لا أعلم لماذا حين رأيت العنوان أحسست بأن الموضوع يخص رحيل أحبتنا وقد صدق إحساسي ..
رحم الله ابنتنا وحبيبتنا ابتهال وزوجها منصور ..
منذ أكثر من شهرين وهي تتكلم بفرح عن خبر انتقالهم إلى الرياض تتحدث عن منزلهما الذي استأجراه وعن أثاثهما وعن ....وعن ....
لم تعلم ولم نعلم بأن الموت سيأخذهما قبل أن يسكنا هذا المنزل ..
في يوم وفاتهما كنت عند والدتها وكانت تنتظر قدوم ابنتها من الرياض ...
ولكن الموت تقدم إليهما ...
موتهما أتى فجأة لم يحسب أي منا لهذا الفراق ..
كانت صدمة كبيرة لنا ..إلى الآن لم أستوعب الخبر ..
حينما دخل أهل زوجها في الأمس علينا ومعهم ابنها هيثم أخذت أبحث بين الوجوه عن وجهها ولكن لم تأتي ولن تأتي أبداً ..سافرت حبيبتنا سفراً بلا عودة ..
كان الجميع في الأمس يتحدث عن حسن خلقها ..احترامها لغيرها فهي لم ترفع يوماً صوتها على من يكبرها سناً ..
مايواسينا ويفرحنا هو رؤية أحد النساء الصالحات لها في المنام مع أنها لاتعرفها ..
فقط رأت في المنام فتاة اسمها ابتهال الحميدان ..وروت رؤياها لأبناءها ..
ويا لفرحنا وفرح والديها وأجدادها بهذه الرؤيا والبشرى ..
رؤيتي في الأمس لابنها هيثم وهو يبكي ولا يعلم أين أمه ..كسر قلبي وقلوبنا جميعاً ..
بكينا معه كالأطفال ..
لطفك ربي بهذا الصغير ..
كانت كأختي الكبرى أستشيرها ببعض الأشياء وآخذ برأيها ..
لم أستطع النوم طوال هذا اليوم وأنا أسترجع شريط ذكرياتي معها منذ الصغر ..
أتذكر ضحكتها ومزحها فأبتسم ولكن قلبي لا يسمح لي بالفرح فتسارع الدموع بالنزول من جديد ..
وكذلك هو الحال بالنسبة لزوجها ..فالجميع عرفه بحسن خلقه وابتسامته ..
آلمت قلبي بهذا الموضوع يا كرمع فلم أعد أستطيع النظر إلى لوحة المفاتيح ..كان قلبي ساكناً ولكن قراءتي لموضوعك أحزنته من جديد ..
اللهم وأنت أكرم الأكرمين أكرمهما بنزل كريم من عندك ونور ضريحهما وافسح لهما فيه .
اللهم ارفع درجاتهما في المهديين واخلفهما في عقبهما في الغابرين واغفر لهما وارحمهما واعف عنهما وأنت أرحم الراحمين .
اللهم الطف بابنهما وسخر له خيرة خلقك وأصلحه ..
آآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين .