عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-04, 01:36 am   رقم المشاركة : 7
الشجيّ
عضو نشيط






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الشجيّ غير متواجد حالياً

[c]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بدايةً أقول لك .. أنا لست بقاصّ ... و لم أجرب أن أكتب يوماً قصةً أو حتى أقصوصة .. و لا أدري لِمَ ..
هذا أولاً .. حتى لا تأخذ نقدي كقولٍ منزَّلٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه

لكنّي ... أرجو أن تكون لديّ خلفية عنها .. و ذلك لأنها جزءٌ لا يتجزّأ من الأدب العربي ، و ما يشمل الأدب يشملها

و سيكون نقدي على شكل وقفات .... لتتم الإستفادة بشكل كامل بإذن الله

الوقفة الأولى .. هي مع قولك (( قال صالح ذات مرة لي وقد رآني اقرأ ))

إسنادك هنا للمجهول في قصتك جميل .. و هو شيء ( متعــــارفٌ عليه ) عند الأدباء عامّة
فالقاريء عندما يقرأ ( قال صالح ذات مرة ) يُجبر ( تلقائياً ) على مُتابعة ما كتبته .. لأنه يُريد أن يعرف مقولةَ صالحٍ ذاك .. و هذا جميل و بديع أيضاً .. فقد استطعت أن تصطاد القاريء و تكبّله بأشراكك .. فهنيئاً لك هذه البداية ( المُبدعة )

و قولي بأن الإسناد للمجهول ( جانب بلاغي ) .. هو قولٌ لم آتي به من ( بناتِ أفكاري ) و إنما هو جانبٌ مُقتبَسٌ من الجمالِ المُشاهد و البلاغة المُبهرة .. و لكي يتأكد للقاريء حديثي .. فلعلّي آتيه بكتابات أديبٍ ( واحدٍ ) فقط .. و هو ( مصطفى صادق الرافعي ) و هو أديب مصري لا ينكر جمال كتاباته أحد ( إلا إن كان جاهلاً !! فهذا أمرٌ أخر )

يقول الرافعي .. ( مع ملاحظة أن جميع ما كُتب مُقتبس من (( بداية )) مقالاته (( القصصية )) و كلها لم يشر فيها إلى هويّة محدثه و لم يصِفه )

" أقبل عليّ صاحبي الأديب و قال : انظر ، هذه هي ، و قد حلت بهذا البلد و ما لي عهدٌ بها منذ سنة ... " القلب المسكين / وحي القلم

" قال محدِّثي : التقى هذا الشيخان بعد فراق أربعين سنة ... " العجوزان (1)/ وحي القلم

" و حدّثني صاحبُ سرّ (م) باشا قال : جاء يوماً إلى زيارة الباشا رجلٌ ... "
و العجيب أن ( صاحب السر ) هذا يستمر في عدة مقالات ( قصصية ) له ..
و هي .. البك و الباشا ، الأخلاقُ المحاربة ، خضع يخضع ، فلنتعصب ، وزْن الماضي ، المعجم السياسي ، اللسان المُرقَّع ، سر القبعة ، سعد زغلول ، حماسة الشعب ، الجمهور / وحي القلم

" ما أحلاه كلاماً و أنداه على كبدي هذا الذي تقوله في كتابك : ( لو كانت تلك الفتاة الساحرة شجرة يابسة قد تحاتتْ ... ) " الرسالة الرابعة / رسائل الأحزان

" تقول أيها العزيز ( فَصِفها لي على حقّها ... ) " الرسالة السادسة / رسائل الأحزان

" و آهِ لو رأيت عينيها أيها الصديق ... " الرسالة الثامنة / رسائل الأحزان * ( هذه فقط ليست في بداية المقال القصصي )

" تقول أيها الصديق ( ألا زدني ثم زدني .. ) " الرسالة الحادية عشرة / رسائل الأحزان


===================

و إن ألغى ( بعضهم ) جميع ما سبق من كتابات الرافعي .. و لم يعترفوا بها ..
فهنا البلاغة تتجلّى في أبهى حللها في قوله تعالى " و قال له صاحبه و هو يحاوره " سورة الكهف ( مع ملاحظة عدم ذكر صفة ( صاحبه ) .. لكنها فُهِمت من سياق الآية )

فمن يُلغي ( الإسناد للمجهول ) فإن عليه أن يُلغي جمال هذه الآية أيضاً ..
((( البليغــــة ))) رغم أنفه .. و أنفِ الجميع .. رَضِيَ من رَضِيْ و سَخِطَ من سَخِطْ

هذه ( البداية ) يا مبدع
و انتظر وقفاتي الثانية .. و التي سأحاول أن أصقل بها حروفك حتى ( يتلظّى ) بريقها .. مع عدم إغفالي للجوانب التي أضعفت قصتك لكي تعمل على تطويرها

تحياتي

الشجيّ [/c]







التوقيع

[c]أحزم الناس عاقلٌ ,,, لمس الجرح و ابتسم[/c]