عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-09, 02:30 am   رقم المشاركة : 10
فاطمة العنزي
كاتبه قديرة
عضوة برنامج تطوير المواهب تحت إشراف نادي القصيم الأدبي
 
الصورة الرمزية فاطمة العنزي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : فاطمة العنزي غير متواجد حالياً

( 9 )



أيتُها الغُرْبة أمَا زِلت تَلوِين أعنَاق الأبريَاء..؟!
إنّي أتذكّر جَيداً حِين رَأيت ذلكَ الغَريب كَيف تَعصِف بِه لحَظات الإنتظَار؟!
كيفَ تُوَاري وَجْنتَاه دُموع الألَم والحسرَة ؟!
كيفَ تمُر عَليه السّاعَات وَالدقَائق وَهُو يَكتُم فِي خَوف عَبَراته؟!
فلاثمّةَ مَنْ يسمَعُه أو يُجِيُبه..!
ومَامِن رِسَالة حُبلَى بالذكرَيات الجَمِيلة إلاّ وتقُول :
أينَ أنَا من حَياتك أيّها السّاكن فِي آخر ممَرات الإنتظَار..؟!
ومَامِنْ كَلمات فِي دَليل النسْيَان إلا وَكانَ لهَا صَدى مَحْمُوم يضجّ بالمَعاني الحَزِينة
وكأنمَا هِيَ ظلٌ مَمدُود فِي أعلَى رُوحِه يتفَيأه كُلما لاحَ لهُ شفقُ الأحبّة..!
أو هزّهُ انبثَاق فَجر كُلمَا جَاء صَوت الحَق مِن مَكَان بَعيد..!
وكم كَانَ السّراب يُنَادمه وَتصرَخ بين جَنبيه رُوحه التّواقة بأنّ الأحبّة
في انتظارِه ولهُم مَوعِد معَه لن يُنسى وسَيكتُبه التارِيخ فِي أعَلى صَفَحاته..؟!
فكلُ تلكَ السّاعات قدْ تُصبح فِي يَوم مِن الأيَام حُطام وكأنها نسْياً منسياً..
وكلُ قِطَع الجَفاء المحْشُوة بالأنِين هِي الأُخْرى تُودع جُدران ذَلك السّجن
المُظلم إلا منْ جَبِينه السّاطع..!
وكل تلك الدّمُوع المُهَراقة تُهَاجر كسرب الطّيور إلى بِلاد نَائية
لامَاء فِيهَا ولا عُشب وَلانَار..!
وحِينَ تَسير عَربَة الحَياة تَارِكة بصمَاتُها تَكُون الرّوح كَمدِينة مليئَة بالأفَرَاح
تنبعثُ من أعمَاق الوجدَان وَكأنهَا لَيلَة بِصُحْبة نُور القمَر أو نَهار تَلتقِي فيهِ معَاني
الذات بكل قُوَاها لتخضَع لأول دَرس فِي الحَياة..!
فيا أيتّها الغُربة كم منْ الدروس فِي جُعبَتك تعلمها ذلك النائِي..!
فأنَا لازِلتُ سائِحَة بينَ أرَواح الغُرباء أروِي عَلى مَدَى البُعد رَسَائِلهم
وأسْتَرِقُ منْ أيامِهم لحَظَات الفَرح حَتى أثبتَها فِي رسَائلهم فَلا تفْنِيها ثوانٍ منْ الألَم..!
وَ يا أيتّها العَين التّي أرقَها السّهَاد وَشَطر بصرُها كَثرةُ البُكاء..!
ويَا تلكَ النظّرة التّي باتت تنتظرُ ساعةَ توكِيد بَراءتها ..!
لكِ الله ماطَرَفتْ عَين وَعينُ الرّحمَن لاتنَام وَلك البَراءةُ مَا أومَضَ بَارق بِعَدل..!
ولك التحَايا مَحفُوفة بالرّحَمات..!
واعْلمي..أنّ العَليَاء لاتُوهَب إلا لكل صَابر مُتجَلد يَعيشُ عِيشَة الغُربَاء
وتزجُره صُرُوف الزّمان..
فطُوبى للغُرباء فمَا زَالتْ الرّوح تَخْلق لكُم مَع كلّ صُبح عِطَرا جديداً
منْ الذِّكْرَى يعَانِق أروَاحَكم..!







التوقيع

عدت والعود أحمد .

رد مع اقتباس