عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-04, 10:54 am   رقم المشاركة : 11
بنت الشرقيه
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : بنت الشرقيه غير متواجد حالياً
الحلقه الثانيه


الحلقه الثانيه
الفصل الخامس

لم يكن الوصول الى مطار هيثروا بالشي الجميل
بالنسبه لماجد كان الخوف من القادم
وألم فراق الاهل والوطن
والامان
ينبع من داخل ماجد ويحاول مواساه نفسه بانه سيكون بخير
كان الجو شديد البروده فهولايقارن بجو الرياض
ولاحتى بريده في عز الشتاء
كان يتلفلف برداء من الشامواه ويرتدي تحته بجامه داخليه وكنزتين
وما زال يشعر بالبرد
كان يقف ويلتفت يمنه ويسار ابحثا عن من قدم لاستقباله
كان هناك الفتيات طبعا
وكان ماجد يحاول ان يركز النظر عن هدف بحثه وهم الموفدون لاستقباله
فيحاول غض بصره عن المشاهد التي في المطار
كانت بقربه فتاه في ريعان الشباب
اقتربت
: هل انت عربي
:نعم
:انا احب العرب هل معك سجائر؟

لم يستوعب ماجد حديث الفتاه بسرعه
:حسننا اشكرك على حب العرب
وموقفك منهم انا اسف فأنا لا ادخن عن اذنك فأنا مشغول
وحاول الوقوف في الجهه الاخرى

وكان هذا الامر جعل ماجد يفكر كثيرا في خارج المطار ماذا سيحصل له ايضا
من مواقف
طبعا
بعد ربع ساعه من وقوفه
اذا برجل يحمل لوحه صغيره كتب عليها ماجد السعيد
اقبل على الرجل ومد يده وصافحه واخبره بأنه ماجد
واعتذر الرجل في تأخره معللا السبب الى زحمه السير
--------------

وصل اخيرا ماجد الى غرفته في سكن الجامعه بعد معاناه في ركوب القطارات
وكانت الغرفه صغيره وتحوي على حمام خاص
وكانت تحوي شباك يطل على ساحه الجامعه
طبعا نظر ماجد الى ساحه الجامعه ولم يدري لماذا تذكر رائحه الياسمين
وتمنى ان تكون في لندن اشجار الياسمين

استرخى ماجد فهو بحاجه للراحه حتى يستطيع تمشيه اموره الجامعيه
وارتاح لساعه ونصف الساعه
عندها قرر النزول للبحث والتحري عن طريقه ونظام الجامعه
اخيرا التقى بالشخص المطلوب وشرح له كل شي استوعب ماجد
ونجح في التعرف على اقسام وغرف المحاظرات
عاد ماجد الى غرفته
واخذ يرتب محتويات حقيبته
ويفكر في الغد ومايخبئه له
------------------------------------

مرت اربع اشهر على وجود ماجد في بريطانيا
واستطاع التأقلم في محيطه محاولا عدم التداخل كثيرا في اشخاص معينين
وكانت علاقاته في حدود الدراسه معهم
وهذا يشمل الفتيات هناك
فكانت علاقته معهم في حدود وضعها هو لنفسه
كان الاتصال اسبوعي كل يوم جمعه بالتحديد
مع اهله وكان الاتصال يستغرق
مده ليت طويله ولكن كان يشمل السلام والاخبار المهمه بين العائله وماجد
طبعا كان يرده اتصال من علي ونواف بين فتره واخرى
وكانو ا يخبرونه في كل اتصال بأن لايحضر في الصيف
لانهم سيأتون هم لزيارته
وكانت تنتهي المكالمه في النهايه بضحك عالي
من الجميع
الامور كانت مستقره وماجد اصبح يأقلم نفسه في هذه البلد

لكن ازعجه اتصال والده الاخير فلم يكن طبيعي ابدا
وكان صوت والده يخبره بأنهم بخير ولكن ماجد كان يشعر بغير ذلك
ففكر بالاتصال هو عليهم من خارج الجامعه فخرج للبحث عن هاتف
واستطاع ايجاده واجرى مكالمه للمنزل
:الو مساء الخير كيف حالك يامحمد
:مين ماجد
:انا ماجد وش فيك يامحمد ليش صوتك متغير
: ماجد امي تعبانه ياماجد امي في المستشفى ماتتكلم من يومين وابوي مايبيني اروح اشوفها ويبيني اجلس عند
منى اختي وانا مابي ابي امي ياماجد قل لابوي يوديني اشوفها
ماجد انت صحيح ماتقدر تجي ماجد ياريتك تجي توديني
الو ماجد الو ماجد
:كان الهدوء يخيم على ماجد لم يستطع النطق او الرد على اخيه
لاكن صوت محمد كان قد وصل الى مسامع اخته منيره
التي خطفه السماعه من محمد بعد صراع طويل
وماجد ينتظر على الهاتف
: هلا ماجد كيف حالك
:هلا منيره منيره امي وش فيها
: ابد مافيها الا العافيه
: محمد يقول انها في المستشفى صحيح
:تعبت شوي وراحت تسوي تحاليل وبترجع بس قالو لازم تجلس يومين
ناخذ لها شوي فحوصات
عادي وانا اختك لاتشيل هم امي طيبه لو فيها شي بقولك
بس انت خلك في دراستك
: طيب سلمي عليها وعلى اخواتي وابوي
اقفل ماجد السماعه قبل ان يسمع رد منيره عليه
وكان غير مرتاح فأصبح قلبه ينبض نبضا مسموع
وكان يفكر كثيرا فهذه امه كيف لا يخاف عليها
انتظر ماجد اليوم بطوله ولم يستطع الصبر فخرج لاجراء مكالمه اخرى للمنزل ولكن للاسف لم يرفع احد سماعه الهاتف
فأتصل على منزل منى اخته الصغرى ايضا لم يجب احد
اين ذهب الجميع

اتصل على منازل اخواته لم يجبه احد

لم يستطع الصبر شعر بمراره في حلقه لايعلم ماذا حصل اخذت عيناه تحرقه
لم يشعر هكذا من قبل المراره تزيد وحلقه يجف
وعيناه تشع حراره انه لايستطيع الانتظار

رجع مسرعا واخذ يوضب حقيبته ويضع الملابس بدون اي تفكير مراكمها على بعضها بدون تنسيق ولا ترتيب

توقف فجأه
تذكر عليه الاتصال بعلي
هو من سيساعده
رجع مره اخرى للاتصال وكان يحاول اداره اقراص الارقام ببطئ
رن هاتف منزل علي
اجابه صوت ناعم رقيق

:الو
:السلام عليكم
:وعليكم السلام
:انا ماجدكيف الحال

حصل هدوء تبعه انتظار

:اهلا ماجد كيف حالك انا ياسمين
:اهلا ياسمين
هل استطيع مكالمه علي
:ماجد علي غير موجود
:ياسمين اسف على الازعاج ولكن هل تعلمين اين اهلي
انا لا اجدهم في منازلهم هم لايجيبون
:ماجد انا اسفه لكن لا اعلم شي
: هل استطيع الحديث مع عمي عبدالله
:انه في بريده لديه اشغال هناك
:ياسمين هل امي بخير

لم تجب ياسمين
عرف ماجد ان هناك خطب لم يستطع ماجد اكثر

اصبح يصرخ على ياسمين
:تعرفين اهلي وش بلاهم تكذبين صح قولي لي الصدق امي فيها شي تكلمي
انا حاس علميني
قولي خليني ارتاح يابنت الحلال انا ماعندي وقت الخط بيقطع تكلمي
امي فيهاشي

لم تجب ياسمين
ثم اخذ يصرخ ماجد بقوه

:ياسمين امي فيها شي

لم تدري ماذا تقول
خرجت الكلمات بهدوء

:ماجد انا اسفه اسفه امك تطلبك الحل


لم يعد ماجد يدري اين هو دارت الدنيا بوجهه وسقطت السماعه من يده
ولم يعد يدري اين يستند وعلى من استند
على جدار بجانب الهاتف ثم نظر الى الاعلى
يارب انك ترحمها وتغفر لها اميمتي يارب

واخذ ماجد يبكي لم يبكي ماجد منذ ان كان في صفه الرابع عندما انبه احد المعلمين وكان يشعر بالظلم
لانه لم يكن مخطئ
الان هو يبكي على حبيبته امه ماتت بدون ان يراها
لم يراها منذ اشهر
اخذ يبكي ماجد وكانت دموعه تنزل على خديه ولم يستطع مسحها لم يشعر بان هناك اناس ينظرون اليه
نسي العالم وتذكر امه
امه التي تعبت وسهرت وتألمت لألمه امه التي ودعته بكل الحب

امي ماتت
كان يحدث نفسه بصوت عالي
كان يبكي كطفل صغير
وضع رأسه بين يديه واخذ يبكي بحرقه
لم يعد يهتم بأحد
ولا باي احد من حوله
شعر انه لوحده
ضل ماجد على حاله لمده ساعتين وهو جالس بجانب الهاتف يبكي
ويحاول تجميع افكاره وتصديق ماسمعه

نهض وادار الاتصال الى منزله في بريده
وبعد الرنه السادسه اجاب والده

:ابي كيف حالك
:هلا ماجد
كان صوت والده متغير وكانه يخرج بصعوبه وشعر بان والده كان يبكي
:يبه انا ابي ارجع
:ماجد ترجع وين
:ابوي انا عرفت عن امي
كان ماجد يتحدث ودموعه تنزل ويمسحها بكفه
لم يجب والده
:يبه تسمعني
:اسمعك انت اسمعني ايه امك تطلبك الحل توفت البارح باليل

وكانت تتمنى انك تخلص دراستك عشان تجي وتزوجك
لاتخيب املها اذا رجعت ضيعت دراستك ومستقبلك
وحتى لو جيت ماراح ننتظرك تحجزوتجي
نبي نصلي عليها اليوم وندفنها
تجي وش تسوي
انا موجود واقدر اتصرف لحالي
:يبه ابي اجي اوقف معك انت بحاجتي وانا ابي ارجع
ماني قادر
:انا طيب وبخير ومافيني الا العافيه واعرف ان الموت حق
وكلنا بنموت ياولدي انت كبير
وش خليت لاخوك محمد
الحين انا كنت شايل همه اعلمه اثرك انت الي يبيلي اشيل همك
ياولدي دراستك مهمه لاتضيعها
ادع لامك بالخير
والجنه وهذا احسن شي تسويه
وهات الشهاده احلى هديه
:طيب يبه مع السلامه
:مع السلامه ياولدي لا اوصيك بالصلاه
انتهى الحديث وضع السماعه ماجد
ورجع للسكن واضطجع على السرير ونام
كالطفل
------------------------------------------------
استيقظ ماجد في ساعه متأخره من الليل
وكان قد ازعجه حلم ايقظه من النوم
خرج خارج الغرفه
واخذ يتمشى بالممرات فوقف على احدى الشرف واخذ يفكر
ويتأمل
اذا بفتاه من خلفه تناديه
:اهلا ماجد
التفت اذا هي فتاه من احدى الدول العربيه
:هلا
:انت ماجد اليس كذالك
:نعم اناهو
: انا اسمع يقولون فيه شاب عربي مقيم في سكن الجامعه ولم يحصل لي الشرف في التعرف عليك
: اهلا
:انا دانا ادرس هنا
:اهلا
:يمكنني ان ادعوك لشرب القهوة
لم يكن ماجد في وعيه عندما قبل دعوه دينا الى شرب القهوه
ولكن شعر بانه بحاجه للحديث
فطلب منها فسحه من الوقت لتغيير ملابسه للخروج فالبرد كان قارص
خارج اسوار الجامعه




يتبع