أنا .. يا ناس ، طرف كسير ..
أنا يا ناس في خاطري دمعة ..
،
ضموني يا ناس فقد كبرت في خاطري تلك الحسرة !
ضموني ، ضموني حتى تفضي الروح لربها
ضموني رجوتكم ، فالهَمُ حرّاقٌ كجمرة وأسمعوني ..
هذا اليوم .. رتل كما شئت و كيفما شئت ..!
لم تعد الأشياء كما نظن دوماً .. على ما اعتدناه .. أشياء عديدة تتغير من حيث نعلم
و لا نعلم .. !
الوقوف في المنتصف ليس فيه ما يفرح .. !
هو عودة الى الوراء بكل قوة عاصفة ..ترجعنا و نحن لا نريد ..
لم تبدأ الأيام كما المعتاد .. لم نردد منذ فترة .. " عادي جداً " .. !
قد بات أكثر من العادي .. !
وحده ذلك المشهد كان يتكرر بإكثرِ من إعتياد .. بعصف مؤرق .. !
وحدها تلك القلوب الأربعة .. تسكن خافق الأمومة ووجع الفقد ..
أشياء كثيرة مضطرِبة بشدة ، بطريقة لا أحبها ..
رتل أرجوك هذا المساء .. و بنغم حزين .. مُبكِ إن أستطعت .. فنحن لا نريد
الحديث .. خشية أن .. نسكت !
:
:
لا زلت لا أدري هل يأكل الإنسان لإجل أن يعيش أم .. لإجل أن يغذي شيطانه .. !!
أم أنه هو شيطان روحه .. و لا يفقه ذاك !!
تلك العبارات المريرة .. خيبة ظن .. إنحدار أمل .. لم تكن هناك شرفة حيث تقف ـ تلك الأم ـ كل مساء ..
تلك كانت حافة أشياءها الجميلة التي تريد .. تهذي كالأطفال
و تنسى أن تأخذ ألعابهن لـ تعانقها و من ثم تغفو .. !
ومن المخجل و هي في هذا السن من العمر على حافة الـ خيبة وكثيرا من الفقد .. !
تحضن ألعاب بناتها و تبكي .. !!؟
أشفَقت منها الشفقة ..
" عادي .. و من يعلم .. !!؟ "
شيء ما من الإنكسار .. العديد كان يحمله .. و يداري عنه بطريقة غير مجدية ..!!
هيييه أيتها الأم ..!! أنا أعلم أنكِ منكسرة .. لكنكِ لا تدرين لِمَ .. و مِمَ .. !!
و لا أنا أعلم ما السبب ، أنا أعلم فقط أنكِ منكسرة .. و أنكِ ذات مساء إنتظرتِ
ـ عند المدرسة ـ بلهفة .. و كل الكونِ كان يغني يترانيم لا يسمعها إلاكِ .. !
كنتِ تنتشين مع كل لحظة إنتظار و ترقب .. فرِِح حد السماء .. مبتهجة
مزهرة بشيء لا يوصف .. / لكنكِ أنكسرتِ ذاك اليوم .. و خاب أملكِ ..
وترانيم صمت بدأت .. !
تتذكرين ذاك الموقف كثيراً .. تفاصيله المؤرقة ، والقلوب الأربعة .. !
القصة..
حقيقية !!
المشهد ..
صوت بياض الحمام ..
هديل , وهمس ..
وبعضاً من نبع الحنان ..
هنا وبلوحتي العالية , أربع قلوب و موت ..
وكثيراً من معاناة أم ..
ذات يوم كتبت لهن ـ القلوب الأربعة ـ أشتاق لكن ياجنتي ؟
وخرجت تبحث عنهن حتى ينعم ضميرها بقيلولة هذا المساء ..
ولم تجد الرد .!!
ليرتجف الضوء من حولها ويسكب أباريق الكلمات التي تشبة البحر طعماً ـ وربماـ كثافة في صدرها المفتوح
فلا تجد سوى الغيم الملفوف بثوب النبض ويحرقه ويبدأ الجسد بالتّوعك ...
أخبروها ..!!
هل الحزن شعور مؤلم يشبه حازوقة ملتصقة في العمق ؟
أم شعور صادق ، صادق فقطْ صادق .!!
أو كان من المفترض أن تدهس مشاعرها وأحاسيسها أمام هذا الفقدان ..
ولكن مازالت تردد لدي أمل كبير
وفي الحقيقة ليس بداخلها سوى عواصف من الألم و أراضي غير مسكونة
سوى من المقابر الجماعية التي خلفتها الحروب في رأسها ..!
فالأشياء التي مرت بها أمام سحابة عمرها لم تكن سوى أن تتقبل وضعها في النهار لتعيش عزيزة ..!
دوماً ما كانت تُصاب بنوبة بكاء وهي بمرحلة الخشوع من الدعاء ..
فلو كانت سجادتها مصنوعة من التراب لنبت الحنظل ..!
وهناك القلوب الأربعة تمضي .. مُتجاوزة كل ما يحدث لها و تدوس عليها دون أي ما يستوقفها مما يحدثْ ،
عند باب المدرسة تركض ـ الأم ـ خلفها كثيراً ، تركض .. تركض
تريد أن تسألهم كيف يستطيعون التشبّث باللاشيء و المشي في الظلام ؟
وتخبرهم كيف هي تنظر من ثقب الباب إلى حياة كاملة دون فتح الباب ذاته ؟ ،
صافحتهن ـ بناتها ـ وإذا بأيديهن باردة كميت، لم تمسكها أيديهم ابداً مُنذ عشرون سنة .. ،
عشرون سنة كفيلة لتتغير تلك الأيدي بقدر تغيّرهم ، كفيلة برسم ملامح جديدة
لقلوبهم أولاً ، اصواتهم .. ذكريات جديدة ايضاً ، أخيراً و ثانياً ..
حين نظرت إليهن بكت قليلاً ..
أرادت أن تقول لهن أنها لم تعد قوية كما كان ، لم تعد تحتمل ما يحدث لها ..
تمنت إخبارهن أنها كانت تفكر في الحياة مثلهن تماماً ، السعادة ، الفرح ..
بودها لو أخبرتهن أنه فكرت فيهن جداً كما كان يفعلن هن ..
و أنها الآن تريد معانقتهن جداً كما لم تفعل منذ سنين حرمان ، كما لم تفعل مُنذ آخر مرة فعلت فيها ذلك ..
كما لم تقبّل جبيناً تمنت أن تقبله .. أرادت أن تختبئ في أضلاعهن لتقول لهن / ضعيفة أنا يا بُنياتي .. ض ع ي فْ ة ..
لكنها و كل تلك الإهانات التي تزيد يوماً و آخر تجعلها لابُدّ أن لا تبدو إلا جلداً ، لا تعرف الضعف !
أن تشتاق لبناتها من بعيد ، تتألم بألمها دون البوح بذلك .. ، أن لا تُفضي بوجعها أبداً ، ابداً .. ابداً !
,
,
,
بُنياتي / البرد قارص ! ستقولن أننا في عز الصيف و سأقول أن ما يحدث كله برد ، برد
أتدرون ؟ مر الكثير من الوقت بوقوفي من جانب الكلية التي أحسدها بإحتوائكن ، لا زالت كما أعرفها
و كل مرة يا بُنياتي كل مرة
أمر من جانب بيتكم لا زلت لا أدري أهو الذي أظنه أم البيت الذي بجانبه ..
وأكان يجب أن نجعل لقاءنا لا يكون إلا في الجنة ؟
أكان يجب أن نترك تلك الكلمة ترِّن في أذني مرة بعد أُخرى .. كيف إن لم أدخل الجنة يا بُنياتي ؟ كيف !
يـا الله يا ربي خذني إلى الجنة حتى انتظر الكثيرْ ، انتظر كل الأشياء التي تخليت عنها لأجدكن هناك ، كل ما وعدتُ نفسي به !
يا الله خذني إلى الجنة حتى أخلص مني ، يا الله ادري أني ربما لا يجب أن اذهب إلى الجنة
أني كائن قد لا يستحق دخولها لكني أطمع برحمتك و عفوك و لطفك فما لفقرٍ كفقري إلاهم
يا ربي أدري أني كائن ضعيف
و متعبْ ..
مُتعب هذا الكائن يا الله !
ومتعبٌ هذا الكائن - أنا أيضاً -
متعبٌّ يا الله !
بي رغبةٌ ملحّة في البكاء على ولم أستطيع الاكمال ،
هلّا استندتُ على اكتافِكم ؟