[align=right]
السلام عليكم
وأنا أتصفح ارشيف جهازي .. وجدت ملخصات لعدد من الكتب سبق لي نشرها قبل خمس سنوات تقريبا. سأحاول أن أضعها متى ما توفر لي الوقت المناسب.
هذا ملخص كمصافحة أولى لأعضاء وعضوات منتدى بريدة ، أتمنى أن يكون الملخص مفيد .. أتمنى أن لا يحذف
وشكرا،،
انتهيت اليوم من قراءة كتاب نحو فهم جديد للواقع لـ د. عبدالكريم بكّار يقول الكاتب فيه المسلم اليوم يشعر أولاً أنه يعيش على هامش الحضارة حيث أننا دخلناها من باب الاستهلاك والتمتع ليس أكثر ويشعر المسلم من جهة أخر أنه غير قادر على حماية أرضه وحقوقه وغير قادر على تلافي الصفعات الموجهة إليه بل يشعر أحياناً أنه غير قادر على جعل تلك الشكوى مسموعة لتكون ذات معنى.
شيء طبيعي أن نشعر بالإهانة والدونية لأننا إذا فقدنا هذا الأحساس فإن ذلك يعني خلل في رؤيتنا لأنفسنا وللواقع من حولنا , وشيء أخر أنه من المهم أن نتخذ من كرامتنا الجريحة محفزاً على المقاومة واكتساب المنعة والإرتقاء والفكاك من أسر التخلف.تحدث الكاتب عن العديد من المشاكل التي تواجة الأمة الإسلامية وكيف يتم مواجهتها والتصدي لها, وهذه خلاصة مختصرة لمحتوى الكتاب مع بعض الآراء الشخصية .
المشروع الحضاري x المشروع الحضاري الشخصي
الكثير من المثقفين والمفكرين والمهتمين بشكل عام أتخذوا من فكرة المشروع الحضاري للأمة -على غرار ماحدث في ماليزيا في خطة 2020- ذريعة لتقاعس عن القيام بأدوارهم لذلك نفى الكاتب وجود شيء أسمه المشروع الحضاري وذكر أسباب ذلك , أشار في مواضيع تالية إلى المشروع الحضاري الشخصي كأحد الحلول الممكنة لمعالجة الوضع الحالي فهو قابل لتحقيق وقابل لتطبيق من قبل عدد ضخم من الناس.
إن الشعور بالفراغ الكبير الذي يجتاحنا هو نتيجة لعدم وجود شيء في حياتنا يستحق الإهتمام لذلك كانت المشاريع الصغير التي سبقنا بها غيرنا أحد الحلول الفاعلة لهذه المشكلة , المشروع الحضاري الشخصي هو الأكثر يسر والأقل تكلفة في إنقاذ الأمة من الحالة الحرجة التي تمر بها , هو باختصار التزام شخصي بشيء ما يكرس المرء حياته كلها أوبعضها لإنجازه وهو في سبيل نجاح مشروعه يتنازل عن بعض الرغبات وعن بعض المصالح ويذوق من أجله العناء. المشروع الحضاري الشخصي قد يكون تطوير لآلة أو اكتشاف أسلوب جديد أو الرد على أفكار خاطئة في أي مجال أو تبني مواقف صارمة لدفاع عن ثوابت الأمة وغيرها الكثير.
لا تنتظر تحسن الظروف وابدأ العمل من الآن فالمجالات كثيرة ومتنوعة وبمجرد نظرة سريعة للواقع بما فية من فرص وتحديات ستجد الكثير مما تحتاجة أمتنا حاول دائماً أن تتخصص في قضايا نافعة ومطلوبة في وقتنا وابدأ بالتبحر فيها مثابراً ومصراً على تحقيق أهدافك المرسومة مسبقاً.
المؤسسات غير ربحية
نحن أمة تتحدث كثيراً عن حب الخير وعمل الخير لكن الأرقام والإحصاءات والنتائج الملموسة تدل على أننا في الأعمال التطوعية والأنشطة الغير الربحية أو ما يعرف بالقطاع الثالث في مؤخرة الأمم فمثلاً الأعمال الخيرية وغير الربحية في اسرائيل تستوعب 11% من القوى العاملة لكن في العالم الإسلامي لا يتجاوز 1% !! القطاع الثالث أو القطاع الغير ربحي شيء مختلف عن القطاع العام الذي تكون مؤسساته ملكاً لدولة أو القطاع الخاص المملوك لأفراد أنه القطاع الذي تملكه الأمة , إن أنشطته تغطي حاجات أولئك الناس الذين لا يقع الاهتمام بهم تحت مسؤولية أي وزارة أو مؤسسة حكومية ويهتم بالقضايا التي لا تهتم بها الجهات الحكومية ومن خلاله يمكننا أن نعرف مدى تضامن أفراد المجتمع مع بعضهم البعض ويحزنني أن يكون في دولنا الإسلامية لكل 5000 شخص مؤسسة واحدة في حين أن شريعتنا تؤكد على أهمية هذه الأعمال في حياة الفرد والجماعة.
في المسلمين مظلومين يحتاجون مناصرة وفيهم جهلة يحتاجون إلى تعليم ومنحرفون يحتاجون إلى إرشاد .. لو أن كل مسلم بذل ساعة في التعاون مع مؤسسات خيرية أو عمل تطوعي عام لتغيرت الحياة في عالمنا الإسلامي إلى الأفضل.
التعليم
إن التعليم في معظم الدول الإسلامية لا يتماشى مع حاجات العصر فالفصول مكدسة بالطلاب وأسلوب التدريس قائم على أن يقوم المدرس بكل شيء والطالب في وضع المتفرج لا المشارك المتفاعل والتجهيزات المدرسية عند حدها الأدنى إن لم تكن معدومة والمناهج لا تخدم الطالب فضلاً عن المجتمع , ومن ناحية أخرى نجد أن هناك مشاكل أخرى لا تقل أهمية عن المشاكل السابقة من جهة الأسرة ومن جهة الطالب نفسة ومن المجتمع في أحياناً أخرى.
ستظل الأمور تزداد سوءاً أن ظل كل طرف يعلق المشكلة على الآخر لذلك لابد من ترميم وتصحيح العلاقة بين البيت والمدرسة ولابد أن يساهم الآباء في تأمين التعليم الجيد لأبنائهم عن طريق تخصيص جزء من ميزانيتهم لمساعدة المدرسة على تأدية رسالتها , و لابد أيضاً أن يقوم الناس بدعم التعليم الحكومي والمساهمة في توجيه أنشطته وممارسة نوع من الرقابة عليه بما يخدم التقدم العلمي في البلد , كما أنه آن الآون لتأسيس عدد كبير من المدارس الخيرية التي يجد فيها أبناء الفقراء فرصاً لتعليم , نعلم أن الأمية في العالم الإسلامي لازالت كبيرة فهي في حدود 40% بالمئة كما أعتقد المهم أن ننظم حملات واسعة من أجل قيام الأثرياء بتأسيس شبكات من المدارس والمعاهد العلمية والتقنية لأبناء الفقراء والمعدمين ومن يعيشون في المناطق النائية والأنفاق عليها بدلاً من تبذير الأموال في أمور لا تنفع بل تضر أحياناً.
هناك جانب أخرى مكمل لرسالة التي تقدمها المدارس وهو التدريب الشخصي فعن طريقه يتم اكتساب المهارات والطرق الجديدة في إدارة الأعمال وتنفيذ المهام , لذلك لابد من زرع ثقافة التدريب الشخصي وتمجيدها أمام أبنائنا طلاب المدارس , ولابد أن تنفق الدول الإسلامية -أتوقع شخصياً أن هذا الشيء لا يمكن حدوثه- بضغط من شعوبها على هذا الجانب ولابد أن تنشأ له مؤسسات داعمة لتوجهاته , العديد من الدول أدركت أهمية التدريب كبوابة رئيسية لدخول سوق العمل بخطى ثابتة والاستمرار فيه منها مثلاً اليابان والولايات المتحدة التي تنفق سنوياً عشرات المليارات على هذا الجانب.
الإعلام
نحن في عصر الصورة وأمتنا مليئة بالأحزان والمشاهد المؤلمة لكن أين الأعلاميون المسلمين عن قضايا أمتهم لماذا تركوا الفرصة لأعدائهم بأن ينقلوا عنهم وبطرق مضللة؟ نحن بحاجة إلى تكثيف تواجدنا الإعلامي لعدة أسباب أولها أننا مطالبون بتأدية أمانة تبليغ الرسالة إلى كافة الناس وثانيها لمقاومة الإعلام الماجن الذي دخل كثير من البيوت ومن ناحية أخرى أود أن أقول أمة المليار والـ 300 مليون إلا تستحق قنوات علمية وثقافية وسياسية وتربوية مستقلة عن أي سلطة و خاضعة في نفس الوقت لمعايير محددة ومستقاه من ثوابتنا؟
لابد أن تكون لدينا أهداف جيدة لأننا إذا امتلكنا الهدف الجيد سوف نستطيع بسهولة تحديد الوسيلة المناسبة لكن إذا لم نمتلكها فإننا قطعاً لن نعرف الوسيلة المطلوبة وسنظل نعيش حالة من التخبط الدائم . التخطيط المنظم والأهداف الواضحة هو أساس النجاح الإعلامي لنأخذ مثلاً اليابان (وإن شاء الله سأحاول أن اتحدث عن النهضة اليابانية في مقالات قادمة) كما تشير الكتب أن هوليود أصبحت تركز على إظهار البوذية بوصفها الديانة الأكثر إنسانية ومع استمرار عرض هذه الأشياء على سبيل تأكيدها لكن بطريقة غير مباشرة أقتنع الغرب بذلك ,ما سبب إظهار هوليود للبوذية بهذا الشكل؟ السبب أن اليابان قامت بشراء أسهم من هوليود بعشرات المليارات وبعدها إنطلقوا لبث ما يريدون.
باب المساهمة في المجال الإعلامي مفتوح للكل فأغنياء المسلمين مطالبون ببذل الأموال من أجل إنشاء مؤسسات إعلامية والدعاة والمثقفين مطالبون في بناء الأطر الإعلامية وتوجيه الطاقات من أجل العمل في هذا المجال المهم أما الجمهور فإن دعمهم يتمثل في شراء المنتجات وقراءاتها والتفاعل مع مادته.
الإصلاح الشخصي
من المهم أن تعتقد في البداية أن أي جهد يبذله الواحد فينا على صعيد إصلاح أحواله الشخصية والارتقاء بذاته يصب في مصلحة أمته فلا يمكن أن نبني أمة صالحة من أشخاص فاسدين ولا مجتمعاً قوياً من أفراد ضعفاء. لو أن مسلم أخذ على عاتقه أن يتخلص من عادة سيئة كل ستة أشهر لتكون محلها عادة حسنة لحصل للمجتمع الخير الكثير.
لو تمكن 10% أو قل 5% من أبناء الأمة الإسلامية من تقديم نماذج راقية في العلم والتربية والأخلاق سترتقي مجتمعاتنا , فمعروف أن الذي يغير معالم الحياة ليس الأفكار والحكم والمقولات وإنما النماذج الراقية التي يتفاعل معها الناس ويتخذون منها قدوات يقتدون بها.
[/align]