عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-08, 10:37 am   رقم المشاركة : 1
الكبري
عضو قدير






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : الكبري غير متواجد حالياً
بنت أبو صالح .. تعالوا إليها ..فتاة الليل ..


[align=center]


شاهدت ليلة الإربعاء في حينا فتاة مشيها يوحي أنها في في بداية ريعان الشبب ..

عبائتها تقول أنها شابة في عمر الورود قبل الزهور ..

تمشي عجلة وإنارة جولها واضحة .. صعقت وقلت فتاة في الثالثة ليلاَ وتمشي في حينا !!

ولا منزل قربها .. وجوالها مضاء .. تمالكتني مشاعر متعددة .. مخطوفة .. متسولة .. شغالة هاربة ..

لا ليست كذلك ..

خلف تلك الفتاة قصة أخرى ..

رجعت مرة أخرى حول مكانها لعلي أكشف أمرها ..

وجدت رجلاَ سبعيني أو ثمانيني أيهما شئت ..

تفرست في الرجل ..

نظرت ..

وإذا رجل أعرفه ..

نزلت فسلمت ..

وإذا هو أبو صالح ..

أبو صالح رجل طاعن في السن تجاوز السبعين وربما الثمانين فهما سنين متقاربين ..

أبو صالح رجل صالح متدين نال حظه من مال الدنيا ..

يعد على رأس الرجال .. تميز بطيبة وكرم وخلق كما أترابه ..

له عدة بنات متزوجات إلا واحدة .. وله إبنان كعدمهما شكلهم رجل وإلا فالإناث أفضل منهم ..

أكثرنا عندما يرى ضعف والديه يقول رب ارحمهما كما ربياني صغيراَ ..

أما هذين الإثنين فيقولان ألم يحن يوم دفنه ..

سألته ما بالك !!؟

فقال .. أريد أن أذهب للمشفى ..

ونظرت حيث ينظر وإذا الفتاة عائدة ..

وهي الفتاة التي ساورتني الظنون حولها !!..

لما رأتني شابها رعب وخوف ..

لكني سارعت بالقول لها أنا فلان وعرفتها بمن أكون هنا هدأت وأمنت شري ..

ثم أردف هذا المسن يعرفها بي وبوالدي أطال الله بعمره على طاعته ..

هيا إذهبي وأتركيه لي يابنت ..

فأنا أحد أبنائه ..

وهو قال إذهبي فهذا إبني ولاتخشيه ..

لكنها تكلمت كأشد الرجال وأشجعهم وقالت أتركنا فجارنا سيذهب به ..

هنا حمدت الله أن هذه البنت بهذه القوة .. ثم نظرت وإذا بجارهم يأتي ليأخذه ..

رجل طعن في السن وأصبحت ذاكرته ليست ملكه .. خذر وخرف ..

يحتاج لمن يرعاه .. عاد لطور الطفولة ..

له أبناء ولكنه ليسوا كأبناء الناس برره ..

ذهبوا وتركوه ..

أباهم يصارع المرض في اليوم مائة مرهم وهم يرفثون ويفسقون بجبن نسائهم ..

لم يكترثوا بمن رباهم صغاراَ..

رزقه الله تلك البنت ترعاه وتقوم على شأنه ..

تعطف عليه وتحن عليه ..

يلهج لسانها بربي ارحمه كما رباني صغيرة ..

ما ذا تقول عندما ترى عجوز مريض تركه أولاده لفتاة صغيره ..

مريض ولا يملك من عقله ما يكفي ..

تراه في كل مكان يبكي من جور أبنائه العاقين ..

كيف يهنأ لهم منام ويلتذ لهم طعام وأباهم على تلك الحال !!..

لعلي أذكر أن أحدهما اكاديمي معروف ورئيس قسم لو ذكرت قسمه لعرفتموه..

والآخر معلماَ في وزارة التربية والتعليم ..

ولا أعرف كيف يسقي تلاميذه فن العقوق والتجرد من الإنسانية !!

شيخ مريض وشابة صغيرة في مفترق الحياة ..

لك الله يا أبا صالح ..

لك الجنة عوضاَ عن ابنيك في الدنيا ..

غفر الله لك وجعل الجنة مآلك ..

حفظ الله ابنته من كل شر وسوء ..

لكم أطيب المنى
[/align]







رد مع اقتباس