[align=left] ..عزيزي القاري
هنا نزف غير منتظم ..بلون ادبي غير منتظم ايضا
اتمنى ان تعذر لي ألمي المشبوه بالتواجد هنا
[/align]
يوم ثقيل . كالجبل ، تشكلت فيه كل آلام الحياة وأوجاعها..
يبدأ برؤية صديق يعود الى ارض الوطن ليمارس حريته التي
افتقدها هناك ..
كنت سعيدا جدا برؤيته..وهذا الشعور ولله الحمد-الذي هو حب
الاصدقاء-لايختلف لدي عن حب اشقائي ذلك ان بعض الاصدقاء
يتغلغل الى داخل روحك البيضاء ليسجل له بصمة في خلايا
جسدك لـتلوّن جسدك بمثل هذه الخلايا فقط ازرع المحبة في
ارضا الاصدقاء وحسّسهم بها وستجد انك اصبحت في زمن غيرك
يراه اسودا وان زمن الاصدقاء المخلصين قد ولّى وانت تراه ابيضا
يشبة حمامة حب تنقل فيما بينكم ورود المشاعر الصافيه النقيه ..
فقط اصنع الحب والاخلاص لتجني ولاتلتفت للشوك حتى
وان رأيت العالم ليلا مظلما لاتنسى ان هناك قمرا منيرا يطرد
الكثير من الظلمه كل مساء...
...
ومر اليوم لأشاهد صديقا لي خلف القضبان .. تسلب منه حريته.
وهل هناك حرمانا اكثر من الحريه ..؟؟
لكن لازال ذلك الشموخ في عينيه ..ذلك الشموخ الذي لم
يستطيع قاضٍ حقيروظالم ..ان يكسره ...كان كعادته صبورا
قويا وقد اثبت لي رأيي السابق عنه عندما كنا نتحدث سابقا
عنه احيانا في المجالس بأن هذا الصديق يملك ثقة في نفسه
لايملكها اي شخص آخر.
كان يتحدث معي وكـأنه في مجلسه ويبتسم ويضحك وكأنه
لم يُظلم ولم يُكبل ولم تُسلب منه حريه وانا ذلك الذي خارج السجن
كانت بسمتي له وضحكتي مصطنعةّ باهته ولااعلم كيف سأهنأ
بضحكة او ابتسامه وهذا الرجل مسلوب الحريه ..
خرجت من عنده وفي داخلي الف دمعه..تمنيت انني لم أأتي
لزيارته ولكنها الحياه وهذا طريقها الاجباري .
خرجت من عنده وفي داخلي شوق لخروجه وداخلي تحضيرا
لحفلة خروجه التي ستكون قربيه ان شاءالله
لازلت ارى ان شعور الصداقه اصعب مايكون حزنا هو عند مشاهدة
صديقك جنازه او مسجونا خلف القضبان او مشلولا على سرير
ذلك الشعور قاسٍ جدا .مررت بكل تلك المشاعر وللاسف فوجدت
بأنها تتشابه بمرارتها بأنك حينها لاتستطيع ان تعمل شيئا لصديقك
غير انك ترفع كفيك لتدعو له بالرحمه او الخروج للحريه او الشفاء .
...
وختام هذا اليوم برؤوية زميــل سابق في العمل ..كانت نظرة الناس
له باعجاب واليوم نظرت له نظرة عطف ورحمه ..
كان متحدثا بارعاَ..صحفيا ناجحا ومديرا لااحد اللعبات في احد الانديه
اضافة لكونه موظفا حكوميا ومثقفا فسار قطار الحياه لأراه هذا اليوم
بعد ان استصعب الامر علي بدايةً التعرف عليه لتغيّر ملامحه التي
عصفت بها تيارات الحياة المتقلبه وملابسه الرثّه اضافة الى ربطة
وضعهاعلى رأسه وكان يرسل نظراته تلك نحو اماكن خاليه وكأنني
عرفت حينها انه ينظر الى ماأخذ به فكري نحو ذكرياته وكيف كان..؟
وكيف اصبح يتجول ليبيع علب المياه الغازيه ليحصل على قوت
يومه في مكان لااستطيع ذكره هنا سترا عليه وعلى شموخه
الذي علّه يعود اليه يوما او ان تضل اخباره مجهوله عن كل من يعرفه
سابقا حتى تبقى ذكرياته السابقه رصيده فلايراه احد بتلك الصوره
التي رأيتها .لأنني اكاد اجزم ان الاخرين ممّن يعرفونه لن تكون نظرة
اغلبهم له كنظرتي تجاهه فهو لايزال في نظري ذلك الرجل الذي كنت
انظر اليه في الماضي والذي كنت دائما ماادخل معه في
حوارات ثقافيه لأستفيد منه وسيبقى رصيده لدي كما هورصيده
عند من اختفت اخباره عنهم .
هي الحياه هكذا .تمر بنا قطارا يعبر بنا الاقطار وفي كل مرة سنرى
صورا لم نتخّيل ان نراها سواء بالفرح او الحزن ستمر بنا تارة عاصفة
شتويه وتارة هدوء الليل واحيانا مشاعر ليلة العيد .
هو الانسان الناجح ذلك الذي تتغير ملابس عاطفته مع تغير
الطقس والمناخ والوصول لهذا النجاح يتطلب الايمان الكامل
بأننا في قطار يسير بسرعه لانكاد نحس بها وهي في حقيقتها
سريعه وان نهيء انفسنا لكل قادم من الايام لاتفائل مفرط بأن تكون
كلها سعيده فيكون وقعالصدمه اقوى ولاتشاؤم يجعلنا نشعر بأفضع
لحظات الالم وهو رؤية السكين قبل الذبح ..
2-9-1429