>>[c]تراكم الشحوم حول الخصر ينذر بأمراض القلب وارتفاع الضغط
ينظر الكثير إلى السمنة على انها مجرد أمر بسيط، والبعض الآخر ينظر إليها من الناحية الشكلية على انها منظر غير مقبول أو انها تشويه لجمال اجسامنا، وقليلا ما يدرك البعض إلى خطورتها ومع ذلك لا يستطيعون ايقافها. وهي تعد من الأمراض الخطيرة في عصرنا الحديث. ففي عام 2000م هناك حوالي 38مليون شخص أمريكي مصاب بالسمنة والتكاليف المنفقة بسبب السمنة ومنع المشاكل الناتجة عنها.
اما في المملكة العربية السعودية فإن حوالي 62% من النساء و44% من الرجال يعانون من السمنة.
(ما هي السمنة)
السمنة هي زيادة وزن الجسم من الحد الطبيعي نتيجة تراكم أو تجمع الشحوم الزائدة في مناطق مختلفة، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم. ليس بالضرورة ان يكون الشخص سمينا إذا كان وزن الجسم زائدا عن الحد المسموح به وبصورة خاصة في الاشخاص الذين تمتاز أجسامهم بالضخامة الطبيعية من ذوي العظام الغليظة أو العضلات الكثيفة. لذلك يمكن ان يوصف الشخص بالسمنة إذا ما زاد وزنه بمقدار 25% عند الرجال و30% عند النساء عن الحد المسموح به.
كيفية قياس السمنة
ليس من السهل قياس نسبة الشحوم في الجسم، ولكن من افضل الطرق التي يمكن ان تحدد إذا ما كان الوزن طبيعيا أو لا، وهي تسمى طريقة معيار كتلة الجسم (BMI)(Body Mass Index) وذلك حسب المعادلة التالية: BMI = الوزن "بالكيلوجرام" › الطول "بالمتر المربع".
وتعتبر كتلة الجسم الطبيعية ما بين 20- 25، ويعتبر سمينا إذا كانت أعلى من 30ومفرط في السمنة عندما تزداد على 40.اما الطريقة الأخرى فهي طريقة شريط القياس وهي تعتمد على قياس محيط الخصر، وتعتبر الدهون المتراكمة حول الخصر أشد خطورة من الدهون الموجودة في أي جزء آخر من اجزاء الجسم. وتكون نسبة حدوث المشاكل المصاحبة للسمنة مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السكري أعلى عندما يكون محيط الخصر أعلى من 102سم عند الرجال و 88سم عن الإناث.
أسباب السمنة
تحدث السمنة عند الشخص وذلك بسبب انعدام التوازن بين المستهلك والمصروف من الطاقة، حيث انه من المؤكد أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الانسان علما بأن الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية. ورغم ان البدانة قد توجد في بعض العائلات دون غيرها مما يوحي بأن الحالة مرتبطة بالوراثة إلا ان هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى ان النمط الغذائي المتبع للصغار هو العامل الرئيسي في ما ينتقل من العادات السيئة في التغذية من جيل لآخر. السبب الثاني للسمنة تكمن في قلة النشاط والحركة حيث انه من المعروف ان السمنة نادرة الحدوث في الاشخاص الدائمي الحركة أو الذين تتطلب أعمالهم النشاط المتواصل.
من المسببات الأقرب للسمنة أيضا الاجهاد، حيث تسبب الحياة العصرية الكثير من الاجهاد والتعب النفسي مما ينتج عنهما ان الكثير من الافراد يتوجهون إلى تناول الأغذية والمشروبات بشكل غير عقلاني بنية الابتعاد عن مشاكل العمل.
وأخيراً، نذكر ان عدم التوازن في افراز الجسم لبعض الهرمونات قد يكون وراء العديد من حالات السمنة إلا ان ذلك لا يشكل إلا 5% فقط من مسببات السمنة.
الأخطار الناجمة عن البدانة
لا تكمن مشكلة السمنة في صورة أو هيئة جسم الشخص، ولكن هناك العديد من المشاكل الصحية يسببها هذا المرض. هناك أكثر من 280000وفاة كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب السمنة أو المشاكل الناجمة عنها. ومن المعروف أيضا والمسلم به بصورة عامة ان نحيف الجسم أطول عمرا من السمين. فاحتمال تعرض الشخص السمين للعديد من الأمراض وهو في ريعان شبابه وفي فترات زمنية متقاربة أكثر من الشخص المعتدل في وزنه.
اما المشاكل التي قد تنتج عن السمنة هي أمراض القلب والموت المفاجىء وقد تعتمد علاقة السمنة مع هذه الأمراض على مدة البدانة او عمرها عند الشخص، حيث وجدت بعض الدراسات ان استمرار السمنة لمدة تزيد على 10سنوات تزيد من نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجىء بالذات عند الاصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة.
اما المشاكل الأخرى للسمنة والتي أثبتت الدراسات العلاقة أو الدور الفعال لحدوثها هي: السكري، ارتفاع ضغط الدم، مشاكل المفاصل والأربطة، أمراض الكبد والتأثير على جهاز التناسل عند النساء كعدم انتظام الدورة الشهرية. كما تأثر السمنة على الجهاز التنفسي حيث تسبب انسداداً في مجرى الهواء خاصة عند النوم ونقص في نسبة أوكسجين الدم مما قد يؤدي إلى احتياج الشخص للأوكسجين عن طريق الأجهزة المساعدة. اضافة إلى التأثيرات النفسية والجانبية للسمنة ولمن يعاني منها، كالانطوائية والخجل من معاشرة الغير كما تولد العنف لدى البعض.
علاج السمنة
يهدف علاج السمنة إلى غرضين رئيسيين: الأول، القضاء على مسبباته والذي قد يكون صعب التنفيذ بعض الشيء، أما الثاني، فيتمثل في التخلص من الزيادة في الشحوم المتراكمة على أجزاء مختلفة في الجسم.
وللعودة بالجسم إلى الوزن الطبيعي يتوجب التقليل من مقدار السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد وتحت اشراف طبي متخصص. ومن أكثر طرق الحميات الغذائية شيوعا لمعالجة السمنة هي الطرق التي يتبع فيها غذاء متوازنا ذا سعرات حرارية قليلة. وينصح أكثر المختصين في مجال التغذية باتباع حمية غذائية تكون سعراتها الحرارية ما بين 1200- 1500سعرة في اليوم الواحد وعلى الشكل التالي: 60% من الكربوهيدرات، 30% من الدهون، و10% من البروتينات.
بينت الدراسات الحديثة التي أجريت في العديد من مراكز علاج السمنة بأن الذين يتبعون حمية مما يؤدي إلى فقدان 10% من وزنهم خلال 20اسبوعا يؤدي إلى تحسن في بعض المشاكل الصحية مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم.
ممارسة التمارين الرياضية
لا شك ان الاستمرار على اتباع التمارين الرياضية وممارستها من أهم العوامل في السيطرة على وزن الجسم على المدى البعيد. ان ممارسة التمارين الرياضية بصورة دورية سيؤدي إلى تحسين الحالة الصحية العامة للشخص وبذلك التخلص من بعض المشاكل المرتبطة بالسمنة، ولا تساعد ممارسة الرياضة على حرق السعرات الحرارية فحسب ولكن تجعل الشخص يلجأ لأكل الطعام المحتوي على الكربوهيدرات والامتناع عن الطعام الدسم والذي يحتوي على الدهون. لذا تعد البرامج المحتوية على التمارين الرياضية لتقليل الوزن أكثر نجاحا.
تناول الأدوية لتخفيف الوزن
هناك العديد من الأدوية التي تساعد على تخفيف الوزن إلا ان بعضها لا يزال يخضع لتجارب عديدة قبل اجازاتها من السلطات الطبية، والبعض الآخر قد يسبب الكثير من الأعراض والمضاعفات الجانبية وقد تكون خطورتها أكثر من السمنة ذاتها.
الجراحة
يتم اللجوء لعمل الجراحة في حالات السمنة المفرطة حيث تزيد معامل كتلة جسمه على 40ويشكو من الأمراض بسبب زيادة الوزن. هناك عدة أنواع من العمليات الجراحية أهمها عملية تقليص حجم المعدة (Gastroplasty) وهي تقلل بشكل كبير جدا من تناول الغداء، وهذا النوع من الجراحة يسبب فقدان ما بين 25- 35% من وزن الشخص خلال السنة الأولى الأمر الذي يؤدي إلى تحسن كبير على الحالة المرضية المصاحبة للسمنة المفرطة. وبالرغم من ذلك فإن الجراحة لا تخلو من المضاعفات "الآثار الجانبية" ولا يجب اجراءها إلا من قبل جراحين متميزين في حقل اختصاصهم حتى يتمكنوا من متابعة المريض. هناك أيضا عمليات تجميلية للتخلص من الشحم الزائد في منطقة اسفل البطن وذلك بشد عضلات البطن ومن ثم شفط الشحم الزائد.
[/c]>