(10)
الوَريقَات التّي كنتُ أحمِلُها حَتّى هِيَ الأخْرَى تَعِبتْ مِنّي كَثيراً ؛حَتى ألقتْ فِي
وجهِي كل صَراخاتِها مُتتابعة عَبر مسَافات السّطور, وَالتي شاَخ فِيهَا
رجعُ الصّدى..!! وكأنّها تَسْأل ألوَان الحَيَاة منْ هيَ؟!!
فتأملتُها جليةً فِي "مذكِرَاتي السَّبع" والتَّي تحْوِي كُل وَاحدةٍ منْهَا سَبع صَفحَات
فقط , هيَ منْ أجمَل الذكْرَيات مُلونَة بأبجدِيَّة غَائِبَة .!!
..في يُوليو ( تمُوز ) 2008 كَان مَوعِد الصّفحات مَع حُروف لأولِ مرَّة يتِم
تدوينُها فِي أضْوَاء تلكَ المَدينة, وَكنتُ حِين أردتُ كتَابتَها؛ وَكَأنّ فراغاً وَرائحَة
انكفَاء غَريبة تَجتَاح المَكان منْ حَولي وَبعد المسَافة يثقِلُ قَلمي ..!!
وأنظرُ كمَن ينظُر منْ مَكَان قصِي وَبلهَفة المُشتَاق.. إِلى كل زَاويَة فِي ذَلك المَكان
غيرَ أنّ دمُوع البَين سَرقت منّي كُل فرحَة ودعتُها وجهكِ البَرِيء ,وَكَأني لنْ أعُود
إلى تلكَ الدّيار..!!
حقاً جَربتُ غُربة الحَرف وَالمَكان والفِكر , وَلكنّي استمتِعُ كثيراً بالحَياة لأننَي
في كُل يومٍ منْهَا فِي درس وَتجرُبة وصَفَعات اعتادتْ عَليها أيَامِي ..!!
صَدقينِي يامنْ بَكيتِ يوماً لفرَاقي وَحَتّى اليَوم لمْ أجِد لكِ بعضُ عُنُوان يَدلني ..
عَلى بقاياكِ في تلكَ المَدينة التّي سَطرتُها صَفحَاتي السّبع وَخرَجت بِنتَائج أسْميتُها
" علمتنِي الحَياة "..وَلكنْ أينَ أنتِ ..!!
إنّها مُجرد نُقاط رُبمَا لنْ تزِيدُكِ منّي فِي شَيء منْ غِياب وغُربة وانتظَار يُعِيد
نَفسَه في كل ليْلَة مطريّة ..!!
لاتعتبِين عَليّ كثراً أيتُها النَائية عَن عَيني القَريبَة إِلى رُوحي فَما يَزال ذَلك الكِتاب
الذّي أهديتِنِي إيّاه أحْمِله بينَ حَنايا الرّوح وأمسّد بِحنَان جَبِينَه المُترهّل مِن الفَقد..!!
سَبع ليالٍ حُسُوماً وأنَا أقَلّب صَفَحاتي السّبع دُون حَرف وَالألمُ طَويتُه بَعِيداً حَتّى
أتانِي صَوتكِ ذاتَ مسَاء ( كزهَرة يُوليو) التّي أحَالت السّاعَات الطوِيلَة إلى لحَظات
تجرُّ أَذيالها بِسُرعة البَرق.
وَفِي كُل مسَاء أتوِّج حُروفي رَذَاذ مطرٍ علَى نَافذَتي التّي أقلتْ أطناناً منْ وَحي
الأَلم عَلى مسَاحَة حُلم أخضَر ..!! وآااهٍ ثم آااهٍ .. فكم للغُربَة منْ وَطَن ..؟!!
.
.
انتَهَتْ ..!!
بتاريخ وزمان 26-05-2009, 03:39 am
من أوراق مغتربة..!!