضخمت.. وربما نجد في أنفسنا ضعفا عن إيجاد الحل..!
والحب أختي الكريمة من أسمى العلاقات الإنسانية، لأنها هو الرابطة المقدسة بين الوالدين وأبنائهم، وهو وسيلة استمرار لهذه الحياة حينما يكون أساس حياة بين رجل وامرأة يجمعها رباط الزوجية المقدس..
وطبيعي أنه في لحظات الفراغ العاطفي.. والتي تكون في مرحلة المراهقة.. أن يشعر الشاب أو الفتاة بحاجة للآخر، ويجذب نفسه بقوة نحو تأسيس علاقة، يخدع نفسه في البداية أنها محاولة استكشاف.. ثم ينمي في داخله (شعور عدم القدرة على الفقد) ثم يجيب ببلاهة عن السؤال بأنه (الحب)... وهكذا تستمر العلاقة.. وربما تتطور لأمور أفدح واشنع تبعا لذلك..!!
والحب الذي ينشأ بين الرجل والمرأة هو نوع من (التركيز العالي) على الآخر مصحوب (بمشاعر مرهفة) والدوام على هذا التركيز على الآخر (كلامه.. ضحكه.. أسلوبه.. نبرة صوته.. شكله... الخ) يعزز تلقائيا في الذات شعور الحب وعدم القدرة على الفقد..
وهذا الشيء يجعلنا موقنين أنه يمكن للشاب أو الفتاة أن يبني حياته الزوجية على ذات الأمر حينما يعاهد نفسه ويعودها على (التركيز الايجابي) الذي تنمو معه المشاعر إيجابيا وهو مايخلق الحب والتعلق المطوب بين الأزواج...
ففي علاقات الحب الخارجة عن الارتباط الشرعي.. كثيرا مايركز أحد الطرفين على اشياء (محببة) في الآخر.. وبالتالي ينمي في داخله مشاعر الحب.. والفقد، بينما في الحياة الزوجية.. قد يكون قرب الزوجين من بعضهما البعض.. واستمرار تعايشهما سببا في أن يكثر (التركيز السلبي) .. كأن تخطئ الزوجة في حاجة للزوج.. أو أن يرفض الزوج تلبية طلب للزوجة.. ويعمل تنامي التركيز السلبي على قتل المشاعر الطيبة بين الزوجين..
وفي مثل حالتك.. كانت عودتك لذلك الشاب لأن التركيز السلبي بينك وبين زوجك أخذ بالتزايد، ولأن علاقتك مع الشاب كانت في غالبها (إيجابية) انسقت للعودة إليه..
وجميل جدا اعترافك بخطأ ماتفعلين.. والأجمل أن تكوني (متأكدة) بقدرتك على التخلص من هذا الوضع..
ولذلك فانتي مطالبة بـ:
- مهم أن تركزي كثيرا بينك وبين نفسك بعواقب استمرار فعلك، والنتائج التي من الممكن أن يؤول إليها (لعبك بالنار)، عيشي للحظات اكتشاف زوجك (لخيانتك له) وكيف يمكن أن يتسبب ذلك في تدمير بيتك وعشك الهانيء، بل تأملي سمعتك أمام الناس حينما يتركك زوجك بسبب خيانتك له، أكثري من التركيز على العواقب.. وعمقيها في ذاتك.. واجعليها سببا في زرع الخوف الكبير في داخلك من الاستمرار بالفعل
- اقطعي كل مايمكن أن يربطك بذلك الشاب، أتلفي ذاكرة جوالك، غيري رقمك، أزيلي للأبد حسابك في الهوتميل.. حتى لو قلتي أن هناك صديقات تحتفظين بهم فيه، قرري أن (تقتلي وتدمري) كل أثر ممكن أن يعيدك إليه.. بحيث حينما تشعرين بضعف وحنين.. لايكون لك قدرة على الوصول إليه..
- ذهنيا.. اقطعي كل تفكير فيه، حينما يداهمك وأنتي في حالة هدوء.. غيري من جلستك.. قومي بعمل ما، شتتي ذهنك وتفكيرك فيه بأي شيء آخر، لأن التفكير البسيط الذي يبدأ معك.. قد يكبر بحثا عنه...
- ابدئي ببناء علاقة جديدة مع زوجك، ركزي على الأشياء الحسنة والرائعة فيه، حاولي أن تزرعي حبه في داخلك أكثر وأكثر، صارحيه بما تريدينه منه ليكون لك ماتحبين..
وأخيرا أثق أن مابك هو حالة ضعف.. تنشأ بسبب وجود فراغ، فاعملي أولا على إغلاق إمكانية سد الفراغ بالاستمرار مع الشاب بقطع كل صلة به، وحاولي أن تقللي من وجود لحظات الفراغ أصلا.. إما بالتركيز على الأعمال الشاقة التي تشتت الذهن.. أو التواصل مع الأهل والأخوات والصديقات بحيث يقل وقت الفراغ لديك.. وبمجرد مرور شهر أو شهرين بقطعك للعلاقة.. وتعويد نفسك على عادات جديدة.. ستتخلصين من ذلك الشاب..